إعادة إيران إلى الحظيرة الدولية ولا داعي للتفجع

ايران
«دمج إيران في منظومة العلاقات الدولية» هذا هو عنوان المرحلة القادمة التي ستستغرق سنوات، ليس كما عنونت الممانعة بأنّ الاتفاق هو رضوخ للغرب، وليس أبداً «محور الشر يرتمي في أحضان الشيطان الأكبر».

إلى المنتحبين، والشامتين، والمحتفلين بالإتفاق النووي … على السواء.

الصورة أعقد مما يعتقدها البعض، هذا ليس “تسليم المنطقة لإيران” كما يتفجّع بعض الأصدقاء، وليس أبداً “محور الشر يرتمي في أحضان الشيطان الأكبر” كما يشمت البعض الآخر، وليس إطلاقاً “الغرب يرضخ” كما عنونت (وتتمنى) الممانعة المزعومة وصحافتها الصفراء.
هذه صفحة جديدة جدّية تفتح في فضاء المنطقة، عنوانها دمج ايران في منظومة العلاقات الدولية، وإعادتها إلى حظيرة الشرعية الدولية بعدما بقيت عقودا خارج هذه المنظومة.
هذه الصفحة الجديدة قد تستغرق كتاباتها سنوات، وقد تشهد مراوحة وهبوطا وصعودا، لكن الهاجس الرئيسي لإيران سيكون الحفاظ على مكاسب هذا التطبيع وليس التفريط بها.

والإمتحان اليومي أمام إيران سيكون الإثبات أنها لم تعد “دولة مارقة” بعد الآن، وهو إمتحان تمتد رقعته من اليمن إلى أفغانستان ومن سوريا والعراق إلى لبنان.
يبقى أن تدرك القوى المحلية (والقوى الإقليمية) تعقيدات هذه الصورة، التي ليست أسود/أبيض، أو رابح/خاسر، بل مليئة بالفرص والتحديات للجميع على حد سواء، وخصوصاً بالنسبة إلى كل من يقرر الإنتقال من الإنتظار والتلقي إلى المبادرة.

ولعل هذه هي الخلفية الاساسية لعملية “عاصفة الحزم” التي ليس صدفة أنها سبقت إتفاق الإطار النووي ببضعة أيام فقط.
المهم أن يدرك الطاووس أنّه ليس أسدا، والأهم أن تدرك الدجاجة أنّها ليست حبة قمح!

السابق
عن «عميد القتل» في الإعلام اللبناني
التالي
قفزة اقتصادية… بعد سنة