ملاحظات الشيخ احمد عارف الزين بعد زيارته لجبال العلويين ومكوثه فترة بينهم:
لاحظ الشيخ الزين تأثير العزلة الجغرافية على معتقداتهم وثقافتهم حيث لا تجد في قراهم سوى مزارات المشايخ ومقامات الاولياء، ولا ترى مساجد ولا جوامع.
وغالبهم لا يصلي، وحتى مشايخهم ايضا لا يقيمون الفرائض الخمس باستثناء نفر قليل من العلماء!!
ويؤمنون بتناسخ الارواح.
ولا يؤدون فريضة الحج.
ولا يزورون قبر الرسول ولا أضرحة الائمة.
ومعظم مشايخهم ومعمميهم ليس لهم نصيب من العلم، ومع ذلك تراهم يعظمّونهم ويقبّلون أيديهم وأيدي أولادهم.
ولاحظ الشيخ أحمد عارف الزين ان بعض قضاة العلويين والمفتين يحلقون لحاهم.
ويقتصر دور المفتي والقاضي على قضايا الزواج والطلاق.
ويعتقدون في بعض اساطيرهم بأن الامام علي بن ابي طالب جاء إلى بانياس وصارع ابليس هناك، ففرّ منه الاخير الى البحر، فضربه علي، ولكن ابليس غطس في الماء ووقعت الضربة على شاهق صخري بالقرب من البحر ما زال شاخصا ومقدسا عندهم.
وعند دخول التعليم الحديث لجبال العلويين، حاول بعص مشايخهم تنفير الناس من التعلّم.
كما انه لا وجود للكتب الفقهية في مكتباتهم، بل لا وجود للكتب الدينية سوى القرآن الكريم!
ولهم تأويلات غريبة لآيات الكتاب المبين.
وقد حاول بعض مشايخهم (سليمان الاحمد وابراهيم عبد اللطيف) تخفيف الغلو عندهم، والاستفادة من الفقه الجعفري والافتاء بموجبه، ولكن محاولتهم فشلت وأُهملت ولم تثمر جهودهم.
وقد حاول العلويون اكثر من مرة في التاريخ، مدّ جسور معرفية مع فقهاء جبل عامل ولكنها باءت جميعها بالفشل.
وقد امتدح الشيخ احمد عارف الزين كرمهم وحسن ضيافتهم، كما امتدح بلاغة بعض مشايخهم وجزالة بعض شعرائهم.
مجلة العرفان… المجلد العاشر … عام ١٩٢٤ و ١٩٢٥
