مسيرة حاشدة ومهرجان في الذكرى المئوية لإبادة الأرمن

طغى إحياء الذكرى المئوية للإبادة الارمنية أمس وفق “النهار” على المشهد الداخلي مع استقطاب هذه الذكرى التفافاً لمعظم القوى السياسية حول الأحزاب الارمنية الثلاثة التي أبرزت عرضاً توحيدياً في المناسبة متجاوزة انقساماتها السياسية،.

وأحيا الارمن اللبنانيون بحسب “النهار” الذكرى المئوية للابادة بمشهد شعبي وسياسي عارم بلغت ذروته في مسيرة حاشدة انطلقت من كاثوليكوسية الارمن الارثوذكس في انطلياس الى الملعب البلدي في برج حمود حيث أقيم مهرجان خطابي للاحزاب الارمنية الطاشناق والهنشاق والرامغفار وسط حضور سياسي واسع لمختلف القوى السياسية والحزبية من معظم الاتجاهات والطوائف.

وفيما ركَّزَت المواقف والكلمات على ضرورة اعتراف تركيا بالمجزرة وإحقاق العدالة، طالبَ النائب آغوب بقرادونيان في الاحتفال تركيا بالاعتراف بمسؤوليتها من أجل تحقيق العدالة والتعويض المعنوي والسياسي والمادي والجغرافي.

طرابلس وصيدا تضامنتا مع تركيا

كتب عبد الكافي الصمد في “الاخبار”: طرابلس وصيدا تضامنتا مع تركيا

نجحت اعتراضات هيئة علماء المسلمين وتيار المستقبل، وحملة التحريض التي خيضت في مدينة طرابلس ضد ذكرى الإبادة الأرمنية، في إلغاء حفلات الفرق الفنية الأرمنية ضمن «المهرجان اللبناني الدولي للغناء الجماعي»، الذي ستقام نشاطاته في أكثر من منطقة لبنانية. وتحوّلت المنابر في المدينة أمس إلى منصة لإطلاق مواقف ضد المهرجان، غلبت عليها الصبغة الطائفية.

وأثمرت الضغوط إلغاء حفلين من أصل ثلاثة، بحجة أن إقامة هذه الحفلات تتزامن مع الذكرى المئوية للإبادة، وهي في نظر المعترضين «تجنٍّ على دولة الخلافة الإسلامية»، إذ ألغي مهرجانا غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس وفي مركز الرعاية الاجتماعية في بلدة سير ــــ الضنية. ونقل الحفل الثالث الذي كان يفترض أن يقام في معرض رشيد كرامي الدولي مساء غد، إلى مركز العزم الثقافي ــــ بيت الفن في الميناء. مصادر سياسية لفتت إلى أن «من تبنّى فعلياً الحملة ضد المهرجان في طرابلس طرفان: تيار المستقبل وهيئة علماء المسلمين».

وإذا كان اعتراض الهيئة «مفهوماً لأسباب تداخل فيها الديني بالثقافي»، اعتبرت المصادر أن «تحريض المستقبل من تحت الطاولة ضد المهرجان، كان الهدف منه بالدرجة الأولى التصويب على ميقاتي لأسباب سياسية محلية ضيقة». وفي صيدا، استجاب إسلاميو المدينة لدعوة الدرويش ومشايخ في هيئة العلماء إلى رفع الأعلام التركية فوق بعض المساجد ضد قرار وزير التربية بإقفال المدارس.

24 نيسان: لبنان واحد لا لبنانان؟!

كتب جان عزيز في الاخبار”: 24 نيسان: لبنان واحد لا لبنانان؟!

كل هذه الضرورة البنيوية لوطن وشعب، اهتزت أمس. لحظة وقف لبناني واحد، في أضيق زاروب طرابلسي، رافضاً شهادة مليون ونصف مليون أرمني، هم فعلياً وجينياً أجداد مئتي ألف مواطن من مواطنيه. حين رفع لبناني واحد علماً كيدياً، أو شعاراً ثأرياً، أو لافتة شماتة أو انتقام، لا لشيء، إلا لأن مواطناً آخر شريكاً له في الوطن نفسه، يرى فيها طعم دمه المراق ظلماً وذبحاً وإبادة.

حين تخاذل وزراء في حكومة “مصلحة وطنية” مزعومة، عن اتخاذ موقف وطني متضامن مع الضحية في وجه الجلاد، مع الشهيد في وجه السفاح، مع الشيخ الشهيد أحمد طبارة إمام جامع النوفرة في بيروت، ضد جمال باشا المحتل الجزار عندها، بدا أن الوطن الواحد في خطر، وأن الشعب الواحد في وهن، وأن الركيزة الأولى لمجتمع عصري ديمقراطي، أي إرادة العيش معاً، في خلل. لأن أول الوطن أن يكون كل شعبه واحداً في شهادة كل راحل.

أياً كان اسمه. أن يرفع صوتاً واحداً في 14 شباط. وأن يقول صرخة واحدة في 24 نيسان، أقله مرة كل مئة سنة: كلنا اليوم أرمن! أكثر ما يؤلم في الأمس، أنه وقع تحت ناظري رجل دولة وميثاق. هو نفسه ابن الرجل الذي كان اسمه: لبنان واحد لا لبنانان

 

السابق
الحريري يدعم المشنوق والقوى الأمنية
التالي
محنة الخليج مع المهدي المنتظر