عملية شد حبال في مجلس الوزراء تترجم في صيغة آلية العمل

تجمع المراجع الدستورية والحقوقية على ان الحكومة التي تنوب عن رئيس الجمهورية في وضعية الشغور الرئاسي لا يمكنها ان تزاول العديد من المهام الرئاسية ومنها اعتماد السفراء واصدار مراسيم العفو ورد القوانين الى المجلس النيابي. وان قضية الحكومة اليوم ليست في الـ24 وزيرا او اصدار قرارات باجماع مجلس الوزراء او بالثلثين، بقدر ما ترتبط بالمواقع الضرورية التي على الحكومة ان تتحمل مسؤولية بتها. ويؤكد مرجع دستوري لـ “المركزية” ان الحكومة المتسلمة صلاحيات الرئاسة هي بمثابة حكومة تصريف اعمال تخضع لمبدأ العامل الاستثنائي اي الى النظرية الدستورية الدولية “الحاجة والضرورة الملحة” وتاليا ليس عليها ان تتصرف وكأن لا ازمة في البلاد ولا فراغ رئاسيا بل عليها فقط ان تتعاطى بالامور الملحة والضرورية المتعلقة بأمن البلاد السياسي والاقتصادي والامني وليس بالتصرف الطبيعي العادي.

ويضيف المرجع ان الدستور واضح في هذا السياق وهو يرسم من خلال المادة 65 منه التي تحدد الاكثرية اللازمة تبعاً للمواضيع العادية او الاستثنائية في حال تعذر اتخاذ القرارات بالتوافق. وتقول مصادر سياسية لـ “المركزية”

ان المشاورات الراهنة سواء مع رئيس الحكومة تمام سلام او رئيس المجلس النيابي نبيه بري او مع وزراء “اللقاء التشاوري” الذي انطلق من دارة الرئيس العماد ميشال سليمان تركز على اعتماد هذا الخيار او الابقاء على الآلية المعمول بها راهنا والتي يتمسك الرئيس سلام بها وتعتمد التوافق الوزاري في اتخاذ القرارات مع تأكيد عدم التعطيل لمجرد التعطيل وممارسة القدرة على ذلك في عملية شد حبال والكشف عن العضلات داخل مجلس الوزراء بغض النظر عن المتضرر من الامر.

وتكشف ان ادراك الفرقاء والكتل النيابية والاطراف الحزبية بأن انفراط العقد الحكومي غير المسموح به راهنا كونه من السقوف الممنوع تخطيها لئلا ينسحب الشغور الرئاسي على مجلسي النواب والوزراء، يدفع بالاطراف السياسية المتمثلة بقوى 14 و 8 آذار الى ممارسة هذا الضغط داخل مجلس الوزراء في عملية تعطيل للحكومة على ابواب ما يجري تداوله محليا واقليميا ودوليا من حلول لأزمة الشغور الرئاسي وما يستتبعها من ازمات وملفات ساخنة اخرى.

وفي حين تقول المصادر ان ثمة من يطرح هنا “السلة الواحدة” للحلول المفترضة التي يتقدمها الاستحقاق الرئاسي وحكومة جديدة وقانون انتخابات الا ان معلومات اخرى تتردد عن ان هناك من يطرح اجراء تعديلات دستورية في عملية تكون مدخلا لوثيقة دستورية جديدة تتضمن انشاء مجلس الشيوخ وايجاد منصب نائب رئيس الجمهورية. وتختم داعية الى انتظار انتهاء فصل الثلوج وقدوم الربيع الذي لا بد وان يحمل معه رياحا ساخنة تسهم في دفع الازمات الراهنة في لبنان باتجاه الحل خصوصا وان اللبنانيين لم يعتادوا العبور الى المرتجى على البارد.

السابق
فلسطين: عشر سنوات على المصالحة… العملية مستمرة
التالي
اندبندنت: تباين بين نتانياهو والموساد حول النووي الايراني