السنيورة: نحن مكشوفون بسبب عدم انتخاب رئيس

فؤاد السنيورة

أكد رئيس كتلة “المستقبل” الرئيس فؤاد السنيورة “ضرورة عدم مخالفة الدستور تحت اي ظرف من الظروف وألا نعطي شرعية لممارسات او لأعراف جديدة تؤدي بنا الى احراجات وارباكات بحيث اصبحت الحكومة غير قادرة على ان تمارس دورها وواجباتها تجاه المواطنين”.

وقال: “علينا ان ننظر الى ما ينص عليه الدستور والعودة الى الالتزام بما نص عليه وألا نبتدع اعرافا جديدة يمكن ان تدفعنا الى الندم بعد ذلك في المستقبل”.

واضاف خلال ندوة صحافية على هامش استقباله وفودا من صيدا والجوار في مكتبه في الهلالية تطرق فيها الى موضوع عدم انتخاب رئيس للجمهورية: “اننا مكشوفون بنتيجة عدم انتخاب رئيس جمهورية والحكومة لا تمارس عملها بالشكل السليم بسبب من ذلك، وهناك ايضا من يضغط على اللبنانيين حتى لا يتم انتخاب رئيس للجمهورية بطريقة او باخرى، اكان من الذين يحاولون ان يعطلوا ذلك او الذين يستفيدون من هذا التعطيل لتحقيق اغراض اخرى، واعني بذلك “التيار الوطني الحر” و”حزب الله ” الذين يقفون حجر عثرة في هذا الشأن”.

بداية نوه بافتتاح “أكاديمية علا” للتواصل والقيادة في صيدا القديمة من “مؤسسة الحريري” وجامعة LAU، وقال: “الحقيقة انا جد سعيد بهذا المركز واريد ان انتهز هذه المناسبة لأشكر المؤسسات التي عملت على تحقيق هذه الفكرة النموذج من اجل التشجيع على التواصل وعلى المواهب القيادية، ان كان من مؤسسة الحريري وفي مقدمها زميلتي السيدة بهية وايضا الدور الذي قام به بهاء الدين الحريري بتمويل عملية الترميم وايجاد هذا المركز بشكل قادر على ان يقدم هذه الخدمة وايضا جامعة LAU ورئيس الجامعة جوزيف جبرا على هذا العمل الكبير الذي ينسجم مع الفكرة التي وضعناها منذ عدة سنوات بأن تكون مدينة صيدا مقصدا وليس معبورا، وهذا المقصد لا يكون الا من خلال ايجاد المؤسسات والمناخات التي تشجع على ان تستعيد صيدا كمدينة دورها ومؤسساتها وخدماتها لأبنائها وايضا للقاصدين لهذه المدينة”.

أضاف: “هذا المشروع أهميته تكمن في انه، بالنسبة ان كان لتلامذة المدارس الموجودين عندنا وايضا طلاب الجامعات، هذا المكان الحقيقي لتهيئة الناس الذين لديهم مواهب قيادية وكيفية صقل هذه المواهب. وبالتالي من هم في المدارس او الجامعات لا تتيح لهم الفرصة للتعرف على وسائل تمكنهم من اكتشاف هذه المواهب القيادية والقدرة على التواصل مع المجتمع وكيف تكون هذه المؤسسات التعليمية ايضا مندمجة مع حاجات المجتمع وتطوير هذا التواصل مع مكونات هذا المجتمع. اعتقد ان هذه الأكاديمية التي تنشأ بنتيجة التعاون بين مؤسسة الحريري والجامعة اللبنانية الأميركية خطوة جيدة جدا من اجل افساح المجال لإكتشاف هذه المواهب وتطويرها واقدارها على ان تقوم بعمل داخل مجتمعها. بعدها تستطيع ان تقوم بهذا العمل داخل المجتمع . وهو ليس حكرا على مدينة صيدا بل يشمل كل الجنوب وكل لبنان ونكون بهذا العمل نعيد الاعتبار الى مدينة صيدا القديمة التي لظروف عديدة تراكمت وجعلت منها وكأنها مكانا لا يجب الوصول اليه. واعتقد ان انشاء مؤسسة من هذا النوع وهذا العدد من التلامذة والقاصدين والطلاب الذين يمكن ان يشاركوا في هذه المواد التي يمكن ان تدرس من قبل اخصائيين، ستكون خطوة على الطريق الصحيح في استعادة الاعتبار لهذا الكنز الكبير الذي تكتنزه هذه المدينة القديمة، والتي ايضا تأتي من ضمن جهود عديدة تتم داخل مدينة صيدا والتي تمتد في هذه المجموعة من المراكز التاريخية والسياحية الممتدة من قلعة صيدا البحرية الى القلعة البرية وعلى هذا المسار عدد من المؤسسات التي هناك عمل مستمر ودؤوب من اجل انجاز المتحف التاريخي لمدينة صيدا .اعتقد انه يوم مهم جدا ويوم مثير للانتباه ومثير للاهتمام ومادة من اجل المتابعة حتى تستطيع مدينة صيدا ان تعود مدى حيويا لكل اهل الجنوب ولكل لبنان”.

