عن بعض أسباب عاصفة الحزم التي لم يتحدث عنها كثيرون

اليمن
يعتقد مراقبون أن عاصفة الحزم ضد اليمن كانت ضرورة للحدّ من امتداد النفوذ الإيراني إلى المنطقة، على الرغم من أن أداء الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح ساهم في تقوية الحوثيين من قبلهم.

بعد سنوات على بداية الظهور السياسي والعسكري للحركة الحوثية وخوضها حروب ضد الجيش اليمني في عهد الرئيس السابق المخلوع علي عبدالله صالح، عاد الحوثيون للظهور بقوة أكبر وتحت اسم أنصار الله. وتجدر الإشارة إلى أن ايران احتضنت أنصار الله معنوياً ومادياً وسياسياً، وكذلك حركتهم المسلحة.

تطوّر هجوم حركة أنصار الله (الحوثيين) في صيف ٢٠١٤ ليبدأوا عملية شاملة لاحتلال العاصمة صنعاء. عملية تشبه الى حد كبير احتلال حزب الله اللبناني مدينة بيروت في ٧ أيار ٢٠٠8.

تحولت المواجهات المتقطعة إلى صراع مستمر بين الحوثيين وبين الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح وعلي محسن الأحمر من 2004 وحتى 2011، واشتبكوا ضد قوات سعودية في 2009 في ما عرف بـ”نزاع صعدة”. معظم القتال كان متمركزاً في صعدة لكنه انتقل إلى مناطق أخرى في محافظة عمران ومحافظة الجوف ومحافظة صنعاء. فشلت الحكومة في قمعهم عسكرياً لأسباب عديدة منها أسلوب إدارة الصراع نفسه وطبيعة نظام علي عبد الله صالح بحدّ ذاتها، وعدم معالجة الأسباب الرئيسية التي أدت لظهورهم.

الحوثيون هم من الفرقة الزيدية وقد تأثروا بالثورة الإيرانية وبفكر الإمام الخميني وأرادوا ان يكونوا نسخة من حزب الله اللبناني لكن بطريقة طائفية أكثر. وعملوا على إنشاء مليشيات سياسية وعسكرية. واستعمل هؤلاء المحاصصة الطائفية والهيمنة على قرار وثروات اليمن بدعم إيراني مباشر وشوكة في خاصرة المملكة العربية السعودية.

من شعارات الحوثيين (أنصار الحق): الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام.. وهذه الشعارات وضعها النظام الإيراني أمام الحوثيين لجذب الشباب إليهم وشد انتباه القيادات اليمنية إليهم والدول الخليجة والعربية المحيطة باليمن ولينسبوا الى فكر الامام الخميني. وهذا بدا كعملية تعبئة ليست فقط ضد السياسة الاميركية في الوطن العربي بل لإظهار النفوذ الإيراني في الوطن العربي والتباهي به.

الحوثيين

واستغل الحوثيون غياب الدولة في اليمن. وبسبب استغلال الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح السلطة وتقاسم الثروات مع أبنائه والمقربين منه والحزب الذي يترأسه صالح، المؤتمر الشعبي الحاكم، وتهميش القبائل والمشايخ. ولا ننسى تعمد الرئيس المخلوع صالح إضعاف الجيش اليمني بالمعارك مع الحوثيين من جهة والعمل على تقسيم ألوية الجيش لحماية نظامه وتهميش الأحزاب اليمينية واتعاب الجيش اليمني وتشتيته واستخدم مقولة “فرّق تسد”.

تعترف القيادات الاجتماعية والشخصيات والعائلات اليمنية بأن الحوثيون عملوا على التأثير والنفوذ غير المباشر على النظام السياسي السابق وعلى ضباط في الجيش اليمني، وذلك بشراء الذمم بأموال إيرانية… حينها كان الرئيس السابق المخلوع صالح وحزبه مشغولين بتقاسم النفوذ والثروات البلاد.

يؤكد قسم كبير من وجهاء وشخصيات يمينية ان تخفيف معاناة الشعب اليمني من ظلم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح وزمرته ومن مليشيات الحوثيين المسلحة والنفوذ الإيراني وفكرهم الطائفي يتطلّب من التحالف العربي القضاء على هؤلاء جميعاً بمعركة تاريخية هي “عاصفة الحزم”، تستعمل فيها القوة والحكمة. وإلا سوف تسقط المنطقة العربية وخليجها ضحية المؤامرة الإيرانية بهدف سيادة إمبراطورية فارسية.

يجب أن يدرك القادة العرب أن ليس كل من يتبع المذهب الشيعي الاسلامي يكون حكما مواليا للنظام الإيراني الفارسي. فهم أولاً وأخيراً مسلمون عرب يفتخرون بعروبتهم وانتمائهم الوطني.

السابق
وزارة الصحة تقفل مركز «سيلكور» للتجميل في فرن الشباك
التالي
الخارجية الاميركية توصي بشطب كوبا من قائمتها السوداء