محامية فضل شاكر لـ«جنوبية»: سيخرج بلا وساطات

فضل شاكر
عاد فضل شاكر إلى صوابه متأخراً، ظهر أمام الرأي العام اللبناني في مقابلته الأولى منذ أحداث عبرا، يتلو فعل الندامة، ينتظر العفو عنه من قبل القضاء اللبناني والشعب اللبناني. ويبدو أنّ الأمور متجهة على هذا النحو بعد الحديث عن تسوية وضعه قريباً بفعل وجود وساطة من قبل جهات سياسية، إلاّ أن محامية فضل شاكر رفضت ما نشر في الإعلام عن وجود وساطات في حديث لـ «جنوبية». فهل سيسامح اللبنانيون فضل شاكر كما سيفعل القضاء؟

هو فضل شاكر إبن مدينة صيدا، الفنان اللبناني الذي اشتهر بصوته العذب والجميل وعلاقاته الطيّبة مع زملائه الفنانين. بدأ حياته الفنّية بعمر 15 عاماً، صدر له 11 ألبوم غنائي و 21 أغنية منفردة، إلى أن قلب حياته رأساً على عقب!

تأثر بظاهرة الفار من وجه العدالة أحمد الأسير، هاجم زملاءه الفنانين بتصريحات نارية، ومن ثمّ دخل في لعبة السياسة الإقليمية، فبعدما كان يستخدم المنبر ليفرح الناس ويغنّي الأمل والحب، تحوّل منبره لإطلاق التصريحات السياسية، وأحياناً لشتم المعارضين لأفكاره وآرائه، وإثارة النعرات الطائفية ومهاجمة الجيش اللبناني.

وبعدما أعلن اعتزاله للفن في نهاية 2012، ازداد تشدده الديني، وحدّة مواقفه السياسية، وأصبح من أقرب المقرّبين من الشيخ السلفي أحمد الأسير الذي عرف بعدائه لحزب الله والنظام السوري، فكانا يظهران دائماً جنباً إلى جنب في جميع المناسبات.

إلى أن حصل ما لم يكن في حسبان فضل شاكر أحداث عبرا في حزيران 2013 والتي راح ضحيتها العديد من الشهداء في صفوف الجيش اللبناني، فأصبح فضل شاكر مطلوباً للعدالة بتهمة مشاركته في أحداث عبرا والإعتداء على الجيش اللبناني، وقد أصدر قاضي التحقيق العسكري الأول في لبنان رياض أبوغيدا، مذكرة توقيف غيابية بحقه.

كانت واضحة أمنيته بالعودة لفنّه وحياته الطبيعية، وكأنّه يعد بأنّه سيعود المواطن الملتزم تحت سلطة الدولة والجيش

توارى فضل شاكر عن الأنظار، إلى أن تأكدّ خبر وجوده في حيّ التعمير عين الحلوة، وها هو قد ظهر في مقابلة تلفزيونية على شاشة lbci حليق الذقن، يتنكّر لتوبته التي أعلن عنها سابقاً، وكأنّه يعلن توبةً جديدة عن التوبة السابقة.

أعلن فضل شاكر أنّ علاقته «كانت سيئة جدا مع الأسير في الفترة الأخيرة وكنت أتعاون مع الأجهزة الأمنية لحل الأمور وأخرج من المنطقة وأعيش حياتي الطبيعية وتسارعت الأمور»، تنكّر لكل مواقفه السابقة، كانت واضحة أمنيته بالعودة لفنّه وحياته الطبيعية، وكأنّه يعد بأنّه سيعود المواطن الملتزم تحت سلطة الدولة والجيش.

ولكن ما هو السيناريو الذي يحضّر لإخراج فضل شاكر من ورطته؟ ومن هي الجهة السياسية التي تسعى لمساعدة فضل شاكر لخروجه من عين الحلوة؟

مصدر خاص لـ «جنوبية» أخبر عن أنّ هناك كلام عن جهتين منفصلتين تهتمان بقضية فضل شاكر، الجهة الأولى تيار المستقبل المتمثل بالنائب بهية الحريري التي تسعى لتسوية وضع فضل شاكر بعدما جرت العديد من الوساطات، ويرجّح المصدر هذا الإحتمال خصوصاً بعد إطلالة شاكر وكلامه عن النائب بهية الحريري بإيجابية.

أمّا الجهة الثانية فهو الشيخ ماهر حمّود المعروف بعلاقته الجيّدة مع قيادة الجيش والذي يسعى تسوية الأوضاع بعلاقاته لأنّ الملف وصل إلى المحكمة العسكرية.

إلاّ أنّ الخلاف بين فضل شاكر والجهة التي تساعده هي أنّ فضل شاكر يرفض تسليم نفسه قبل أن يعرف فترة توقيفه.

والسيناريو الثالث الذي انتشر اليوم في إحدى الصحف المحلية ، هو أنّ الوساطة في حلّ أزمة فضل شاكر هي من قبل الأمير وليد بن طلال والوزيرة السابقة ليلى الصلح حمادي.

لو يريد فضل شاكر حلّ قضيته بالوساطات، لما لجأ إلى محامي

محامية فضل شاكر مي الخنساء التي تسلّمت ملّف القضية اليوم رفضت في حديث لـ «جنوبية» أن يكون موكلّها يستعين في الوساطات ليحلّ أزمته، مؤكدّة أنها لا تقبل: «بأي قضية تدخل فيها الوساطة، لو يريد فضل شاكر حلّ قضيته بالوساطات، لما لجأ إلى محامي، وأنا سألته عندما انتشرت هذه الأخبار اليوم إلاّ أنّه أكدّ لي أنّها غير صحيحة».

السابق
عون: هناك تقدّم بسيط على صعيد الاستحقاق الرئاسي
التالي
بزي: المشروعان التكفيري والصهيوني وجهان لعملة واحدة