انطلق مهرجان صور الموسيقي الدولي، تحت عنوان “تحية لروح وديع الصافي والشحرورة صباح”، الذي ينظمه مسرح إسطنبولي، بالتعاون مع وزارتي الثقافة والسياحة وبلدية صور، ويستمر لغاية 11 من الشهر الجاري، على مسرح وسينما الحمرا في مدينة صور، وهو يتضمن عروضا لفرق موسيقية من لبنان وليبيا واليمن وفلسطين وسوريا وايطاليا وهولندا وايرلندا وغانا والكاميرون، إضافة إلى حفلات يحييها عدد من جنود الوحدات الفيدجية والأيرلندية والغانية العاملة ضمن قوات “يونيفيل” لحفظ السلام.
حضر الافتتاح نائب رئيس بلدية صور صلاح صبراوي، رئيس مدرسة قدموس الاب جان قهوجي ووجوه فنية وموسيقية لبنانية وعربية واجنبية، الفنانة كلودا عقل إبنة شقيقة الشحرورة والفنان جورج الصافي، واعلاميون وحشد كبير من أبناء المدينة.
وقد افتتح المهرجان بكرنفال موسيقي انطلق من ميناء الصيادين، وجاب شوارع صور وصولا إلى المسرح، على وقع الطبل والزمر والزمر، وأزياء تقليدية وفولكلورية، وأغاني العملاقين الراحلين وديع الصافي وصباح قدمها كورال مدرسة قدموس.
كما غنى جورج الصافي أجمل أغاني والده، معتبرا ان المهرجان “إنجاز تاريخي لمدينة صور”، منوها بوفاء إدارة المهرجان للعمالقة.
وقدم الفنان سامي حواط مجموعة من أغانيه، وغنى الدكتور وسام حمادة للجنوب وفلسطين، كما قدم اليمني محمد الهجري معزوفات من التراث اليمني، والليبي محمد رزق الله أغاني من التراث الليبي والمغرب العربي. كذلك شارك من لبنان جاك نعمة بمعزوفات وأغان غربية، وقدمت زينة إبراهيم معزوفات إسبانية، وأدى جورج مجدلاني مختارات من أغاني صباح.
وقال منظم المهرجان المخرج قاسم اسطنبولي إن “الاحتفاء بالراحلين الكبيرين وديع الصافي والشحروة صباح، هو تكريم من مدينة صور لتراث لبنان الفني والمسرحي الذي نعتز به، من خلال تكريم هذين العملاقين”، معلنا ان المهرجان يهدف “إلى دعم موسيقى الشباب والأعمال الموسيقية العربية، والتلاقي الثقافي والفني، وتأسيس حركة موسيقية، تجعل مدينة صور على الخريطة الثقافية العربية والعالمية، من حيث المسرح والسينما والموسيقى”.
واعتبر نائب رئيس بلدية صور صلاح صبراوي أن “هذا الحدث الفني الموسيقي هو صورة حضارية تعيد صور من الماضي إلى الحاضر للحفاظ على الارث الثقافي والفني الذي مرت وتمر فيه المدينة، لا سيما وان هذ المنطقة كانت مسرحا للاعتداءات الاسرائيلية طيلة 30 عاما مضت. وها هي صور تستعيد امجادها الثقافية إن كان في الموسيقى او في الفن او في الثقافة، هذه هي صور، صور مدينة الحرف والتاريخ. ونحن كبلدية لن ندخر جهدا في دعم مثل هكذا مهرجانات تعيد لمدينة الحرف صور أمجادها الغابرة”.
بدوره قال عضو الامانة العامة ل”منبر الوحدة الوطنية” محمد ملاح: “هذه هي صور، صور التاريخ والحرف. وهذه النشاطات تؤكد ان صور مدينة الحياة والعيش المشترك، بعيدا عن انين الحرب والخراب. ونحن نريد وطنا ينعم به جميع ابنائه”.
ورأى رئيس مدرسة قدموس الأب جان بونس ان هذا المهرجان الثقافي الفني والموسيقي “له ارتداد جيد على طلابنا، لاراحتهم من صورة الحرب والمأساة التي يعيشها محيطنا. كما ان مشاركتنا هي تقدير ومحبة للعملاقين الراحلين الفنانين وديع الصافي والشحرورة صباح. وصور اليوم تثبت مرة ثانية للعالم انها صورة حياة وامل ومستقبل بعيدا عن الحروب المعاناة”. وقال إن مشاركة المدرسة “في الكورال المدرسي لطلابنا، هي خطوة نريد منها زرع الفرح والسعادة والسلام على شفاه أهلنا وأطفالنا”.
وأعرب الفنان سامي حواط، عن سعادته بالمشاركة في هذا المهرجان، شاكرا المخرج اسطنبولي “على هذا العمل- الانجاز على الصعيد الفني والموسيقي”.
وفي ختام حفل الافتتاح، كرم اسطنبولي أهالي العملاقين وديع الصافي وصباح، بتقديم دروع لهم باسم المهرجان.
ويتواصل المهرجان يوميا عند الساعة الرابعة بعد الظهر، لغاية 11 الجاري، في سينما الحمرا، بعروض موسيقية متنوعة.
