“نسيب لحود ذكرى وعبرة” ندوة لحركة التجدد في ذكراه الثالثة

نظمت حركة “التجدد الديموقراطي” ندوة بعنوان “نسيب لحود ذكرى وعبرة” في الذكرى الثالثة لغيابه، مساء اليوم في فندق “فينيسيا”، شارك فيها وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية نبيل دو فريج والكاتبان سمير عطالله وزياد ماجد، وأدارتها الاعلامية جيزيل خوري.

حضر الندوة الرئيس ميشال سليمان ممثلا بالوزير السابق ناظم الخوري، الرئيس أمين الجميل ممثلا بالنائب فادي الهبر، الرئيس حسين الحسيني، النائب عاطف مجدلاني ممثلا الرئيسين سعد الحريري وفؤاد السنيورة، الرئيس نجيب ميقاتي ممثلا بالوزير السابق نقولا نحاس، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان ممثلا بالشيخ محمد أروادي، الكاثوليكوس آرام الاول كيشيشيان ممثلا بالمطران اشكانيان، وزير الاتصالات بطرس حرب، وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ممثلا بالدبلوماسي عساف ضومط، وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ممثلا بجاد الأخوي، وزير العدل أشرف ريفي ممثلا بخالد علوان، سفير المغرب علي أومليل، سفير المملكة العربية السعودية علي عواض عسيري ممثلا بأحمد الحربي، النائب ايلي كيروز ممثلا رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع والنائبة ستريدا جعجع، النواب: امين وهبي، هنري حلو، جان أوغاسبيان، روبير غانم، فؤاد السعد، مروان حماده وسامي الجميل ممثلا بشاكر سلامه وممثل عن السفارة الفرنسية.

كما حضر رئيس المجلس الدستوري القاضي عصام سليمان، قائد الجيش العماد جان قهوجي ممثلا بالعميد الطيار كميل فيصل، الوزراء السابقون: نايلة معوض، مروان شربل، سليمان طرابلسي، جهاد أزعور، ميشال الخوري، ابراهيم شمس الدين، أغوب قصارجيان، جورج سكاف، عبدالله فرحات، روجيه ديب، محمد غزيري، محمود عبد الخالق، بشاره مرهج، كرم كرم، خالد قباني، منى عفيش، عادل حميه ومحمد يوسف بيضون، النواب السابقون: مصباح الاحدب، سمير فرنجيه، فارس سعيد ونهاد سعيد، نقيب الصحافة اللبنانية عوني الكعكي، رئيس التفتيش المركزي القاضي جورج عواد، المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص ممثلا بالعميد جورج حداد، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم ممثلا بالعقيد وديع خاطر، المدير العام لأمن الدولة اللواء جورج قرعه ممثلا بالمقدم بشاره حداد، الامين العام لتيار “المستقبل” أحمد الحريري ممثلا بالدكتور أكرم سكرية، رئيس حركة “التجدد الديموقراطي” كميل زيادة وأعضاء الحركة، رئيس حركة “التغيير” ايلي محفوض، رئيس تجمع اللجان والروابط معن بشور، المطران الياس عوده ممثلا بالارشمندريت استيفانوس عبد النور والاب فيليب سعد، كريم مروه، نديم عبد الصمد، رفيق شلالا، الدكتورة مي الشدياق، لحود لحود، اضافة الى عائلة الراحل وشخصيات سياسية واقتصادية واعلامية واجتماعية.

لحود
بداية النشيد الوطني، فكلمة لعضو اللجنة التنفيذية في حركة “التجدد الديموقراطي” المهندس سمير لحود قال فيها: “منذ ثلاث سنوات، عندما رحل نسيب، كان عزاؤنا ان اللبنانيين رددوا بصوت واحد أن لبنان فقد رجلا كبيرا. وكان لنا في ذلك الكثير من المواساة. توالت الرسائل والكلمات الطيبة من القيادات اللبنانية على مختلف أطيافها، ومن السياسيين والكتاب والصحافيين والمثقفين والناشطين في مختلف الحقول والمجالات، ومن المواطنين من مختلف المناطق، فضلا عن رؤساء الدول والمسؤولين في لبنان والخارج، معزية بنسيب لحود، مغدقين عليه بسخاء صادق ألقاب رجل الدولة بامتياز، المناضل المخلص لخدمة وطنه وترسيخ استقلاله، الرجل الذي مثل أفضل ما في لبنان، وطبع تاريخه المعاصر، وغيرها من الصفات المشرفة”.

