رفيق الحريري.. سيرة أمل

كتب جورج بكاسيني في “المستقبل”:

لم تكن التسويات بالنسبة اليه، سواء مع اطراف لبنانيين او سوريين، عبارة عن ضعف او مساومة، بقدر ما كانت حماية للأولويات والانجازات التي تحققت على امتداد الجغرافيا اللبنانية، وللاستقرار السياسي والامني والنقدي، اي حماية القرار الوطني المستقل.. تماماً كما لم تكن المؤتمرات الاقتصادية التي نظمها في واشنطن (مؤتمر اصدقاء لبنان) ثم باريس-1 ومن ثم باريس-2، سوى متاريس اقتصادية للبنان تقيه من الحروب، وفي مقدمها الاعتداءات الاسرائيلية التي استؤنفت بعد عام من وصوله الى الحكم (1993) ثم في 1996 وفي 1999، وحققت اصابات مباشرة في بنى لبنان التحتية وفي اقتصاده ودَينه العام. كان رفيق الحريري رجل إعمار وسلام. انهى الحرب الاهلية اللبنانية وبقي متمسكاً بالسلم الاهلي رغم انه واجه حروباً صغيرة وكبيرة استهدفته من الداخل ومن اسرائيل ومن سوريا كان بعضها يشن على مدار الساعة، خصوصاً في السنوات الاخيرة من حياته. ورغم ذلك كله بقي «بوليصة تأمين» بالنسبة الى كل اللبنانيين، بمن في ذلك من كانوا يدورون في فلك خصومه، لأنه بقي بالنسبة اليهم «حلال المشاكل» في وجه اي عقدة تواجههم مهما عظمت. كان رفيق الحريري رجل استقلال بامتياز. لم يحد يوماً عن هذا الخيار حتى في عز تعامله الواقعي مع بعض الظروف الموضوعية. دشّن حياته السياسية بإلغاء اتفاق 17 ايار لمنع وصاية الاحتلال الاسرائيلي على لبنان، واختتمها بفرض انسحاب جيش الوصاية السورية من لبنان، مع فارق جسيم انه سدّد ثمن هذا الانسحاب من دمه.. بدلاً من جيبه كما اراد..

السابق
خلاف نتنياهو مع أوباما ويهود أميركا
التالي
ماذا بقي من حُلُمْ رفيق الحريري؟