«حماس» لـ«جنوبية»: النصرة باعت مخيم اليرموك لداعش

وكأن الحصار الذي يعاني منه أبناء مخيّم اليرموك من قبل النظام السوري، والقصف بالبراميل المتفجرّة لا يكفيهم. فمنذ أسبوع دخل تنظيم داعش إلى المخيّم وبدأ بالقتل والدمار والجوع الذي سبقه عليه النظام منذ أكثر من سنتين. عضو القيادة السياسية في حركة "حماس" رأفت مرّة يشرح لـ«جنوبية» الحالة التي وصل إليها المخيم.

منذ حوالي ثلاث سنوات واللاجئون الفلسطينيون في مخيم اليرموك يعيشون مأساة الحرب السورية، الحصار والدمار والجوع والموت والنزوح، معاناة يعيشها أهالي المخيم على مرأى من العالم.

أمّا جديد مأساة ما تبقى من أهالي المخيم، دخول تنظيم «داعش» واحتلال أكثر من 60% من مساحة مخيّم اليرموك، إضافةً إلى اعتقال وقتل وخطف العديد من أبناء المخيم، وسط وضعٍ إنساني مزرٍ وخطير.

عضو القيادة السياسية في حركة “حماس” رأفت مرة وصف في حديث لـ«جنوبية» الوضع  الإنساني للاجئين الفلسطينيين في مخيّم اليرموك بـ «الصعب جداً، فهناك كارثة إنسانية حقيقية منذ سنتين ونصف يعيشها أبناء المخيم المحاصر من قبل النظام السوري وأتباعه. الكهرباء والماء مقطوعان كلياً، المواد الغذائية والطبية ممنوعة من دخول المخيم، والمستشفيات الأربع الموجودة داخل المخيّم متوقفة عن العمل منذ فترة طويلة، الدمار هائل، والوضع الإنساني صعب جداً».

وأضاف :«ما زاد مأساة ما تبقى من اللاجئين الفلسطينيين في اليرموك هو سماح «جبهةالنصرة»  الموجودة منذ فترة طويلة في المخيّم، بدخول تنظيم داعشإلى مخيّم اليرموك منذ أسبوع تقريباً، وذلك بالتنسيق الكامل بين النصرة وداعش، وترافق دخول داعش مع قصف عنيف بالبراميل المتفجرة من قبل النظام السوري».

ونفى مرّة أن يكون أبناء المخيّم قد بايعوا تنظيم داعش كما يشاع، بل أنّ النصرة هي من بايعت التنظيم، وأكدّ أنّ :« أبناء المخيّم اليوم يعانون من ظلم التنظيم فهم ضحايا ممارساته، ففي المخيّم حوالي 200 قنّاص يستهدفون كل من يتجوّل في الطرقات، إضافةَ إلى عمليات الخطف والقتل والإعتداء، وحتى اليوم هناك عدد كبير من الفتيات المفقودات لا أحد يعرف مصيرهن».

ومخيّم اليرموك الذي أنشئ عام 1957، على مساحة تقدر بـ 2.11 كم مربع لتأمين المسكن للاجئين الفلسطينيين في سوريا، موقعه الجغرافي على بعد 8 كلم من العاصمة دمشق، جعل منه موقعاً استراتيجياً مهماً يتصارع عليه المتنازعين في الحرب السورية.

قبل بدء الحرب كان يعيش في المخيّم حوالي 250 ألف نسمة، أمّا اليوم، فلا يتعدّى عدد سكّانه العشرين ألف نسمة، فالقسم الأكبر من فلسطينيي اليرموك نزحوا إلى مناطق أخرى بسبب الحصار والقصف الذي يتعرض له المخيّم، ولكن ماذا عن السكان المتبقين، والذين دفعوا ثمن حرب لا علاقة لهم فيها، وأين الفصائل الفلسطينية مما يتعرض له أبناء بلدهم؟

أكدّ مرّة أنّ «الفصائل الفلسطينية تبذل الجهود مع كل الجهات أو أي صاحب سلطة ونفوذ في الحرب السورية، لإبعاد الفلسطينيين وتحييدهم عن الصراع السوري، وإنقاذ أبناء المخيّم، لأن الوضع الإنساني الذي وصل إليه المخيّم اليوم صعب جداً. لذلك نعمل كفصائل فلسطينية، وكحركة حماس في التحرك سياسياً وإعلامياً وشعبياً، لرفض العدوان من أي طرف كان على اللاجئين الفلسطيننين في المخيم».   

السابق
جنبلاط للأنباء: خطورة كبرى في ربط المسارات كلها من اليمن إلى العراق وسوريا ولبنان
التالي
روحاني خلال مؤتمر مع اردوغان: لانهاء الحرب في المنطقة للتمكن من مواجهة الإرهاب