الراعي: القادة الموارنة لم يلتزموا اتفاق بكركي

كتبت “النهار” تقول: حراك رئاسي، بل كلام في الرئاسة استحضر امس ليشكل اليوم مادة دسمة الى طاولة حوار “المستقبل – حزب الله” في عين التينة الذي يعود متحدياً الظروف التي كادت تطيحه في اليومين الاخيرين. فانتخابات رئاسة الجمهورية ستحضر الى طاولة الحوار في ظل تباعد في وجهتي النظر حيالها، مما يوحي بمزيد من انتظار التطورات الاقليمية ولا سيما منها الاتفاق النووي الاميركي – الايراني المتوقع.

وفي الشأن الرئاسي، كشف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أمام زواره ان الاجتماع الرباعي الذي جمع سابقاً في بكركي الرئيس امين الجميّل والعماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية والدكتور سمير جعجع خلص الى اتفاق على إمرار ثلاث جولات انتخابية تفسح في المجال للاربعة لاختبار حظوظهم الرئاسية، وفي حال عدم تحقيق أي منهم اختراقاً، يصار الى الاجتماع مجدداً للبحث في أسماء جديدة منعاً للتعطيل وعدم إحداث شغور في الموقع الماروني الاول. وتم الاتفاق أيضاً على حضور جلسات الانتخاب وممارسة الحق الديموقراطي بكل أشكاله. لكن شيئا لم يحصل واستمر المرشحون في ترشحهم، وتم تعطيل الاستحقاق واحلال الشغور في قصر بعبدا.

واقترح البطريرك لاحقاً على فريقي 8 آذار و14 آذار ان يعمد كل منهما الى تسمية مرشح رئاسي يرضيه ولا يكون مرشح تحد للفريق الآخر، أي من الاسماء التي تعتبر مقبولة جزئياً لدى الآخر، ويجري لاحقاً البحث في الاسمين مع الطرفين، والتوصل الى اختيار أحدهما خارج المجلس والتصويت له كمرشح توافقي، أو حضور الجلسة والاقتراع لاحدهما وينتخب رئيساً من يحصل على الاكثرية. وأكد ان أجراس بكركي ستقرع عندما ينتخب الرئيس أياً يكن اسمه، اذ ليس لديها فيتو على احد، وليس لديها مرشح أيضاً، بل ما يهمها انقاذ الجمهورية.

واذ لا يجد تجاوباً مع أي من الاقتراحات، يرى البطريرك الراعي ان قرار الكتل السياسية ربما صار في الخارج، وهي لم تعد تملك القرار الذاتي، من هنا إن لا امكان لان تطلق بكركي مبادرات جديدة، بل تنتظر مبادرات من الاطراف السياسيين.

واسترعت الانتباه ايضا دعوة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الى “اعلاء الصوت انه كفى فراغاً في سدة الرئاسة، فهذا الامر لم يعد يحتمل، والتعطيل في عملية اجراء الانتخاب لم يعد مقبولا ابداً”.

وأكد “اللقاء التشاوري” الذي عقد جلسة في دارة الرئيس ميشال سليمان وفي حضور الرئيس امين الجميّل “ضرورة الانتقال من المطالبة بانتخاب رئيس الى العمل على حصول هذا الاستحقاق في أسرع وقت”. واعتبر ان هناك مسؤولية على من يعطل نصاب جلسات الانتخاب.

برّي والحوار

من جهة اخرى، تتجه الأنظار مساء اليوم الى جلسة الحوار بين ” تيار المستقبل” و” حزب الله” في عين التينة بعد موجة الردود الثقيلة التي دارت بينهما اثر لقاء الاعلان عن المجلس الوطني لقوى 14 آذار.

وفي رأي رئيس مجلس النواب نبيه بري ان ” كل شيء على ما يرام”، وهو مطمئن الى سير الحوار وعدم تأثره بالعراقيل التي تعترضه. وكانت لبري ملاحظة على الرئيس فؤاد السنيورة، دفعت الثاني الى الاتصال به وسؤاله عن تعليقه. وكشف بري أمام زواره انه قال للسنيورة إن كلامه الأخير لا يخدم الحوار ولا يصب في مصلحته. وأجابه السنيورة: “ألم تسمع المواقف التي تصدر في ايران (في اشارة الى كلام الشيخ علي يونسي مستشار الرئيس حسن روحاني)”، فأجابه بري: “ما شأننا و ايران؟ أقدم 104 نواب في مجلس الشورى على الاعتراض على كلامه (يونسي) فضلا عن نفي ما صدر عنه. علينا ان ننصرف الى الداخل حفاظاً على مصلحة بلدنا”.

