سنتان على اختطاف ابراهيم ويازجي: ما بين السياسة والدين… تاه مطرانان

المطرانين المخطوفين يوحنا ابراهيم وبولس اليازجي
عامان على اختطاف المطرانين يوحنا ابراهيم وبولس يازجي والاسئلة تعيد ذاتها، والاجابات محض تخمين ومجرد اقاويل. نوران انطاكيان لا يمكن لمكيال عادي أن يخفيهما. نوران مشرقان، من له المصلحة بإخفائهما؟ من له المصلحة بطعن المشرق، بطعن الارثوذكسية الإنطاكية، بأملها ومستقبلها؟ وحتى متى سيبقى النور تحت المكيال؟

إنّ القضـية العـالقـة مـا بيـن الـغمـوض والتجـاهـل مـع قليـل مـن تـوابـل الإشـاعـات التـي تُعـد گمهـدئ لـلبعـض وربطهـا بالـوجود المسيحـي لتـزيـد مـن تشعـب جـذورهـا المعـرقلـة للكشـف عـن مـاهيـة مصيـرهمـا، تُعـد أكبـر نجـاح لـذوي المصـالـح المكتسبـة مـن بقـائهـما حيـث همـا! لتنهـال على العقـول الضعيـفة ما يسـمى: إدعـوا لهـما گحجـة لـمدخـل يـدخلـه بعـض مـن لا مـدخـل لـه لـينتهـي أخيـراً إلى مكـان مقصـود، الإيمـان الخـالي مـن الـوعي بـه ينطلـق مـن مـدخليـن إمـا خـوف أو جهـل، توجهنـا سـابقـاً إلى آفـاق ممتـدة ما بين سـوريا ولبنـان على كـلا الصعيـديـن السيـاسـي والـروحي (الـدينـي) وإن خطـف المطـرانين يوحنا ابراهيم وبولس يازجي مـا يعـد سـوى مـدخـلاً ومـقـدمـة لمـوضـوع وصلـب هـذا المـوضـوع يعتمـد ويستنـد بـالدرجـة الأولـى على ردة فعـل الشعـب المسيحـي تجـاه ذلـك ومقـدار إستيعـابـه لـما حدث…

وواجهنـا ردة فعـل بـاردة تجـاه ذلـك مـا أدى الى نتيجـة وهـي عـدم الحـراك بمـا يخـص هـذه المسـألة فتـمّ نسيـانهـا بجـدارة مـع مساعـدة مـن صمتنـا على ذلـك تـوالـت الأحـداث بعـدها بمـا يخـص مصـر وليبيـا والعـراق وأيضـاً بعـض القـرى الآشـوريـة حـديثـاً في شمـال شـرق سـوريـا وستتـوالى الأحـداث وتمتـد إلى مـدى يـوازي مـدى صمـت المسيحيين على ذلك، حتى وصلنـا لـدرجـة أن (قضيـة بحجم هـذه القضيـة) لـم تعـد تثيـر الحـراك في الألسنـة فقـط وليـس الجسـد .. وإنّ الصمـت وعـدم الحـراك بمـا يخـص هـذه المسـألـة الأفـراج عـن المطـرانين سينتـج مـن بعـدها حمـلات لإنعـاش العقـول المخـدرة والمنغلقـة على ذاتهـا بمـا يخـص إفـراغ الشـرق الأوسـط مـن الـوجـود المسيحي والـداعيـة للهجـرة بشكل مفـزع وهـذه التركيبـة الممتزجـة مـن بعـض الخـلايـا (داعش – جبهة النصرة) ما هي سـوى بيـادق أو آلات تتـولى قيادتهـا عقـول أجنبيـة تستـورد مـن المجتمـع العـربي صمتـاً لتصـدر قتـلاً. صمتنا قاتلنـا !

مـا بيـن الـلهفـة والـلقـاء مسـافـة تحـن لـلبكـاء… عـامان والقضيـة عـالقـة بيـن عالمـين وحـروف مـن بعـيد تنحـت على سطـور بعضهـا حمـراء وأُخـرى بيضـاء تراتبية مذهلة بدهشة الصمت وتركيبة التجاهل إجتاحت الأيام! إننا على أبواب السنتين هل من مجيب؟ نـافـذة الأمـل تُـطـل عـلـى حـدائـق الشـوق فـهـل مـن أحـد لـيفـتحها

يا أيها الشعب المسيحي أبدأ بياء النداء عسى أن تسمعوا “غليان الدماء” بعطف سخيف تنعطف الأيام والأرقام على بعضها لتغرينا بجمال الحياة لتسرب بتربتنا المؤمنة عالم الضياع وتنسينا الماضي وتلفق الحاضر على هواها وترسم لنا مستقبلاً لم ولا ولن نريده حتى لو بيع في أسواق الذهب بغير صبر ينتظر كل يوم اليوم الآخر ليسلمه وظيفة النسيان بالتناوب ويسير بها هكذا ليتوصل لمقولة أن الزمن كفيل بالنسيان وهذا اليوم نفسه قد نسي أن الضمير الحي يرسل إشارات للذاكرتين القصيرة والطويلة المدى بإعادة تذكر الماضي الى ساحة الشعور هنا أقول للأيام أن تستقيل فنحن من يترأس دائرة الحياة وليس الأيام. بحالة وقضية كهذه (خطف صاحبي النيافة والسيادة مع باقي المخطوفين) يكون الدور الأساسي بها لإرادة الشعب المسيحي وإصراره على إستعادة حقه كم من نفس غادرت ولم تعد بحكم الغموض وكم من قضية تم نسيانها وتم تهميشها اليوم قبل الغد إن لم يتحرك هذا الشعب فيكون مسؤولاً عما سيحصل وهذه المرة لن تكون كغيرها لن نصمت إلا بعودتهم ولا نزول إلا بقدومهم

أيّها المسيحيون حتى متى تبقون قَصَبَةً تَهُزُّها الرِّيح؟

إنّ المسيح هو من صَنَعَ سَوْطًا مِنْ حِبَال وَطَرَدَ الْجَمِيعَ مِنَ الْهَيْكَلِ .. فلنصرخ الآن أو نصمت للأبد.

بـلغـة واضحـة :

ومـاذا بعد هـل هناك المزيـد؟

آلاف الكلمات هل من قارئ؟

آلاف العواطـف هل مـن شعور؟

آلاف الدموع هل من مواسي؟

كُثر كتبـوا وقدموا وتكلموا ولكن هل من فاعل؟

أنطاكية تُصلّي… أنطاكية تتضرع..

أنطاكية متى ستنتفض لأجل المطرانين!

* جوي حداد هو رئيس هيئة التضامن السرياني الديمقراطي

نائب رئيس الهيئة الشبابية الاسلامية – المسيحية للحوار

مؤسس وعضو في ملتقى الأديان والثقافات للتنمية والحوار

أمين سر مؤتمر الأقليات

السابق
للعروس..اليك أسرار لجمال الشعر والبشرة مع التفاح
التالي
العثور على قنبلة على أوتوستراد البداوي أمام مجمع المدارس