بعد اليمن: الحرائق التي تشعلها إيران.. ستحرقها

ايران واليمن
ثلاثة عناصر ساهمت في انتشار مشهديّة من الدم والفوضى في اليمن والمنطقة: عبث إيراني بالدم العربي الشيعي، والسني قبله، وبمستقبل العلاقات بين مكونات المجتمعات العربية المتعددة، وتواطؤ أميركي يبلغ حد الفجور، وغياب مدوٍّ لأيّ دور عربي وازن.. في ما يشبه غياب الأموات.

بعض الآراء التي كنا نقرأها قبل سنة من اليوم، كانت تبدو أقرب إلى الخيال منها إلى الواقع. منها القول إن الإيرانيين يريدون السيطرة على مضيق باب المندب، وبسيطرتهم على مضيق هرمز ومضيق باب المندب، يكونون قد أحكموا سيطرتهم على الطرق الرئيسية لإمدادات العالم بالنفط.

وكان الصحافي في جريدة “الحياة”، غسان شربل، في إحدى مقالاته بعنوان “زمن الجيوش الصغيرة منشورة في 20 تشرين الأول الفائت، كشف قولاً أطلقه الرئيس اليمني المستقيل (أو المُقال) عبد ربه منصور هادي، قبل عام تقريباً، يكشف عن اعتقال مجموعة من حزب الله اللبناني كانت تقوم بتدريب الحوثيين، وعن مشروع كبير يسعى الإيرانيون من خلاله للسيطرة على مضيق باب المندب على البحر الأحمر: “لم تكن القصة سرية. في آذار الماضي سمعت من الرئيس هادي أنّ الحوثيين يريدون الوصول إلى البحر الأحمر. وقال إنّ من يملك مفاتيح باب المندب ومضيق هرمز لن يحتاج إلى قنبلة نووية”، كتب شربل.

وأضاف شربل: “كان يلمح إلى أنّ إيران تقف وراء تحركات الحوثيين. القصة غريبة فعلاً. بعد سبعة أشهر من كلام الرئيس حقّق الحوثيون برنامجهم بانسيابية منقطعة النظير”.

لا ننسى طبعاً الأخبار المتداولة منذ سنوات عن بواخرِ محمّلة بأسلحةٍ إيرانية، بالجملة، في البحر الأحمر، تفرّغ شحناتها لمصلحة الحوثيين.

كما كان لافتا توصيف الإيرانيين دخولَ ميليشيات أنصار الله الحوثية صنعاء بأنّه “الثورة الإسلامية في اليمن”..

ثم توالت الأحداث بشكل دراماتيكي في هذا البلد: من سيطرة الحوثيين على صنعاء، إلى “استقالة” عبد ربه منصور هادي، إلى حل البرلمان وتشكيل المجلس الرئاسي في محاولة لفرض “الديموقراطية” ومحاربة تكفيريّي القاعدة..

هل يظننّ أحدٌ بأن سيطرة الحوثيين على اليمن هي الشكل المناسب لمحاربة التطرف السني وإضعاف (أو القضاء على) تنظيم القاعدة؟ وهل يظنّن أحدٌ بأن تدخّل حزب الله اللبناني/ الإيراني في سوريا سيضعف التطرف السني أيضاً ويقضي على داعش وأمثالها؟

أم هل يظنّن أحدٌ بأن الميليشيات الإيرانية في العراق من أمثال عصائب أهل الحق وفيلق بدر وحزب الله العراقي وكل قائمة الميليشيات التي خلقها الإيرانيون في العراق إضافة إلى المالكي وأشباهه في الحكم، ستجلب الأمن لهذا البلد وتساهم في توحيده وإعادة الأمن والسلام إلى ربوعه؟

نحن باختصار أمام مشهديّة من الدم والفوضى ساهم في إيجادها تواطؤ موضوعيّ بين ثلاثة عناصر:
ـ عبث إيراني بالدم العربي الشيعي والسني أولاً وبمستقبل العلاقات بين مكونات المجتمعات العربية المتعددة.
ـ تواطؤ أميركي يبلغ حد الفجور.
ـ غياب مدوٍّ لأي دور عربي وازن، يشبه غياب الأموات.

فهل سينجح الإيرانيون في تحقيق حلمهم الأمبراطوري اعتماداً على أيديولوجيتهم أو ذريعتهم الشيعية بنسخة ولاية الفقيه التي أعاد إحياءها وروّج لها مؤسّس الجمهورية الإيرانية الإمام الخميني؟

لا أظن ذلك.

لكّن الأكيد أن الولي الفقيه وأدواته قد تسببوا في إحراق هذه المنطقة، وإن كنت لا أستبعد أن تمتد نيران الحريق إلى إيران ذاتها.

السابق
بالفيديو: بيار الحشاش يردّ على خالد الضاهر: «يسوع رح يضربك كفّين»
التالي
بالفيديو: مصعد يبتلع قدم فتاة وجسدها بالخارج