معادلة الذكرى العاشرة: الحريري يُحاور متشدّدا سلام : حكومتي تُدير الشغور الرئاسي

رفيق الحريري

كتبت “النهار” تقول : اذا كان خطاب الرئيس سعد الحريري السبت في الذكرى العاشرة لاستشهاد والده الرئيس رفيق الحريري سيلقى اليوم رداً مباشراً من الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله أو يتجنب الاخير الدخول في سجال داخلي ما دام الحوار بين “المستقبل” والحزب قائماً، فان الاكيد ان الخطاب رسم خريطة طريق لمواجهة التحديات وللعمل السياسي في المرحلة المقبلة، إذ شدد على أهمية الحوار الداخلي والمضي فيه ولكن من دون تنازلات في الملفات الاساسية المطروحة، كما شدد على تحويل الحوار، كما المشاركة في الحكومة قبل سنة، محطة جديدة لربط النزاع لتجنيب لبنان أزمات ومشاكل داخلية، وربما فتنة طائفية ومذهبية، ودفع لانتخاب رئيس للجمهورية.

وأوضح الحريري ان “قواعد الحوار لا تعني التوقف عن السؤال عن المصلحة اللبنانية في اختزال العرب في نظام الاسد ومجموعة ميليشيات مسلحة تعيش على الدعم الايراني لتقوم مقام الدول في لبنان والعراق وسوريا وايران ونفي الجامعة العربية”. وسأل “حزب الله” عن “المصلحة في ذهاب شباب لبنان للقتال في سوريا والعراق والتدخل في شؤون البحرين والاساءة لدولة لا تقابل اللبنانيين إلا بمحبة وحسن الضيافة؟”، قائلا: “مصلحة لبنان من كل ذلك صفر ومعدومة وغير موجودة”.

ورأى ان “النموذج العراقي لا ينفع في لبنان وتكليف طائفة أو حزب مهمة الدفاع عن لبنان هو تكليف للفوضى”. ووجه “نداء للجميع وخصوصا “حزب الله” للعمل دون تأخير لايجاد استراتيجية وطنية لمواجهة الارهاب”، لافتا الى ان “الرهان على انقاذ النظام السوري يستند الى انتصارات وهمية وقرار اقليمي بتدمير سوريا”.

قاووق
والخطاب الذي أثار ارتياحاً شعبياً وتأييداً سياسياً لدى قيادات وجمهور قوى 14 آذار، قوبل برد غير مباشر من نائب رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” الشيخ نبيل قاووق في موضوع مشاركة الحزب في الحرب السورية، فقال “إن موقفنا في حزب الله واضح وحاسم في حماية أهلنا، واننا سنكون حيث يجب أن نكون بلا قيود وبلا شروط، واننا لن نسمح لأحد أن يجعل لبنان ساحة مستباحة لا لإسرائيل ولا للتكفيريين من داعش والنصرة وغيرهما”.

بيت الوسط
من جهة أخرى، علمت “النهار” ان الرئيس سعد الحريري باشر أمس في بيت الوسط إتصالات وعقد اجتماعات تخللها تقويم للتطورات. ومن المتوقع أن يعقد سلسلة لقاءات مع عدد من الاقطاب يمكن ان تنعكس ايجابا على عمل الحكومة الذي تعطل منذ الجلسة الاخيرة.

مجلس الوزراء
وعلمت “النهار” من مصادر وزارية ان عدم توزيع جدول أعمال الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء حتى الآن يؤكد أن لا جلسة للحكومة هذا الاسبوع، خصوصاً وان المتفق عليه هو ان يتم توزيع الجدول قبل أربعة أيام من أي جلسة. ولفتت الى ان الاتصالات التي جرت حتى الآن لا تصب في تغيير آلية عمل مجلس الوزراء الذي لا يقتصر رفضه على الوزراء المسيحيين وانما هناك وزراء مسلمون يرفضون أيضا تغيير هذه الآلية. وقد بحث الرئيس تمّام سلام في الامر مع رئيس مجلس النواب نبيه بري السبت، ونقل عن مصادر المجتمعين تأكيد بري انه ماض في دعمه الحكومة لانها ضرورة، وتبادل الرئيسان الافكار حول تفعيل العمل الحكومي، ومنها اعتماد صيغة الثلثين + واحد للقرارات التي تحتاج عادة الى النصف + واحد، واعتماد الاجماع للقرارات التي يتطلب اقرارها ثلثا الاصوات في الحالات العادية.

سلام
وفي مرور سنة على تأليف الحكومة السلامية، تحدث رئيسها الى “النهار” فقال إن “الهواجس كثيرة والمشاكل كبيرة والتحديات أكبر، ولكن يبقى الامر الابرز الشغور الرئاسي الذي يشكل العامل الأساسي في الضعف السياسي الذي يتبلور بأشكال مختلفة وقولي الدائم كيف لجسم ان يقوم بما عليه وهو من دون رأس؟ حكومتي حاليا تدير الشغور الرئاسي”.

واذ دعا “الى مزيد من التشاور والمعالجة للخروج بما يساعدنا على إنهاء التعطيل”، أعلن ان “هناك تصوراً يتم تداوله وعندما نصل الى توافق عليه نفرج عنه”.
وسئل عن سياسة النأي بالنفس وهل هذا الشعار لا يزال قائما في ظل تورط “حزب الله” في سوريا، فأجاب: “بداية هذا ليس شعاراً وإنما موقف التزمته الحكومة، ولكن بين التزامه وتطبيقه ثمة مسافة، وعلينا السعي الى تطبيقه. وآمل ان يدرك الجميع أهمية تجنيب لبنان المخاطر وتحييده عما لا طاقة له عليه”. وأكد ان” وضع الحكومة لا ينتقص من صلاحيات رئيسها ولست في وارد استدراج الفراغ الرئاسي الى الحكومة”.

الأمن
أمنياً، استمرت الخطة الامنية في البقاع الشمالي، وأعلن الجيش ان وحداته أوقفت أمس 33 شخصاً من المطلوبين والمشتبه فيهم والمخالفين، كما ضبطت تسع سيارات و26 دراجة نارية من دون أوراق قانونية، إلى كميات من المخدرات والامتعة العسكرية والأسلحة الخفيفة والذخائر. وتم تسليم الموقوفين مع المضبوطات الى المراجع المختصة لإجراء اللازم.

على صعيد آخر، صرح وزير العدل أشرف ريفي لـ”النهار” بأنه “من الطبيعي أن أتابع أي عملية إطلاق نار مثل ما حصل عند إطلاق النار قبل أسبوعين عند إطلالة السيد حسن نصرالله، خصوصاً ان الشيخ سعد دعا الى قيام الدولة المدنية دولة القانون وأن لا إطلاق للنار خارج إطار القوى الشرعية. وأقول لكل اللبنانيين إن إطلاق النار العشوائي مرفوض حتى لو كان لي شخصياً، وسأتابع ملاحقة القضية حتى لو بدا ان إقلاع اللبنانيين عن هذه العادة ليس سهلاً لكن التساهل حيالها لن يلغيها بل المطلوب المتابعة الجدية”.

في غضون ذلك، أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أنّ مصطفى بدر الدين، أحد المتّهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري، هو الذي يقود قوّات “حزب الله” في معارك الجنوب السوري.

السابق
الاعلامي عرفات حجازي في ذمة الله اثر نوبة قلبية
التالي
سلام بعد عام على حكومته: أنا أتعذب.. الحريري العائد: المستقبل .. للحوار