الحريري في موسكو بعد واشنطن.. والحكومة تُكثِّف إجتماعاتها ولا تشريع

كتبت صحيفة “الجمهورية” تقول : يشهد الأسبوع جملة استحقاقات ولقاءات مهمّة، تتصدّرها خارجياً القمّة الأميركية ـ الخليجية بين الرئيس الأميركي باراك أوباما وزعماء دوَل مجلس التعاون في كمب ديفيد التي أنابَ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وليَّ عهدِه الأمير محمد بن نايف لحضورها. كذلك يتصدّر هذه الاستحقاقات لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الرئيس سعد الحريري في موسكو محطتِه التالية بعد واشنطن ومصر وتركيا وقطر. أمّا داخليّاً فتحمل مفكّرة الأسبوع جلسةً جديدة لانتخاب رئيس جمهورية الأربعاء، وجلستين لمجلس الوزراء يتابع خلالهما درسَ مشروع الموازنة العامة للدولة اليوم وبعد غدٍ، ثمّ يَنعقد في جلسة عادية قبل الخميس يتضمّن جدولُ أعمالها 72 بنداً.

تتّجه الأنظار إلى موسكو التي يزورها الحريري في الساعات المقبلة قادماً من المملكة العربية السعودية، وسيوافيه الى هناك نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري والنائبان السابقان غطاس خوري وباسم السبع ومدير مكتبه نادر الحريري الذي عاد أمس من باريس.
وعلمَت “الجمهورية” أنّ الحريري الذي تبدأ محادثاته الرسمية بعد غد الاربعاء وتستمر حتى الخميس، سيلتقي عدداً من المسؤولين الروس، وفي مقدّمهم بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف ومجلس الدوما الروسي.
وقالت مصادر مطّلعة لـ”الجمهورية” إنّ لقاءات الحريري ستتحدث عن نفسها، خصوصاً لقاؤه مع بوتين الذي سيتناول مجمَل التطورات في المنطقة، من سوريا إلى اليمن، وملفّات لبنان الداخلية وسُبل حمايته ودعم القدرات العسكرية والأمنية للجيش والقوى الأمنية، كذلك سيتناول هذا اللقاء حصيلة زياراته الأخيرة لواشنطن وأنقرة والدوحة ولقاءاته في الرياض مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وقادة مجلس التعاون الخليجي.

 
التشريع و”القوات” و”التيار”
وعلى جبهة التشريع، قال رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع “إنّنا اتّفقنا مع “التيار الوطني الحر” على مقاطعة أيّ جلسة تشريعية إذا لم يكن على رأس جدول أعمالها قانونا الانتخابات واستعادة الجنسية”.
ودلالةً على التناغم بين هذين الحزبين المسيحيَين، قال وزير الخارجية جبران باسيل أمس: “لن يكون هناك تشريع في البلد، إذا نحن كنّا على قارعة الطريق، ولن يكون هناك بالمبدأ مجلسٌ نيابيّ بقانون انتخابي لا يعطينا تمثيلنا الحقيقي، حتى في هذا المجلس النيابي، لن يكون هناك تشريع مع القول إنّ المسيحيين يريدون قانونَ الجنسية”.
وأضاف: “لن تكون هناك حكومة لا تقوم بتعيينات أمنية، لنكن واضحين، ولا تعيينات أمنية ليس لنا الكلمة فيها، هذه القضايا إمّا ان تُحسَم الآن وبوُضوح، أو دَعونا ندخل إلى المشكلة منذ الآن، وأنا لا أتحدّث كوزير خارجية الآن، بل أتحدّث كجبران الذي كان يتظاهر على الطريق ضدّ السوريين. موقع قائد الجيش ماروني، والموارنة لهم الكلمة الأولى فيه، ونحن 19 نائباً مارونياً، وبكلّ بساطة كلّ مَن يقول ممنوع، فريقاً كان أم شخصاً،
أو يَجمع بين قيادة الجيش ورئاسة الجمهورية، نقول له ممنوع على شخص يَجمع بين رئاسة الحكومة وقيادة قوى الأمن الداخلي، وممنوع على شخص يَجمع بين رئاسة المجلس النيابي وقيادة الأمن العام، نقولها بكلّ بساطة، ما هو ممنوع علينا ممنوع على غيرنا،
وما هو مسموح لنا مسموح لغيرنا، ولن يكون هناك حكومة في لبنان نحن لسنا ممثّلين فيها ولنا كلمتنا، مثلُنا مثلُ غيرنا، ولن يكون هناك رئاسة جمهورية لا يكون فيها رئيس يمثّل المسيحيين، ولن نقبلَ بالفُتات، وحقوقنا في هذا البلد ليست كثيابِ المسيح “اقتسَموها واقترَعوا عليها”، نحن لسنا مشاعاً لتوزيع الحصص، مرحلة توزيع الحصص من التسعينات حتى 2005 انتهَت.
“8 آذار”
وعلمَت “الجمهورية” أنّ مواقف باسيل لاقت استياءً في أوساط بعض قوى 8 آذار لجهةِ النبرة المذهبية العالية واعتبار قيادة الجيش ورئاسة الجمهورية موضوعَين مسيحيَّين، في حين أنّ 8 آذار تنظر إليهما من موقع وطني جامع. وقالت “إنّ استهداف الحكومة وبالتالي الاستقرار العام في البلاد يفجّر البلد ولا يصبّ في مصلحة أحد، وبالتالي وفي مكان ما إنّ مجلس الوزراء هو من يَبتّ الموضوع”.

برّي
وقال رئيس مجلس النواب نبيه برّي خلال لقاء صباحيّ مع بعض زوّاره أمس: “إنّني أستطيع أن أدعوَ إلى جلسة تشريعية للانعقاد خلال 24 ساعة وفي حضور نصاب يزيد على 70 نائباً يضمّ أطرافاً عدّة ويكون من ضمنه أيضاً نوّاب وكتَل من المقاطعين أنفسِهم، إلّا أنّني لا أقدِم على هذه الخطوة مراعاةً منّي للموقف الماروني وللميثاقية، ورهاناً منّي أيضاً على أن يراجع المقاطعون مواقفَهم ويعودوا إلى التزام الأصول وموجبات العمل التشريعي”. وأضاف: “لا أحد يستطيع تعطيلَ التشريع في مجلس النواب ولا أحد يستطيع إسقاط الكيان اللبناني”.
وانتقد برّي، من جهة أخرى، الغيابَ العربي عن احتفالات روسيا التي وقفَت دَوماً إلى جانب القضايا العربية المحِقّة، منَوِّهاً بمشاركة الرئيسَين المصري عبد الفتّاح السيسي والفلسطيني محمود عبّاس في هذه الاحتفالات.
وأشار إلى أنّه يعمل على تحقيق حوار بين حركة “حماس” والسلطة الفلسطينية، وأنّه قدّم مجموعة أفكار لهذه الغاية وتلقّى موافقة الطرَفين عليها، وأنّه سيرعى هذا الحوار في بيروت في حال تمَنَّعَ الجانب المصري عن رعايته.

السابق
مسلحو القلمون إلى جرود عرسال
التالي
الائتلاف يرفض لقاء دي ميستورا …