“المستقبل”

أما “كتلة المستقبل” فحددت عشية الحوار موقفها بثابتتين: الاولى ان قيادات الحزب هي التي بادرت الى التصعيد والتوتير السياسي والكلامي. والثانية تأكيد الكتلة المشاركة في الحوار للبحث في مسألتي التفاهم على مبدأ الرئيس التوافقي والعمل لخفض مستويات التوتر والتشنج في البلاد.

وأبلغت مصادر بارزة في كتلة “المستقبل” النيابية “النهار” ان الحملة التي استهدفت السنيورة “مكشوفة الاهداف وفي مقدمها شق صفوف 14 آذار، علما ان قادة “حزب الله” عندما صعدوا الى الرابية وقطعوا الطريق على أية منافسة رئاسية وعطلوا النصاب وطوقوا أجواء هدوء كانت في طريقها الى التبلور هم الذين صعّدوا وعطلوا الحوار”.

مجلس النواب

وفي ساحة النجمة، خلاصة وحيدة انه تم مجدداً تأخير اقرار سلسلة الرتب والرواتب. واذ حضرت هذه السلسلة بندا وحيدا في جدول اعمال اللجان المشتركة التي عقدت جلستها امس برئاسة النائب ابرهيم كنعان، لم تجد نتيجة سوى قرار بعقد جلسات اضافية وبعدم ترك الامر للجنة فرعية.

ويتجه نواب “جبهة النضال الوطني” الى مقاطعة إجتماع اللجان النيابية المشتركة إذا لم يحصل تحوّل في مقاربة موضوع سلسلة الرتب والرواتب إنطلاقا من موقف سابق للنائب وليد جنبلاط يرفض فيه إقرار سلسلة لم توفر موارد لها حفاظا على الاستقرار النقدي في لبنان. ومن المرجح أن يكون هذا الموضوع قد جرى التطرق اليه خلال الزيارة التي قام بها امس رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون لجنبلاط، وقد انعكس في بيان التكتل بعد اجتماعه الاسبوعي، اذ أشار الى ان “ربط السلسلة بالموازنة من حيث المبدأ ليس خاطئا عملا بمبدأ الشمولية”.

من جهة أخرى، أشار الرئيس بري الى ان العقد العادي لمجلس النواب بدأ، لكنه يتريث في دعوة هيئة مكتب المجلس حتى الآن لثلاثة أسباب: انتظار مصير سلسلة الرتب والرواتب ومعرفة مصير قانون الايجارات ووجود عضوين او ثلاثة من مكتب المجلس في الخارج.

وحتى موعد انعقاد اجتماع الهيئة، سيطلب جردة بمشاريع القوانين والاقتراحات التي اقرتها اللجان وتحضيرها للجلسة العامة المقبلة، ويرجح التئامها بعد منتصف نيسان المقبل.

عون – جنبلاط

وفي الحراك السياسي، بدت لافتة أمس الزيارة المفاجئة للنائب ميشال عون لكليمنصو ولقائه النائب جنبلاط. وسألت “النهار” رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي عن اللقاء، فاكتفى بالجواب “اللقاء جدي وودي”.

وأفادت “المركزية” ان زيارة عون تركزت على محورين اساسيين: الأول ملف رئاسة الجمهورية في ضوء تطورات المنطقة ولا سيما منها الاتفاق على الملف النووي الإيراني وتأثير هذا الحدث على لبنان. والثاني التمديد للقادة الأمنيين. وأوضحت المعلومات ان عون ابلغ جنبلاط رفضه المطلق لهذه الخطوة وعدم قبوله بهذا المسار نظراً الى تداعياته الخطيرة على معنويات الجيش. وقال عون لجنبلاط إن لا مرشحين لديه لمنصب قيادة الجيش، إلا ان هناك ثلاثة عمداء موارنة هم الأعلى رتبة يمكن اختيار احدهم للمنصب هم مارون حتي وجورج نادر وشامل روكز. اما بالنسبة الى منصب رئيس الأركان (درزي)، الذي يتولاه اللواء وليد سلمان، فأوضح عون انه يمضي في الخيار الذي يقترحه جنبلاط.

ويذكر ان موقف عون يأتي عشية صدور قرار التمديد لمدير المخابرات العميد ادمون فاضل الذي تنتهي ولايته الجمعة المقبل، وسط توجه الى تمديد ولايته سنة اخرى بقرار يصدر غداً عن وزير الدفاع الوطني سمير مقبل.

جنبلاط الى باريس

وعلمت “النهار” من مصادر مطلعة في باريس ان رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط سيزور العاصمة الفرنسية للقاء الرئيس فرنسوا هولاند ومتابعة التطورات في لبنان والمنطقة.

السابق
اللقاء التشاوري أبدى ارتياحه لعودة جلسات مجلس الوزراء
التالي
تهويل عنصري ضد تصويت فلسطينيي الـ48