محمد الفضل من أسماء رجالات لبنان

محمد الفضل، الاسم الأكثر وضوحاً من أسماء رجالات لبنان الذين وقّعوا على العلم اللبناني في شكله النهائي، وضريحه في جبانة النبطية منسياً لا يزوره زائر منذ غاب في العام 1980، حتى كانت لفتات يتيمة في الأعوام الأخيرة من فاعليات منطقة النبطية وبلديتها، بزيارة وحيدة في السنة لتلاوة الفاتحة مصحوبة بأكاليل قليلة من الزهر في يوم الاستقلال أو بعده.

والنائب الفضل ابن عائلة تربعت في السدة النيابية منذ الربع الأول من القرن المنصرم واستمرت إلى مطلع الثلث الأخير منه بدءاً من جده فضل الفضل ثم عمه بهيج الفضل وصولاً إليه. وقد توزعت هذه الحقبة على النحو الآتي:

عمل المندوب السامي لقيام مجلس للشيوخ بطريقة التعيين يتألف من 16 عضواً كان بينهم ابن النبطية فضل الفضل (24/5/1926 ـ 17/10/1927).

من 18 تشرين الثاني 1927 ولغاية 3 أيار 1929 وعلى ضوء صدور قانون دستوري ألغي مجلس الشيوخ وألحق أعضاؤه بالمجلس التمثيلي الثاني وجرى تعيين 30 نائباً وانتخاب عشرة، عيّن من بينهم النائب فضل الفضل عن النبطية. ثم عيّن في مجلس النواب الثاني بين 15 تموز 1929 و10 أيار 1932.

وفي مجلس النواب الثالث من 30 كانون الثاني 1934 ولغاية 5 حزيران 1937 انتخب فضل الفضل نائباً عن النبطية.

بين29/11/1937 و21/9/1939 عيّن النائب بهيج الفضل نائباً في المجلس النيابي المؤلف من 41 نائباً منتخباً و21 نائباً معيّناً.

من 21 أيلول 1943 ولغاية 7 نيسان 1947 بلغ عدد أعضاء المجلس النيابي 55 نائباً، وشارك في صناعة هذه الدورة المفوض السامي البريطاني غير المتوّج الجنرال “سبيرز” إلى جانب الأميركي “ود سوورت” وتمثّل الجنوب بعشرة نواب منتخبين بعد إلغاء التعيين. وبرزت للمرة الأولى القوائم الانتخابية حيث فازت قائمة واحدة أطلق عليها اسم “القائمة الجبّارة” المعارضة للانتداب الفرنسي فيما فشلت القائمة المنافسة والموالية للفرنسيين. وكان النائب محمد الفضل من بين الفائزين في هذه اللائحة.

بعدها فاز النائب محمد الفضل في المجلس النيابي الثاني بعد الاستقلال بين 25 أيار 1947 و20 آذار 1951. ثم في المجلس النيابي الثالث بين 5 حزيران 1951 و3 أيار 1953. وفي المجلس النيابي الخامس من 20 آب 1957 ولغاية 18 تموز 1960.

نجل الفضل، أحمد، الذي يعمل كاتباً في بلدية النبطية، قال: “من المستغرب أن يغيب عن بال المسؤولين أحد رجالات الاستقلال، والدي، الذي لا يزال اسمه وتوقيعه واضحين على العلم اللبناني إلى جانب صائب سلام وصبري حمادة. فلماذا يبقى منسياً ومغيّباً عن التكريم مع العلم أن الرئيسين بشارة الخوري ورياض الصلح كانا يزوران الوالد في منزله في النبطية عندما كانا يزوران الجنوب”.

وناشد الرؤساء الثلاثة “إعادة النظر وإدراج اسم الفضل على لائحة التكريم بدءاً من هذه السنة لنسدل الستار عن غبن مزمن لحق بهذا الرجل الذي لعب دوراً ريادياً في تحقيق الاستقلال”.

وقال رئيس بلدية النبطية السابق أدهم جابر: “لم يقتصر دور محمد بك الفضل على الانتفاضة ضد المحتل والانتداب الفرنسي، ونستغرب كيف أن الدولة اللبنانية، ومنذ تاريخ الاستقلال، لم تلتفت ولو لمرة واحدة نحو هذه المدينة. فإبن الفضل وأحد ساستها المتدرجين بين النيابة والوزارات المتنوّعة، هو أحد رجالات هذا الاستقلال ومن المشاركين الفعليين في سبيل تكريسه. ونسأل أين الوسام الجمهوري المقرر منذ رحيل محمد الفضل”.

السابق
استدراج «حزب الله»
التالي
شهداء وجرحى للجيش اللبناني في مواجهات مع مسلحين