وتابع: “لا شك في أن هذا العمل سيكسر الحاجز النفسي تجاه المدينة القديمة، وبالتالي هذا يجب ان يكون حافزا لنا وللدولة اللبنانية وحافزا للأجهزة الأمنية بأن هناك خطوة حتى يتم تعزيزها، وهذا الأمر طبيعي سيشتمل هذا الجهد الذي هو مسار من عدد من الانجازات ان يكون هناك مركز امني قريب وعلى بعد امتار من مداخل صيدا القديمة حتى تشعر الجميع بالأمن وبان الدولة هي التي تتولى هذا الأمر وتشعر الناس بالطمأنينة . كلنا نحور وندور حول مسألة اساسية وهي لا بد بالنهاية من استعادة الاعتبار الحقيقي والاحترام والهيبة للدولة اللبنانية بكل اداراتها ومؤسساتها، وهذا العمل طبيعي هو المدخل الصحيح من اجل تمكين الناس وايضا اتاحة الفرصة لاستعادة الحركة الاقتصادية، وعندما نستعيد الحركة الاقتصادية والنمو نكون نستعيد فرص العمل للشابات والشباب الذين لدينا عشرات بل مئات من الطلاب الذين يتخرجون سنويا ونحن بحاجة لايجاد فرص عمل جديدة لهم. ان ما يحصل بنا كما يقول المثل العربي كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ والماء على ظهرها محمول”. نحن في مدينة ولا ندرك ما قيمة هذه المدينة التاريخية ، فبالتالي هذه الفرصة وهذا المخطط الذي نسير عليه هو الذي يوصلنا خطوة خطوة من خلال هذا العمل وتحسين هذه المؤسسات وادماجها بالمجتمع الصيداوي وايضا تحسين الظروف الأمنية لكي يتحسن الاقتصاد وتتحسن فرص العمل وبالتالي مستوى معيشة الناس”.

وردا على سؤال عن الوضع الحكومي قال السنيورة: “هناك قول كريم يقول: “من ترك امرا من امور الشرع احوجه الله اليه” وهنا اعني بذلك الدستور اللبناني، الدستور اللبناني واضح ويجب عدم مخالفته تحت اي ظرف من الظروف. ألا نعطي شرعية لممارسات او لأعراف جديدة، هي بالنهاية تؤدي بنا الى احراجات كما هو حاصل، وبالتالي ارباكات بحيث انه اصبحت الحكومة غير قادرة على ان تمارس دورها وواجباتها تجاه المواطنين، من غير الممكن، والدستور يقول ان القرارات بوجود رئيس جمهورية تؤخذ القرارات العادية بنسبة النصف زائدا واحدا، والقرارات التي حددها أيضا الدستور بمواضيع محددة بالثلثين، وبغياب رئيس جمهورية اعطيت هذه الصلاحية للحكومة على اساس ان تتولى ايضا بهذه النسب، فأن نخترع اعرافا جديدة لا اعتقد ان ذلك كان عملا موفقا، وبالتالي الأمر اذا كان تبين انه لم يكن عملا موفقا فيجب العودة عنه والعودة الى الطريق الصحيحة والطريق الصحيحة التي يخطها الدستور يجب ألا نخالفها تحت اي ظرف من الظروف”.

أضاف: “قال احدهم ان هذا كان بناء لنصيحة انا اسديتها، الحقيقة هذا ليس صحيحا على الاطلاق، فالحكومة التي كنت انا أرأسها في الفترة الزمنية بين شهر نوفمبر 2007 وايار 2008 التي لم يكن انتخب رئيس جمهورية، كان هناك عدد من الوزراء مستقيلين ولكن كانت قد رفضت استقالتهم وبالتالي كانوا لا زالوا معتبرين وزراء ويشكلون جزءا من النصاب، هذا واحد، الأمر الثاني ان المطروح اساسا، الفكرة لم تكن مطروحة، لأنه لم تكن هناك خلافات في هذا الشأن بين الوزراء العاملين وليس الذين استقالوا ولم تقبل استقالتهم، فبالتالي هذا الأمر لم يكن مطروحا على الاطلاق. الآن علينا ان ننظر الى ما ينص عليه الدستور والعودة الى التزام ما نص عليه ولا ان نبتدع اعرافا جديدة يمكن ان تدفعنا الى الندم بعد ذلك في المستقبل. لذلك هنا يجب العودة الى الأصول”.

