الشيخ العاملي: لا مانع من إزالة كلمة «الله» إذا استُعمِلت كرمز للإرهاب

ساحة النور
ما تفسير الشرع الإسلامي لوجود لفظ الجلالة في مكان عام؟ هل كلمة الله حكر على المسلمين دون المسيحيين؟ هل شعار الجلالة يفرّق؟ وهل تقديس تمثال يعدّ "عبادة أوثان"؟

ضرب زمن داعش والنصرة وموجة التطرف الديني أيضًا لبنان، بلد الطوائف والتنوّع والحضارة. داعش في كلّ مكان، لذا ما كان على الأطراف السياسيّة في لبنان إلّا التآلف واعتماد إجراءات لإبعاد كل مظاهر التطرف، الديني منها والسياسي أيضًا.. ولكن سياسة التوحيد فرّقت أكثر مما وحدّت.

خالد الضاهر
النائب خالد الضاهر

ففي طرابلس، تحول الجدل والخلاف حول إزالة عبارة “قلعة المسلمين طرابلس” من تحت كلمة “الله” في ساحة النور إلى جدل حاول خلاله النائب المتطرّف خالد الضاهر، وحاشيته المتعصّبة من حوله، تصويره على انّه سعي إلى إهانة الله بإزالة لفظ الجلالة، فتحول ليل السبت الفائت إلى بوادر فتنة أعادت الذاكرة الى صور وخطابات الحرب الأهلية إذا راح الضاهر يهاجم المسيحيين وتماثيل العذراء والسيّد المسيح.

ومع التسليم بأنّ كل الأديان السماوية تجتمع على أنّ الله خالق الكون، فالإشكالية ليست في إزالة لفظ الجلالة أكثر مما هي متعلقة بالرايات السّود وعبارة “قلعة المسّلمين طرابلس”، التي أصرّ وزير الداخلية نهاد المشنوق على إزالتها، فلماذا تحوّل هذا الجدل الى ما هو عليه؟ و ما رمزيّة شعار الجلالة في الدين الإسلاميّ؟

محمد علي الحاج العاملي
الشيخ محمد علي الحاج العاملي

عضو اللقاء الرّوحي في جبل لبنان الشّيخ إياد عبد الله قال في حديث لـ”جنوبية” إنّ “لفظ الجلالة رمز لجمع كل الأديان تحت إسم واحد ولا خلاف على عبادة الله في لبنان. أما القصد منه فهو رفع إسم الجلالة فقط، دون أي مدلول ديني آخر. وأكّد أن “لا مبرر لإزالة كلمة “الله، والإعتراض على وجودها في هذا الوقت أمر مشبوه”. كما شدّد على أنه “يجب التركيز على ما يجمع أكثر مما يفرّق والله جامع”. وإعتبر أن جملة “قلعة المسلمين” هي الإشكالية لأنّ المسيحيين جزء من الحضارة اللبنانيّة، كما أن طرابلس قلعة الإسلام والمسيحيّين على حد سواء”.
أما مدير حوزة الإمام السجّاد العلميةالشّيخ محمد علي الحاج العاملي فكان له رأي مغاير، إذا قال لـ”جنوبية”: “الإسلام جاء للتنمية الروحيّة والهدف الأخلاق، أمّا الشّكليات والأمور السطحيّة فلا وجود لها في الإسلام”. وأضاف “في الشّرع والدين، الصّور والرسوم والتماثيل لا تعني تطبيق حكم الله وتمجيد إسم الله لا يتمّ بالإستعراض”.
وأشار إلى أنه “في مثل هذه الظروف الحسّاسة حيث يتم تحويل الدين الإسلامي الى راية للإرهاب يستحسن إزالة لفظ الجلالة، كما وإزالة كلّ الشعائر الدينية. فمع ظهور الخلايا الإسلامية المتطرفة والإرهابيّة التي تقتل بإسم الدين ولّدت نظرة خاطئة عن الإسلام”، مشددا على ضرورة “التعامل مع هذه الظاهرة الخطيرة بجديّة ونبذ كل مظاهر التعصب والتطرف”.

السابق
صفقة سياسية مع إيران إستعداداً للحرب المقبلة
التالي
الفرنسية لم تعد «لغة الحب»!