أضاف: “لقد قال رئيس البلاد حينها مشكورا أنه بغياب نسيب لحود يفقد لبنان ويخسر اللبنانيون ركنا من أركان الاعتدال والتبصر بالمصلحة الوطنية ووجها من وجوه الرقي والإتزان والشفافية في العمل السياسي والوطني. إن شعر اللبنانيون اجمعين وكبار قادة لبنان والعالم بثقل غياب نسيب لحود، فما عساني أبوح به أنا، شقيقه ورفيقه؟ كان رئيس جمهورية أحلامنا، ونحن اليوم بلا رئيس، في جمهورية متلاشية، وتبقى الأحلام”.

وختم: “كان نسيب يريد الدولة دولة عصرية وكنفا للجميع، تتمتع بالسيادة وتمارسها حصريا على كامل التراب الوطني، وطنا يعرف جيدا كيف يبني المستقبل ولا يدفع بخيرة أبنائه إلى الهجرة أو اليأس. ونحن اليوم في كهف الدويلات والصفقات”.

خوري
أما خوري فتحدثت عن معرفتها بنسيب لحود “الشخصية السياسية الاستثنائية، والرقي في تعاطيه مع الآخرين وحبه للمعرفة العلمية والصحافية”.

دو فريج
وألقى دو فريج كلمة قال فيها: “كان نسيب لحود يحلم بدولة مستقلة لا تخضع لأي نفوذ خارجي. دولة تتولى وحدها، عبر مؤسساتها الدستورية والعسكرية، مسؤولية الدفاع عن سيادتها وشعبها وأرضها وثرواتها. دولة يحترم فيها ميثاق العيش الواحد. دولة تتبنى خيار الاقتصاد الحر وتؤمن العدالة الاجتماعية والفرص المتكافئة. كان نسيب يؤمن بضرورة بناء الثقة بين اللبنانيين أيا كانت طائفتهم أو إنتمائهم السياسي”.

أضاف: “كان مرشحا للانتخابات النيابية، لأنه كان يحلم بأن هذه المحطة تشكل جسر العبور لإعادة بناء دولة على أسس الحداثة والعدالة. لذلك، اعتبر ان الانتخابات تشكل خطوة مفصلية لإحياء النظام الديمقراطي، ولتجديد الطبقة السياسية… كان يحلم بمجلس نواب يتألف من ممثلين للأمة جمعاء، وليس من وكلاء عن طائفتهم أو منطقتهم. نواب يؤمنون ان من واجبهم المساءلة والمحاسبة، كي لا تفقد الديموقراطية جوهرها ومعناها. كان هاجسه محابة الفساد والاحتكار وانعدام المنافسة النها تنتهك حقوق اللبنانيين”.

وأشار الى أن “نسيب لحود اعتبر ان الرئيس رفيق الحريري، كان من كبار صانعي الوفاق الوطني اللبناني، وانه عمل طوال حياته لاستعادة لبنان استقلاله ومكانته بين دول العالم”.

وقال: “كان نسيب لحود يرفض تغيير “قواعد اللعبة” المنصوص عليها في الدستور، لأنه كان يحلم بدولة ينتظم فيها عمل المؤسسات الدستورية، وحيث لا يجوز لأي كان، وبإرادة منفردة ولأسباب شخصية أو سياسية، تغيير القواعد التي ترعى عملها. لذلك، وقف اكثر من مرة معارضا التمديد على اشكاله، لانه كان يعتبر ان هذا الاجراء ينسف مبدأ اساسيا من مبادىء النظام الديموقراطي اي دورية الانتخابات…انتقد المطالبة لدى تشكيل الحكومة بالثلث المعطل، لانه كان على اقتناع ان هذا الثلث يشكل خطرا على حين سير العمل الحكومي”.

ولفت الى انه “كان يسعة لفرض احترام النصوص التي ترعى اجراءات انتخاب رئيس الجمهورية، ويعتبر ان النائب يتمتع بحق اختيار مرشحه لانتخابات رئاسة الجمهورية، الا ان الدستور لم يمنحه حق مقاطعة جلسات الانتخاب، وتعطيل الالية الديموقراطية الطبيعية لانتخاب الرئيس، لذلك كان يدعو اما الى التوافق على مرشح، واما الى خوض معركة ديموقراطية يقترع فيها كل نائب لمرشحه، ليصبح بعد ذلك الرئيس المنتخب رئيسا لكل لبنان، يصون الموالاة والمعارضة على حد سواء”.

