نعم هي ثورة كرامة

ليس العامل الاقتصادي او الظلم الاجتماعي، والتمييز بين المواطنين، وسياسة نهب الثروات العامة، وغياب المحاسبة والديمقراطية في دولنا العربية، الا مظاهر لجوهر واحد يمكن ان نطلق عليه عنوان إهانة المواطن العربي في كرامته، هذا المواطن باعتباره انسانا يمتلك قدرة على التفكير ويحوز على معرفة بحقوقه الدنيا كانسان قبل حقوقه المدنية والمواطنية. ازاء ذلك فقد نجحت القوى المسيطرة على نظام مصالح الدول من داخلها ومن خارجها الاقليمي والدولي ايضا، ان تحتمي من ثورات الكرامة العربية، بتفجير التمايزات الدينية والمذهبية داخل المجتمعات المتنوعة، وعبر خلق منظومة الحرب على الارهاب، في محاولة للالتفاف على هذه الثورات.
ثمة مخاض يقلق شعوب المنطقة العربية بالتأكيد، لكنه يثير رعب السلطات الحاكمة ايضا، كما يخيف تلك الدول الكبرى التي تتلمس كيف ان بلاد العرب غير قابلة للضبط وللسيطرة والاستحواذ. لذا لا يفوتنا ونحن في خضم هذه الصراعات، ان عناوين الخلاص من الاستبداد والردّ على انتهاك الكرامة الوطنية والانسانية، والرد على التحكم الدولي وسطوته، والرد على استحمار المجتمعات، هي عناوين اساسية في هذا الخضم.
نعلم ان الدول الكبرى والاقليمية تتطلع الى العالم العربي باعتباره فريسة يجب اصطيادها والتهامها او أسرها، لكن الواقع يقول ان هذه الفريسة لم تزل عصيّة على الاصطياد اوالاسرّ. ثمة حيوية مجتمعية هائلة ظاهرها سلبي التعبير، غير أنها تعكس في عمقها ارادة تغيير وارادة حياة، وثورة كرامة، تلك الكرامة التي طالما انتُهكت باسم الاستعمار حيناً وباسم محاربته في معظم الأحيان.

السابق
نتنياهو يعتذر لعرب إسرائيل
التالي
السنيورة : قرار اعتقال الضباط الاربعة قرار قضائي ونقطة على السطر