الأشخاص المعوّقون: لا تنمية من دوننا!

لم يتمكن الأشخاص المعوقون حركياً، الذين يستخدمون الكراسي المتحركة والعكازات، من الوصول إلى «حديقة جبران» أمام مبنى «الإسكوا» لإيصال استنكارهم إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في اعتصامهم الاحتجاجي الذي نظمه أمس، مكتب الاقليم العربي في «المنظمة الدولية للأشخاص المعوقين» و«اتحاد المقعدين اللبنانيين»، وبالتعاون مع جمعيات الاعاقة وجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الدولية التي تعنى بحقوق الإنسان.
العوائق «الأمنية» والبلوكات الإسمنتية التي أعاقت حركتهم، وحالت دون وصولهم إلى الحديقة، لم تحل دون إطلاقهم صرخة رفض لتجاهل حقوقهم المشروعة في مسوّدة ما بعد العام 2015، بعد انتظارهم 15 سنة وهم يطالبون بإدراج قضايا الإعاقة على أجندة التنمية ضمن الأهداف الأساسية للألفية. تجمعوا قرب الحاجز الإسمنتي الذي يفصلهم عن درج الحديقة ورددوا «إخجل إخجل بان كي مون!»، قرب مجسم للأمين العام للمنظمة الدولية.
في الاعتصام الذي استمر لساعة، رفع المشاركون لافتات تطالب بالحقوق غير المحترمة محلياً وعربياً وعالمياً.. «الدمج الآن!»، «لا شيء من دوننا!»، «التنمية بدون الإعاقة فشل ذريع».. وشرح نائب رئيس «اتحاد المقعدين اللبنانيين» حسين جبر أهمية إدراج الإعاقة ضمن الأهداف الرئيسة للتنمية، بعدما تلا بيان الاعتصام.
واعتبر البيان أن «تجاهل قضية الإعاقة في هدفي الفقر والصحة، سيحكم على هذه الأجندة بالفشل، فهما يحددان أُطر المتابعة على المستوى التنفيذي، وذلك من خلال الأهداف الجزئية المكملة للأهداف العامة ومؤشراتها. نعم، يدرك المكتب أن الإعاقة قد تم لحظها في أهداف جزئية ومؤشرات، ولكن تبقى بدون جدوى، نتيجة لقصور الأهداف العامة عن تبني لغة واضحة وحاسمة ومنهجية في اتجاه التبني الفعلي».
ويقود تجاهل إدراج قضايا الإعاقة في الأهداف إلى أن «الحكومات والمنظمات الدولية والأقليمية المعنية بتطبيق الأهداف ستجد نفسها عاجزة عن تلبية طموحات واحتياجات الأشخاص المعوقين»، وذلك الأهم على المستوى العملي.
وأكد المكتب العربي و«اتحاد المقعدين» على استيائهما تجاه وضع أهداف تنموية يحكم عليها مسبقا بالفشل. وكذلك على استيائهما تجاه السياسة غير المفهومة بشأن تضييق مجالات النقاش فيما خص صيغة الأهداف التنموية العامة. وطالبا بـضرورة استمرار النقاش حول جدوى الأهداف، وفاعليتها لتحقيق الدمج الشامل والمتكامل والممنهج للفئات المهمشة كافة.

(السفير)

السابق
رضيع مرمي على الطريق!
التالي
للمرة الأولى: جورج كلوني يكشف حقيقة وقوعه في شباك أمل علم الدين