آخر صيحات السياسة: حفلة شتائم بين حلفاء إيران والسعودية

الزعماء
بسبب ما نراه ونسمعه من حفلات الشتائم والسباب التي وصلت إليها أكراف الصراع السياسي الداخلية والإقليمية، ومدى الاختلاف العميق في المصالح والهيمنة، تظهر مخاوف من عودة الحروب والانفجارات والاغتيالات إلى لبنان تنفيساً للصراع.

من الطبيعي في مكان ما، في خضم الصراعات السلطوية على المنطقة، أن تدور نقاشات واتهامات، وأن يختلف السياسيون في الآراء، وأن يدافع كلّ منهم عن نظرته ومصلحته… لكن أن يصل الأمر إلى حدّ الشتائم والسباب والتخوين بين الأطراف المتصارعة على الهيمنة إن على صعيد الداخل أو الإقليم، فهذا جديد وغير مسبوق. من المرشد الإيراني إلى الرؤساء والشيوخ والمفتين… يتحيّنون فرصة الطلّة الإعلامية أو أي مناسبة ليكيلوا الشتائم إلى الطرف الآخر.

ففي مقابلة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مع الإخبارية السورية انتقد المملكة العربية السعودية التي “شنت الحرب على اليمن ثم ذهبت لتبحث لها عن قرار عربي يؤيدها”، وقال نصر الله إنه على يقين من ان “السعودية ستلحق بها هزيمة في اليمن وهذا الامر سينعكس على بيتها الداخلي”، ولفت إلى أن “السعودية دولة لا قانون فيها ولا ديمقراطية ولا حقوق إنسان ولا تداول سلطة”.

ولم يمرّ الهجوم الذي شنّه السيد حسن نصر الله ضدّ المملكة العربية السعودية بالنسبة إلى الرئيس سعد الحريري مرور الكلام ولا الكرام. فقد أصدر الرئيس سعد الحريري بيانا وصف نصرالله بأنه “بوق إيراني” ويسعى إلى تدمير لبنان كرمى لعيون السفّاح بشار الأسد وولاية الفقيه.

ونشرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “فارس” كلمة مرشد الثورة علي خامنئي الذي هدد بتلقي السعودية ضربات موجعة في اليمن قائلاً إنه “سيمرغ أنفها في التراب”، مضيفاً: “ليست السعودية وحدها هي من ستخسر في اليمن”.

بعدها ردَّ النائب محمد رعد على الرئيس الحريري واصفا إياه بالجبان والعبد إذ قال: “نتفهم حراجة وضع الشيخ سعد وضيق صدره في هذه اللحظة الزمنية خصوصاً إزاء كل ما ننتقد به زعماء السعودية وسياساتهم الخرقاء وعدوانهم الفاشل على اليمن وشعبه، لكن الصمت عما يرتكبه هؤلاء من جنايات وإبادة للمدنيين ومكابرة في محاولة مصادرة إرادة الشعب اليمني وفرض وكيل لهم حاكماً هناك، هو صمت لا يرتضيه إلا العبيد أو الجهلة أو الجبناء”.

عليه، وبعد جردة قصيرة من المقابلات والتصاريح والردود المقابلة خلا الأيام القليلة الماضية، نستخلص آسفين إلى الدرك السفلي الذي وصلت إليه طرق التخاطب السياسي داخليا وإقليميا، من شتائم وسباب وتخوين وتجريح.

وإذا أمعنا النظر سنلحظ اتساع الكوةّ العميقة والغليظة بين أطراف الصراع الداخلية والإقليمية. وما يُخاف منه ويُحذر أن ينعكس هذا الصراع السفلي، بكل معاييره، على كبش المحرقة في كلّ الحروب الكونية: لبنان.

السابق
عبد الله بري ينفي الشائعات بتوريثه رئاسة الحركة
التالي
وزارة الصحة: إقفال 5 حضانات غير مرخصة في منطقة الشوف