الأردن انتقمت لحرق «الكساسبة».. فهل تتعلّم الحكومة اللبنانية؟

الاسلاميين رومية
ردّت الأردن على حرق داعش للطيار الأسير معاذ كساسبة عبر تنفيذ حكمي الإعدام على السجينين العراقيين ساجدة الريشاوي وزياد الكربولي، وما لبثت الصرخة أن انطلقت في لبنان: لماذا لا تعدم الحكومة السجناء الإسلاميين؟

لم يترك مشهد إحراق التنظيم الإرهابي داعش للطيار الأردني معاذ الكساسبة أثراً في وجدان أهله والشعب الأردني فقط، بل أثار الفيديو ردود فعل واسعة على الصعيد العالمي والمحلي. فقد دخل الشارع اللبناني بمزاج الصدمةِ والغضب والامتعاض بعدما أعلنت السلطات الأردنية عن قرار تنفيذ حكمي الإعدام على السجينين العراقيين ساجدة الريشاوي وزياد الكربولي ردًا على إحراق الطيار، لا سيَما أن الدولة اللبنانية لم تحرك ساكنًا إثر إعدام داعش أربعة من العسكريين المخطوفين. وقد مضى على ملف العسكريين 7 أشهر وما زال يتأرجح بين العقدة والحلّ.

وفي هذا السياق ندد النائب أحمد فتفت بهذه الجريمة النكراء والتي لا توازيها بشاعةً وهمجية إلّا جرائم الرئيس السوري بشار الأسد، بحسب فتفت. واعتبر أن النظام في الأردن يختلف عن لبنان فضلا عن أننا ملتزمون بإتفاقيات دولية تمنع حكم الإعدام”.

ورداً على عدم إقدام الدولة اللبنانية برد مباشر على جرائم داعش بحق المخطوفين، قال إنّه :ضدّ الردّ على عمل بربري بعمل بربري آخر”. وأسف لتسييس وإستهلاك ملف العسكريين المخطوفين سياسيا وإعلاميًا.

وكان لأهالي الخطوفين رأي مشابه، فقد قال نظام مغيط شقيق المخطوف إبراهيم مغيط في حديث خاص لموقع جنوبية إن الأهالي “يرفضون تنفيذ حكم الإعدام بالسجناء الإسلاميين”، مضيفاً: “نحن مع الدولة اللبنانية ونلتزم بقراراتها وما حصل في الأردن يختلف عن لبنان”. وتعليقًا على لقائهم باللواء عباس أبراهيم صباحاً قال: “اللقاء كان ممتازا وأثبت لنا اللواء بالوثائق أن العمل في الملف ما زال مستمراً”.

ومن الناحية القانونية، اكدالمحامي نبيل الحلبي ان حرق داعش للكساسبة هو انتهاك خطير للقانون الانساني الدولي الذي لا يعترف به التنظيم أصلاً , أما بالنسبة لاعدام ساجدة الريشاوي فنحن كسائر منظمات حقوق الانسان نددنا بالحكم الذي صدر بحقها لأنه لم يراعي عدم رغبة المحكومة في تنفيذ الجريمة , لكن ما قام به الاردن لا يعدو كونه الا تتفيذاً لحكم صادر من الناحية الاجرائية القانونية و ان اتى في سياق عمل ثأري رداً على حرق الكساسبة.
و رداً على سؤال إن كان الاردن ملتزم أيضاً بالقانون الانساني الدولي , اكد الحلبي أن الاردن خاض معارك مع الجيش الاسرائيلي في 1967 و 1973 و لم يصدر عن اللجنة الدولية للصليب الاحمر التي تزور الاردن تباعاً ما هو مناقض لمعاملة الاسرى و قوانين الحرب

كما أضاف أن “قرار الإعدام ظهر على أنه ثأر على حرق كساسبة، ولكن في الحقيقة هذا الحكم صادر منذ سنوات ولم ينفذ الا فجر اليوم”. وأضاف: “الوضع يختلف في لبنان فلا توجد أحكام صادرة غير منفذة بحق الإسلاميين. كما أن تنفيذ هذا الحكم يتطلب موافقة رئيس الجهورية، وبحال عدم وجوده يجب أن يحصد إمضاء كل الوزراء وهذا ما يعطله”.

السابق
رويترز عن متحدث أردني: الأردن يدرس كل الخيارات العسكرية لمحاربة «داعش»
التالي
داعش ليس أقل همجية من أنظمة البطش العربية