كتلة المستقبل أكدت ضرورة إنشاء قوة عسكرية عربية مشتركة لمواجهة الارهاب

شعار تيار المستقبل

عقدت كتلة المستقبل النيابية اجتماعها برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة واستعرضت الاوضاع في لبنان والمنطقة. وفي نهاية الاجتماع اصدرت بيانا تلاه النائب خالد زهرمان اشار فيه الى انه “مع حلول الذكرى العاشرة لانتفاضة الاستقلال الثاني التي قال فيها الشعب اللبناني كلمته في لحظة تاريخية نادرة، حين اعلن التمسك بلبنان الوطن السيد العربي الحر الديمقراطي المستقل، القائم على العيش الواحد والدولة المدنية العادلة والقادرة، تؤكد كتلة المستقبل على استمرار تمسكها الكامل بأسس انتفاضة الاستقلال وبالوفاء لدماء الشهداء وبالمبادئ التي استشهدوا من اجلها، والتي اساسها الالتزام بصيغة العيش الواحد، وهي الصيغة التي تشكل النموذج الحي ومصدر الاستلهام للعيش معا في المنطقة العربي”.

وقال: “كذلك ايضا تؤكد الكتلة الالتزام بالدفاع عن الحريات المدنية والنظام الديمقراطي الحر وقواعد احترام التنوع في إطار الوحدة والتداول السلمي للسلطة واحترام حقوق الانسان وحريات كل الاطراف ورفض التطرف ونبذ العنف ومحاربة الإرهاب والتأكيد على الاعتدال والانفتاح كما والتأكيد على استعادة الدولة لسيادتها ولسلطتها الكاملة على جميع الاراضي اللبنانية والالتزام الكامل بإعلان بعبدا واحترام القرارات الدولية”.

اضاف: “تعتبر كتلة المستقبل ان الكلام الذي اعلنه دولة الرئيس سعد الحريري إثر اجتماعه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة، عن ضرورة وأهمية تضامن الإعتدال في مواجهة التطرف والإرهاب بأنواعه مِن كل الجهات والاطراف، هو موقف يشكل في هذه الفترة البوصلة الاساسية لعمل القوى الوطنية في مواجهة من يحاولون اختطاف الدين وتحريفه وتشويهه وتضييع قضايا الوطن وتدمير الجوامع التي تجمع ما بين العرب في شتى اقطارهم الوطنية. ومن جهة أخرى، تؤكد الكتلة على أهمية بناء علاقة سوية مع إيران تكون قائمة على الندية والاحترام المتبادل وتعزيز المصالح المشتركة على قاعدة الالتزام الكامل بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين بعيدا عن أي نوع من أنواع الهيمنة والسيطرة والاستتباع”.

وتابع: “ترحب الكتلة بعودة الحكومة الى عقد اجتماعاتها لتسيير عجلة الدولة ومصالح المواطنين على قاعدة الالتزام بالدستور وعدم ابتداع سوابق واعراف جديدة، والتي من شانها زيادة التعقيدات التي تكبل وتعطل عمل الدولة والمؤسسات ولاسيما في هذه المرحلة التي تعاني فيها الدولة اللبنانية من ثقل الشغور المستمر في موقع الرئاسة الاولى. إن هذا الشغور يجب تجاوزه بسرعة والعودة فوراً الى الحياة الطبيعية التي ينتظم فيها عمل المؤسسات الدستورية وينتظم فيها عمل الادارة اللبنانية ومؤسساتها. وعلى ذلك تؤكد الكتلة أن العمل السياسي الأساسي في هذه المرحلة يجب أن ينصب على العمل الجاد والمثابر والملتزم على انتخاب رئيس للجمهورية وانهاء التعطيل الذي يمارسه مقاطعو الجلسات النيابية المتتالية والذين يتحملون وحدهم ووحدهم فقط مسؤولية التعطيل ومسؤولية استمرار الشغور في موقع رأس الدولة. لذلك تجدد الكتلة مطالبتها أولئك المقاطعين بحضور جلسة الغد التي دعا إليها دولة رئيس مجلس النواب لانتخاب الرئيس العتيد”.

