تهديدات «الديار» لـ«شيعة المستقبل»: هل هو تهديد بتصفيتهم؟‎

نديم قطيش
أطلقت صحيفة الديار اللبنانية تهديدا مبطنا باتجاه من أسمتهم "شيعة المستقبل" عبر نشرها تقريرا ينقل عن "مصادر في 8 آذار" ما وصفته بـ"استيائهم من هؤلاء الشيعة الذين يشوّهون صورة حزب الله في عيون جمهوره": فهل ستشهد الساحة اللبنانية عمليات تصفية جسدية تستهدف هذه الفئة المعارضة؟ خصوصاً أنّ هذه التهديدات تشبه تهديد اللواء وسام الحسن في الجريدة نفسها قبل 24 ساعة من اغتياله.

يبدو أنّ صحيفة “الديار” المقربة من 8 آذار ما زالت تمارس هوايتها المعهودة في إرسال تهديدات مبطنة على جانب من الخطورة الى بعض أقطاب 14 آذار. وهي أمس الإثنين وضعت على لائحتها “شيعة تيار المستقبل ” الذين ينتقدون ويعارضون سياسة حزب الله وتدخله في سوريا. وهذا من شأنه أن يعيد إلى الأذهان حملة إطلاق التهم والشائعات التي طالت رئيس شعبة المعلومات اللواء وسام الحسن قبل اغتياله بأسبوع في تشرين الأوّل 2012، عندما اتهمته الصحيفة أنّه بصدد “تجنيد مئات العناصر في الشمال اللبناني من أجل تسليحها كي تشاغب وتثير اضطرابات تسقط حكومة نجيب ميقاتي المقربة من حزب الله“.
فقد أشارت “الديار”، نقلا عن مصادر في 8 آذار أيضاً إلى وجود “غرفة عمليات داخل تيار المستقبل تضع نصب عينيها هدف تشويه صورة السيد نصرالله، بكلّ ما أوتيت من قوة”، لافتة إلى أنّ “الثقل ليس فقط على الحريري بل على من يمكن وصفهم بـ”شيعة المستقبل”. وتابعت الصحيفة: “في محاولةٍ للإيحاء بأنّ الهجوم على حزب الله يأتي من قلب بيئته الحاضنة، الطائفية والمذهبية وحتى الاجتماعية. ولعلّ هذا الواقع هو ما يفسّر خروج النائب “المتواري” عقاب صقر إلى الأضواء بعد انقطاعٍ طويلٍ”. واعتبرت الصحيفة والمصادر أنّ “صقر ذهب بعيدًا في هجومه الشخصي على نصرالله، معتمدًا النقد اللاذع والبعيد كلّ البُعد عن اللياقات، وهو الأمر الذي يُضاف إلى الهجوم غير المسبوق الذي يتولاه تلفزيون المستقبل ضدّ السيد نصرالله بشكلٍ يومي، والذي تخطّى بدوره كلّ الحدود”، على حدّ تعبير المصادر نفسها.

التهديد الصحافي الأخير من الديار لشيعة المستقبل هي عادة عملية تسبق الاغتيال

هذا التصريح الذي يتخطى التلميح تجاه “شيعة المستقبل” ينظر اليه الكثير من المراقبين في الساحة اللبنانية أنّه يتعدّى المعلومات الصحافية والتحليلات ويتجاوزها إلى تهديدات مباشرة موجهة إلى فئة سقط عدد وافر من نخبها السياسية والاعلامية ضحايا عمليات اغتيال سافر في وضح النهار، وذلك بسبب مواقفهم الصلبة ضد الوجود السوري السابق وهيمنة حزب الله الأمنية والعسكرية اللاحقة.
وكان العميد السابق مصطفى حمدان، وهو أحد صقور 8 آذار قد تهجّم على الوزير السابق محمد شطح قبل اغتيالة نهاية العام 2013 واتّهمه بأنّه “عميل أميركي”. إذا قبل اغتياله بأيام قال إنه “من المثير للسخرية والعجب أن يتنطح من كان آمراً لمدير سنوات الباطل ” فؤاد السنيورة ” للإدلاء بنظريات شاطحة كعادته خصوصاً فيما يتعلق بالإفادات الكاذبة وتهديد أمن الدولة، فليعد شطح إلى نوستالجيا شبابه يوم اختطف في لبنان بتهمة تعامله مع وكالة الإستخبارات الأميركية أثناء دراسته في الولايات المتحدة”. وتابع حمدان: “أما بالنسبة إلى غضب اللبنانيين من السوريين قبل سنة 2005، لذلك ننصح شطح بمتابعة المسلسلات التركية لا سيما مسلسل ” وادي الذئاب” لكي يتعظ لكن أغلب الظنّ أنه شطح بالإتجاه الخاطئ ولا حياة لمن تنادي”.

موقع الستاركو
ويسجّل أنّه حتّى الآن لم تستهدف أيّ شخصية شيعيّة معارضة لسياسة حزب الله سواء أكانت مستقلة أو منتمية إلى تيار المستقبل، ما عدا الشهيد الشاب هاشم السلمان الذي اغتيل أمام عيون القوى الأمنية والجيش أمام السفارة الإيرانية.
غير أن هذا التهديد الصحافي الاخير من الديار، التي اعتاد الجمهور اللبناني على الأخذ به لأنه يسبق عادة عمليات اغتيال تستهدف رموز 14 آذار، هو يجعل من احتمال الاستهداف هذا متوقعا وجدّيا. فهل ذكر النائب عقاب صقر في مقالة الديار، وهو المقيم منذ سنوات خارج لبنان هربا من تهديدات أمنية، تعني أنه هو المستهدف؟ أم أن المستهدف هو أحد الوجوه الاعلامية الشيعية المعارضة داخل تيار الستقبل؟ خصوصا وأنّ برنامج DNA، الذي يعده ويقدمه الصحافي الشيعي نديم قطيش ويسخر فيه من منطق حزب الله السياسي ومن أمينه العام السيد حسن نصرالله، أصبح هذا البرنامج يشكل حالة لبنانية وعربية فارقة، بعد نجاحة في استقطاب نسبة عالية من المشاهدين الناقمين على حزب الله وحليفه النظام السوري وراعيه الإقليمي إيران. وقد بات برنامجا “عربيا” تنقله مواقع سعودية أبرزها “العربية”، وبات قطيش يكتب مقالا أسبوعيا في جريدة “الشرق الأوسط”.

ما زالت صحيفة «الديار» المقربة من 8 آذار تمارس هوايتها المعهودة في إرسال تهديدات مبطنة بعض أقطاب 14 آذار

فهل على أبواب “فرط الحكومة” بتهديد عوني و”فرط لبنان” بحرب القلمون سيكون “فرط الحوار” على دماء “شيعة المستقبل”؟ الذين هم في الحقيقة “شيعة مستقلّون” يتبنّاهم تلفزيون المستقبل وقيادته السياسية.

السابق
جعجع :أتمنى على وزير المال ان يحرص على اقرار قانوني الانتخابات واستعادة الجنسية
التالي
صناعة الموت: هكذا يغرّر حزب الله بالأطفال