وردا على سؤال عن انتخاب رئيس للجمهورية أجاب: “الحل الحقيقي ان نذهب الى الأصل ، ما الأصل؟ العودة الى انتخاب رئيس للجمهورية. طالما هناك امر لم نبت فيه فسيؤدي ذلك الى خلق اشكالات يومية ، الأصل الذي يجب ان نبت فيه وان نتوقف عن تضييع الوقت وعن اختلاق الذرائع ومحاولة التهرب والتعطيل بالنهاية وايجاد الارباك هو ان نعود وننتخب رئيس للجمهورية وان ننزل كلنا الى المجلس النيابي. نحن اليوم أنجزنا 19 جولة من جولات عقد جلسة مجلس نيابي وفشلنا في ان يكون هناك الحضور اللازم بالنسبة للنصاب، وبالتالي ادى هذا الأمر الى خلق اشكالات وهذا الأمر يقضم من لبنان ومن الدولة في لبنان ومن هيبة الدولة ويؤدي الى انحلالها وايضا يؤدي الى تشنج داخلي بين مكونات هذا الوطن لبنان، ويؤدي ايضا الى تصاعد الدمار والأخطاء والخسائر الكبرى على الاقتصاد اللبناني ونضيع على اللبنانيين فرص النمو ونقلل قدرة لبنان واقتصاده على الصمود في وجه الصدمات لا سيما واننا نعيش في فترة صعبة جدا تمر بها المنطقة العربية ونحن مكشوفون بنتيجة عدد من الأمور: لم ننتخب رئيس جمهورية ولا الحكومة تمارس عملها بالشكل السليم بسبب من ذلك، ويكون هناك ايضا من يضغط على اللبنانيين حتى لا يتم انتخاب رئيس للجمهورية بطريقة او باخرى، اكان من الذين يحاولون ان يعطلوا ذلك او الذين يستفيدون من هذا التعطيل لتحقيق اغراض اخرى واعني بذلك “التيار الوطني الحر” و”حزب الله ” الذين يقفون حجر عثرة في هذا الشأن”.

وقال: “ليس هذا فقط بل اننا نتسبب بطريقة او باخرى بدفع لبنان باتجاه الأتون السوري، وكذلك ايضا أخيرا كما تم التصريح الأتون العراقي، وهذا الأمر كله له نتائج سلبية جدا على لبنان وعلى اللبنانيين. يجب ان ينتبه اللبنانيون اننا نمر بفترة شديدة الصعوبة وهذه تقلل قدرة لبنان على ما يسمى الوقوف بوجه الصدمات الآتية، وكلما تأثرت هذه القدرات والامكانات التي لدى لبنان في الوقوف امام هذه الصدمات كلما اصبحنا في وضع هش، وفي وضع اكثر تاثرا بهذه الصدمات من الخارج وهذا له انعكاسات كبيرة”.

وختم السنيورة: “نحن مررنا في الماضي بفترات صعبة ولكن تيسر لنا قدرات لبنانية وقدرات ايضا غير لبنانية آتية من دعم عربي ودولي للاقتصاد اللبناني، الأمر الذي لا يبدو انه سيكون متيسرا في الفترات المقبلة. يجب ان يكون هناك قدر من التنبه اكان ذلك من السياسيين او الذين يعملون بالشان العام او الذين هم في الأحزاب اللبنانية، هذا الأمر سيؤدي بهذه السفينة التي نتصارع فوقها ونختلف بشأنها وهي تبحر في بحر هائج، هذا الأمر لا يستطيع عندها ان يضمن الجميع انها سوف تستمر دون ان تتعرض للغرق”.

لقاءات

وكان السنيورة التقى وفدا من رابطة مخاتير مدينة صيدا برئاسة المختار ابراهيم عنتر عرضوا معه شؤونا تهم المدينة وعمل المخاتير. والتقى رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي الذي تابع معه سير العمل في بعض مشاريع المدينة الانمائية. واستقبل مدير اوقاف صور الشيخ عصام كساب، رئيسة جمعية الرسالة الزرقاء سناء البزري، منسق عام “تيار المستقبل” في صيدا والجنوب الدكتور ناصر حمود، وعقد اجتماعا مع المجلس الأهلي لمكافحة الادمان الذي تقدمته رئيسة المجلس عرب كلش.

(الوطنية)

السابق
كيف يحصل داعش على أمواله ويثري خزائنه؟
التالي
وليد جنبلاط (1\3): لا ديمقراطية ولا من يحزنون.. توريث وتوريث