وقال: “كان يميز بين قناعته القانونية وقناعته السياسية. وبالفعل، وفي موضوع نصاب الجلسة المخصصة لانتخاب رئيس للجمهورية، كانت قناعته القانونية تؤكد ان الناصاب يتأمن بحضور نصف عدد النواب + 1، الا ان قناعته السياسية كانت تدفعه الى اعتبار ان مصلحة لبنان تقتضي حضور جميع النواب هذه الجلسة”.

أضاف: “كان نسيب لحود يحلم، عندما تولى مهاما وزارية بأن الدولة اللبنانية هي المرجعية الاولى والاخيرة، لاي عمل سيادي على الساحة اللبنانية سواء اكان عملا ديبلوماسيا ام سياسيا ام مقاوما. طالب بأن يمارس “تحت كنف الدولة”، حق لبنان بشعبه وجيشه ومقاومته في تحرير او استرجاع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من قرية الغجر المحتلة، والدفاع عن لبنان في مواجهة اي اعتداء والتمسك بحقه في مياهه، وذلك بكل الوسائل المشروعة والمتاحة. وبالفعل كان يعتقد انه من الواجب الاعتراف لحزب الله بدوره التاريخي في تحرير الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي، الا ان هذا الاعتراف لا يعفي هذا الحزب من احترام الدولة اللبنانية، وحدها دون غيرها، احتكار حيازة السلاح واتخاذ قرار الحرب والسلم. كان مقتنعا بأنه يقتضي، عبر حوار يرعاه رئيس الجمهورية، تحديد وسائل الاستفادة من قدرات حزب الله الدفاعية، وعلى ان يتحقق هذا الامر عبر انضوائه تحت لواء الدولة وحصر الامور بإمرتها”.

وختم: “كان نسيب لحود مرشحا لرئاسة الجمهورية، لانه يحلم ان يثبت عبر تجربته بأن رئيس الجمهورية يتمتع بصلاحيات اساسية، ويؤمن ان اتفاق الطائف يحفظ لرئيس الجمهورية دورا محوريا في الحياة السياسية والدستورية، وان قوة رئيس الجمهورية لا تمكن فقط في صلاحياته الدستورية، انما ايضا في تصرفه كقدوة اخلاقية ومعنوية، وفي امتلاكه رؤية متعالية عن المنافع الذاتية وبتمتعه بقدرة قيادية، لذلك أعد برنامجا مفصلا يتضمن رؤيته للبنان وحدد فيه الاسس الكفيلة لادارة بلد سيد مستقل، من دون وصاية او تدخل خارجي”.

عطاالله
من جهته، قال عطالله: “تعرفت إلى نسيب لحود في عام 1969، يوم كان في السابعة والعشرين وأنا في التاسعة والعشرين. وكان أول انطباع لدي ان المهندس الشاب يكبرني في النضوج بأكثر من عقد. اختار اليوم أن اتحدث فقط عن النواحي الشخصية في حياة نسيب، لأنه كان في خلاصة الحياة، مجموعة ميزات تكاد، لولا الكفر، تكون بلا نواقص. جمعنا لبنان حتى العام 1975، ثم قربت بيننا الغربة في لندن وباريس ونيويورك. وهناك تعرفت عن قرب إلى إنسان بالغ التوازن، وكأنه يحسب حياته بين الناس كعمل هندسي. وبدا وكأن غايته اليومية، أو النهائية، هي حفظ المودات من دون تهور، ودرء الخصومات من دون تنازل”.

أضاف: “في مطعم صغير قرب مكتبه، التقينا مرة لأكثر من ثلاث ساعات، وطرح، كالعادة، سؤاله النبيل: ماذا يعمل؟ كعادة المتهورين الذين لا يشفون من الرومنسية، تحدثت ثلاثة ارباع الثلاث ساعات، وقلت له ما خلاصته: أنت اليوم أفضل ماروني سياسي بعد غياب ريمون اده الذي لم يركع للرئاسة، غير أنه بقي في الضمير الرئيس الذي لم يجمع اكثرية الأصوات. وإنني اعتقد، بكل أسى، أنك لن تبلغ الرئاسة، لأنك مكون من مواد مضادة للتسويات. لذلك، اتمنى عليك أن تجلس، منذ الآن، في كرسي العميد، فلا تخوض معركة انتخابية ولا معركة رئاسية، وتكتفي بمعركة القيم والرقي”.

