سجين “بسمنة” وسجين “بزيت” هو ملخص حالة السجناء في سجن روميه. اذ في حين يعيش الوزير السابق المتهم بمحاولة تفجير لبنان، ميشال سماحة، بنعيم داخل زنزانة خمس نجوم، مع خدم وحشم في إمرته، وطعام ساخن… يعيش السجناء الإسلاميين في جحيم إسمه روميه. وبين المظلومية والإمارة يبدو أن لا وجود لحل وسطي قانوني. لهذا علت صرخة السجناء الإسلاميين من سوء المعاملة التي تتعارض مع المعايير القانونية لمعاملة السجناء. وكان أبرز ما قيل شهادة المحامي نبيل الحلبي الذي روى لـ”جنوبية” ضروب المعاملة السيئة للسجناء في المبنى “ب”.
منها معاناة الشيخ عمر بكري فستق. فبحسب الحلبي: «طلب عمر بكري من رئيس المحكمة العسكرية بعد تأجيل جلسة الإسراع في محاكمته». وقال فستق للقاضي: «حضرة الرئيس عندي طلب، هل من الممكن رفع حالة الخصوصية الأمنية عنّي؟ كل يوم صباحاً يتم تجريدي من كل ملابسي في باحة السجن لأكثر من ساعة. ولا زلتُ منذ أشهر في زنزانة منفردة لا أرى فيها الضوء ولا أستطيع تناول الطعام. لا اطلب منكم أن تعاملوني كإنسان، هل يمكنكم معاملتي كحيوانٍ أليف في منزلكم؟ لا أطلب منكم مقابلة زوجتي وأولادي الذين لم أرَهم منذ أشهر. أريد فقط رؤية الشمس!». فكان ردّ رئيس المحكمة العسكرية: “مشكلتك مش عندي، خدوه”.
وأشار الحلبي الى أنّه لم يؤيد يوماً هذا الرجل، و لا فكره، ولا اداءه الذي كان مستفزاً له على الدوام “لكن لا يمكنني الصمت وانا اشاهد تجريده من إنسانيته في سجنه الإنفراديّ و هو قييد المحاكمة”.
ولفت الحلبي الى أنّ السجناء الاسلاميين مضربون عن الطعام نتيجة هذه الممارسات. كما أكّد انه إلى جانب أن “سجن رومية لا يتمتع بالمعايير اللازمة لمعاملة السجناء بشكل عام، هناك انتهاكات بشكل خاص للسجناء من ذوي الخصوصية الأمنية كالإسلاميين، من قبل القيمين على السجن من فئة الدرك”.لافتًا إلى أن “قسمًا كبيراً منهم محجوزون في سجون إنفرادية، كما هناك نقص في العناية الطبية”.