جنبلاط يكشف عن أخطر جاسوس عاش معه في المختارة!

وليد جنبلاط

كشف رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط عن قصّة غريبة حدثت معه في المختارة إبّان الحرب الباردة، حيث لجأ إلى القصر أحد أخطر الجواسيس لدى الإستخبارات السوفياتية، وهو الموظّف في جهاز الإستخبارات السويدي ستيغ بيرغلينغ الذي أفشل خطّة إستخباراتية سويدية، والذي حُكمَ عليه فيما بعد بالسجن المؤبّد.

وكتب جنبلاط في صحيفة “الأنباء” ما يلي: “سوف يكتب شخص ما سيرتي الذاتية في يوم من الأيام. يمكن أن أكون موجودًا حينها أو يمكن أن أكون قد تقمصت في الصين بحسب المذهب الدرزي، ولكن للأسف يبدو أنني متورط بإخفاء بيرغلينغ لأربع سنوات في المختارة بين أعوام 1990 و1994″.

وتابع: “في العام 1990، زارني نائب مدير الإستخبارات السوفييتية الجنرال فلاديمير إسماعيلوف في المختارة. كان طويل القامة، شعره أحمر ويرافقه مسؤول آخر، على الأرجح أنه أحد مساعديه، إضافةً إلى صديق آخر مشترك”، مضيفًا: “بدأتُ محادثات جديّة مع السوفياتيين والروس بعد تناول خمس أو 6 أكواب من الفودكا نخبًا للصداقة اللبنانية السوفياتية وللكفاح المشترك بين الحزب التقدمي الإشتراكي مع الحزب الشيوعي السوفياتي”.

وأضاف: “قال لي الجنرال إسماعيلوف: الرفيق وليد كنتَ صديقًا كبيرًا للإتحاد السوفياتي، ولن ننسى أبدًا موقفك الداعم لقضية الشعب السوفياتي ونضالنا المشترك ضد الإمبريالية”. وأردف جنبلاط قائلاً: “إختصارًا للأحداث، سألني الجنرال إن كنت أستطيع أن أستقبل شخصًا في المختارة. كيف لي أن أرفض؟ السوفياتيون قدّموا لي مئات المنح الدراسية، ودرّبوا آلاف عناصر الحزب الإشتراكي في قواعدهم وقدّموا أسلحة وذخيرة بما يساوي 500 مليون دولار بين 1979 وأواخر الثمانينات. قلت نعم دون تردد وأكملنا الطعام وأنا أتساءل كم زجاجة فودكا استهلكنا في ذلك الحدث من أجل محاربة الإمبريالية ومن أجل ترسيخ الإشتراكية”.

ولفت جنبلاط إلى أنّه “وبعد أسبوعين، أتى رجل وزوجته وهما في عمر الخمسين، وتمّ استقبالهما للعيش في الطبقة العلوية من منزل النائب نعمة طعمة وهو صديق آل جنبلاط، وعائلته معروفة بكرم الضيافة”، مضيفًا: “اكتشفنا أنّ هذين الضيفين هما ستيغ برغلينغ وزوجته إليزابيث ساندلبيرغ. وبقيا أربع سنوات في ضيافتنا وشاركانا الغداء والعشاء والظروف المختلفة”، متابعًا: “يُمكن أن أسترسل في هذه القصة، لكن أريد أن أختم بتعليقين: “كان غريبًا طلب السوفياتيين مني أن أخبئ أكثر الجواسيس خطورة. وفيما بعد تأكدت شكوكي بأنّ شيئًا ما كان خطأ في الإمبراطورية السوفياتية، التي انهارت بعد عام فقط. ثانيًا، السيد “آبيه” كما كنا نناديه هرب من لبنان في 1994 وعاد إلى السويد، خلال وجودي في موسكو خلال عهد بوريس يلتسين. وقد سُجنَ مرة أخرى”.

وأكّد جنبلاط أنّ ما حدث كان محرجًا له مع أصدقائه السويديين، من الحزب الإشتراكي الديمقراطي، والذين كان على اتصال وثيق بهم وبفضل هذه العلاقات سنحت له الفرصة أكثر من مرة بلقاء أهم زعماء القرن العشرين، الراحل أولوف بالم.

وختم قائلاً: “شكّل هذا الجاسوس الكثير من الأذى بيني وبين السويد. أعتذر من الشعب السويدي ومن أصدقائي الإشتراكيين الديمقراطيين”.

السابق
وقف تعيين انطوان طنوس مديرا لكلية ادراة الاعمال في طرابلس
التالي
صدر حديثًا، كتاب:مرتكزات السلم الاهلي والذاكرة للجيل الجديد