وقال: “توقفت الكتلة امام اهمية الموقف الذي اعلنه امين عام الجامعة العربية نبيل العربي خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب، من “ان هناك حاجة ماسة الى إنشاء قوة عسكرية عربية مشتركة لمواجهة جميع أنواع الارهاب والتدخل غير الشرعي الذي تواجهه الدول العربية” ويأتي هذا الموقف نتيجة اقتراح مصري بتشكيل قوة عربية مشتركة للإسهام في حماية الامن القومي العربي الذي يجب أن يكون على جدول اعمال القمة المقبلة نهاية الشهر الحالي. إن الكتلة وإدراكا منها للمخاطر التي تعصف بمنطقتنا وبلداننا العربية نتيجة ما يرتكبه الاستبداد والتطرف والارهاب والاحتلال الإسرائيلي والتدخلات الاقليمية والدولية بحق أوطاننا وإنساننا العربي تقف الى جانب هذا الاقتراح بكونه يعزز الامن القومي العربي في هذه المرحلة ويسهم في تحقيق الاستقرار بما يعيد الأمل في المستقبل للأجيال العربية القادمة”.

اضاف: “ان الكتلة، ومع تأكيدها على أن القضايا الأساسية التي هي موضوع ربط نزاع مع حزب الله، فإنها تكرر التزامها بالحوار الجاري والذي تعتبره مدخلاً للمساهمة في حل معضلتين اساسيتين محدقتين بلبنان وهما استمرار الشغور في سدة الرئاسة والاحتقان المذهبي. ولذلك ترى الكتلة ان الحوار الجريء والواضح القائم على المحافظة على الثوابت وعلى المصارحة بالحقائق المجردة يشكل مقدمة لأي تفاهم وطني حقيقي”.

واشار الى أن “الكتلة تدين الكلام الذي صدر عن علي يونسي، مستشار الرئيس الإيراني حسن روحاني، والذي اعتبر فيه إن “كل منطقة الشرق الأوسط إيرانية” وأن “إيران اليوم أصبحت امبراطورية كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حاليا، وهي مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا اليوم كما في الماضي” مؤكدا السعي وراء إنشاء امبراطورية فارسية جديدة، على كامل أراضي عدة دول عربية. إن الكتلة تعتبر ان هذا الكلام يكشف بشكل حاسم التدخل الايراني الفاضح في شؤون الدول العربية وتحديداً العراق وسوريا ولبنان وفلسطين واليمن والبحرين وما يتسبب به هذا التدخل المرفوض من مخاطر وفتن وانقسامات وتقسيم وتقاسم وحروب. إنه في الوقت الذي يكرر فيه الإيرانيون ووكلاؤهم المحليون، وبطريقة استعراضية ادعاءهم مواجهة الارهاب، نراهم يمارسون سياسات في القول والفعل لا يمكن إلا ان تصنف في خانة تغذية التطرف والارهاب وفي خدمة مشروع ايران التوسعي الامبراطوري، وهذا ما تمثله ايضا عراضات الجنرالات الايرانيين في قيادة المعارك على ارض العراق الشقيق”.

وأكد أن “الكتلة تشجب حملات التطهير المذهبي والقتل العشوائي التي ترتكبها ميليشيات الحشد الشعبي في العراق بحق السكان المدنيين في المناطق التي يتم استعادتها من سيطرة تنظيم داعش. ان هذه الحملات، التي أكدتها المنظمات الدولية وكذلك نائب الرئيس العراقي، تثبت الحاجة الى مواجهة انواع الارهاب كافة التي تقوم به كل من ميليشيات مدعومة من الدولة الايرانية من جهة أولى ومن تنظيمات التطرف والارهاب كداعش ومثيلاتها من جهة ثانية”.

السابق
العثور على جثة مواطن في منزله بعين الرمانة
التالي
باسيل عرض مع تواضروس الثاني أوضاع المسيحيين في المنطقة