وتابع: “كان جوابه: ربما تكون على حق في الرئاسة. سليم لحود لم يورثنا المال، لكنه ترك لنا ما هو أهم بكثير. لم يستطع أن يترك امانة الجمهورية، لكنه ترك أمانة المتن، وهذه لا شيء يصرفني عنها. كان جوابي أن المتن مثل الدائرة السابعة في باريس، او مثل دائرة اوكسفورد في بريطانيا، أو مثل برلين، مكونة في النهاية، من الجماهير التي مهما ارتقت، تخضع دائما لنداء الغوغاء والدهماء، وتنصرف عن أهل المثل بالسهولة التي تدير فيها وجوهها من الغرب إلى الشرق”.

وختم: “عندما توفي نسيب لحود، كتبت أنه آخر العصر الفيكتوري. وكنت اتمنى يومها ألا ينتهي المقال. فكلما تذكرت عاما في رفقة نسيب تذكرت اغمارا من القيم والنبل العفوي. كلما تذكرت صمودا اخلاقيا ادبيا بلا حدود تذكرت تواضعا غير مبتذل وكبرا بلا اي ادعاء، وخطابا عاليا إلى اقصى ما يمكن. إنه يعلو الخطاب البشري. لقد قارنت نسيب لحود بالعميد ريمون اده الذي كنت مولعا بشخصيته المترفعة، وكان هذا في حياة نسيب. ولكن الآن، وقد تمعنت في غيابه، أسامح على القول أن شخصية “ابا سليم” كانت تحمل من الإيجابيات والرؤية أكثر مما صبر عليه العميد”.

ماجد
بدوره، قال ماجد: “تمر الذكرى السنوية الثالثة لرحيل نسيب لحود هذا العام ولبنان غارق في أزماته السياسية والاجتماعية، في ظل واقع إقليمي تتدافع فيه التطورات وتتبدل المعطيات على نحو لم يشهد له تاريخ المنطقة مثيلا منذ عقود.
مداخلتي من فقرتين: الأولى حول ما مثله في سيرته وخطابه السياسيين، والثانية حول معنى الغياب والفراغ الذي يخلفه رحيله”.

أضاف: “ان مداخلات نسيب لحود في الجلسات النيابية، كما مقابلاته الإعلامية، تميزت منذ ذلك الحين بسمتين: الأولى، روح المسؤولية التي ترجمها في أمانته العلمية وتجنبه للسهولة عند مقاربة القضايا السياسية والاقتصادية واعتباره الكلمة مسؤولية لا يفترض التصرف بها دون احترام لمدلولاتها وموجباتها. والثانية، ربطا بها وشريطة لها، الرصانة التي تجعل المنتدب لتمثيل الناس واضحا وثابتا في مواقفه دون ابتذال أو مبالغات أو مزايدات، أو صخب لا رجاء منه. ولعل تصويته العام 1995 برفقة عدد قليل من النواب ضد التمديد لرئيس الجمهورية المنتهية ولايته، كان أولى محاولات التصدي من داخل المؤسسات لسياسات وممارسات أرادت تكريس هيمنة النظام السوري ووصايته على البلد”.

وعدد أبرز المحطات والمواقف السياسية لنسيب لحود منذ انتخابه نائبا وحتى رحيله المبكر، ودوره في لقاء قرنة شهوان ودعم وتشجيع كل حركة اصلاحية.

وقال: “رحل نسيب لحود قبل ثلاث سنوات تاركا إرثا سياسيا مواطنيا كونه خلال عقدين من العمل العام. وخسر لبنان في الفترة إياها التي غادرنا فيها لحود عددا من شخصياته العامة الأكثر كفاءة. ففي وضعنا الراهن، وفي ظل سيادة الهوان وانتفاء الشروط التي تتيح مقدارا مقبولا من تجديد الحياة السياسية ونخبها، يبدو رحيل أفراد من طينة نسيب لحود وصحبه -على تعدد خلفياتهم ومشاربهم ومواقفهم- فقدانا خاصا وعاما مريرين”.

وختم: “لحسن الحظ اليوم أن ثمة من يستمر في التمسك بإرث الراحلين ويطوره، وأن ثمة من يستمر في كتابة سيرة مضادة لسيرة التهتك التي نعيش”.

السابق
بالصور.. أجمل طبيبة لبنانيةّ!
التالي
رجل من الماضي: يا زمان «الجنرالات»