الأردن يشتعل غضباً.. والجيش يتوعد برد مزلزل

معاذ الكساسبة

غضب ممزوج بالذهول والصدمة ساد الشارع الاردني منذ ان انتشر على المواقع الإلكترونية، ومواقع التواصل الاجتماعي خبر الطريقة الوحشية التي أعدم فيها تنظيم “داعش” الملازم الطيار الأردني معاذ الكساسبة. وفيما توعد الجيش الأردني التنظيم برد قاس، قطع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني زيارته إلى الولايات المتحدة ليعود إلى البلاد.

وعلمت “النهار” أن رئيس الأركان المشتركة للجيش الفريق مشعل الزبن أبلغ والد معاذ باستشهاد نجله قبل انتشار الخبر على مواقع التواصل الاجتماعي، وانه أبلغهم أن “الجريمة البشعة” نفذت في الثالث من كانون الثاني الماضي. وهو ما اعلنه لاحقا بيان للجيش بثه التلفزيون الأردني.

الملك: داعش تنظيم ارهابي جبان
ووجه عبدالله الثاني كلمة مقتضبة عبر التلفزيون الأردني دعا فيها الاردنيين والأردنيات للوقوف صفا واحدا.
وقال الملك مخاطبا الأردنين: “تلقينا بكل الحزن والغضب نبأ استشهاد” الكساسبة على يد “تنظيم داعش الإرهابي الجبان… هذه الزمرة التي لا تمتّ إلى ديننا الحنيف بصِلة”.
وأكد أن “الطيار الشجاع معاذ فضى دفاعا عن عقيدته وأمته ووطنه والتحق بمن سبقوه فداءا للأردن”.
وتابع: “نقف اليوم مع أسرة الشهيد البطل وشعبنا وقواتنا المسلحة في هذا المصاب الذي هو مصاب كل الأردنيين الأردنيات جميعا”، مطالباً “أبناء وبنات الأردن جميعا الوقوف صفا واحدا وإظهار معدن الشعب الأردني الأصيل في مواجهة الشدائد والمحن التي لن تزيدنا إلا قوة وتلاحما ومنعة”.

الرد سيكون مزلزلاً
وفي بيان تلاه عبر التلفزيون الأردني الرسمي، أكد الناطق باسم الجيش العقيد ممدوح العامري نبأ استشهاد الأسير الكساسبة. وقال العامري أن “دم الشهيد لن يذهب هدرا وأن قصاصنا سيكون انتقاما بحجم حزن الأردنيين”.

من جهته، قال وزير الدولة لشؤون الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني ان رد الاردن على اغتيال الطيار البطل معاذ الكساسبة من قبل تنظيم داعش الارهابي سيكون حازما ومزلزلا وقويا.
وقال المومني في تصريح للتلفزيون الاردني ان غضب الاردنيين سيزلزل صفوف تنظيم داعش الارهابي، مضيفاً أنه “من كان يشكك بوحشية تنظيم داعش الارهابي، فهذا هو البرهان، ومن كان يعتقد انهم يمثلون الاسلام السمح فهذا هو الدليل، ومن كان يشكك بوحدة الاردنيين في وجه هذا الشر فسنريهم البرهان في التكاتف ووحدة الصف”.

الأردن غاضب

وتجمع آلاف المواطنين أمام ديوان أبناء الكرك تضامنا مع ذوي معاذ وتعبيرا عن غضبهم، بينما أعلن أبناء عشيرة الكساسبة إقامة “عرس شهيد”، وتوجه صافي الكساسبة والد معاذ إلى بلدة عي، مسقط رأسه.
وفيما انطلقت مظاهرات غاضبة في عدد من مناطق العاصمة، طالب نشطاء شباب في وقفة غضب عند دوار الداخلية وسط العاصمة عمان ربد مزلزل وبحرق جميع السجناء المنتمين لـ”داعش” انتقاما لإعدام الكساسبة.
وفي بلدة عي (مسقط رأس معاذ) في محافظة الكرك (جنوب البلاد) وقعت أحداث شغب عقب إعلان النبأ، وأحرق محتجون غاضبون مبنى المتصرفية، فيما تجمع عشرات في مدينة الكرك أمام مبنى المحافظة، بينما انتشرت قوات الدرك دون تدخل، مفسحة المجال لـ”العقلاء” لتهدئة الغاضبين.

ودانت جماعة الإخوان المسلمين، في تصريح نشرته على موقعها الرسمي، بشدة “إعدام الشهيد البطل معاذ الكساسبة” ووصفت إعدامه بـ”العمل الإجرامي والسلوك الشائن” معلنة إدانتها لـجميع أنواع الإرهاب الذي يستحل الدماء ويعتدي على كرامة الغسلام”، معلنة مشاركتها لعشيرة الكساسبة وعائلة الطيار والشعب الأردني هذا المصاب الجلل”.

واستعرت على مواقع التواصل الاجتماعي تعبيرات الغضب والصدمة وعبارات الترحم على الشهيد والمطالبات بردود فورية وعاجلة ضد تنظيم داعش تشفي صدور الأردنيين
ودعت وزارة الاوقاف إلى “إقامة صلاة الغائب على روح الشهيد” بعد صلاة ظهر الأربعاء.

ترجيح تنفيذ اعدامات

وفي تطور متصل، نقل عدد من المحكومين بالإعدام التابعين لتنظيم القاعدة إلى سجن سواقة، الذي يجري فيه عادةً تنفيذ أحكام الإعدام.
وفيما تكتمت أجهزة الامن على نبا النقل، رجح مسؤولون أن يصار إلى تنفيذ حكم الإعدام المحكومة العراقية ساجدة الريشاوي المدانة على خلفية تفجيرات عمان عام 2005، التي طالب “داعش” بإطلاقها الأسبوع الماضي مقابل الإفراج عن الرهينة الياباني الصحفي كينجي غوتو، والعراقي زياد الكربولي المدان بالانتماء إلى القاعدة وبقتل سائق شاحنة أردني في العراق عام 2005 وأربعة آخرين مدانين بالانتماء.

(النهار)

 

السابق
جلسة الحوار الخامسة ترحب بإزالة الصور وترفض اطلاق النار
التالي
جيرو «يغرق» في الملف الرئاسي.. الحوار يتجاوز الرصاص و«التشويش»