لماذا سمحت «حماس» لـ«داعش» بمسيرة غزة؟

حركة حماس
كان سماح حركة حماس لداعش بمسيرة في غزة امر لافت خاصة انها وقفت سابقا ضد مجموعات متشددة وخاضت ضدها معارك اخرجتها من الواجهة السياسية في غزة. فما هو سبب التغيير؟ هل هذا الموقف موجه ضد الاوروبيين فقط خاصة ان الاتحاد الاوروبي استأنف الحكم فيما يخص سحب الدعوى الموجهة ضد حماس في ما يتعلق بلائحة الارهاب؟

سمحت حركة حماس في قطاع غزة لتنظيم “داعش” الإرهابي بتنظيم مسيرة كبيرة في شوارع القطاع حاملين علم “داعش”، ضد ما اعتبروه إساءة الحكومة الفرنسية لنبي المسلمين محمد. ووقفت المسيرة أمام القنصلية الفرنسية في القطاع وأمام المركز الفرنسي بغزة، حيث ردد المتظاهرون هتافات لصالح ما يسمى زعيم تنظيم داعش “أبو بكر البغدادي” يعلنون فيه ولاء فلسطينيي القطاع له.

وقد نقلت بعض وسائل الاعلام ان حركة حماس وافقت على المسيرة دون أن تبدي أي اعتراض على الشعارات التي ترددت خلال المسيرة أو رفع علم داعش، في حين انها تفرض الحركة القيود والعوائق ضد أي شخص يفكر في التظاهر سواء من حركة فتح او من الناس التي تعاني ازمات تطال حياتهم بشكل عام.

ولوحظ ان المشاركين في المسيرة ممن ينتمون لحركة حماس قد رفعوا صورا لمهاجمي صحيفة “شارلى ايبدو” الفرنسية، حيث طالبوا زعيم “الدولة الاسلامية” ابو بكر البغدادي بإعلان غزة ولاية تابعة للتنظيم لمحاربة من سموهم أعداء الإسلام!

وفي اتصال هاتفي مع احد فعاليات مخيمات لبنان الذي رفض الكشف عن هويته قال ردا على سؤال “جنوبية” حول سبب سماح حماس لداعش بالتظاهر في غزة، قال: “ان هذا عمل لا احد يقبل به، وقد حصل في غزة لانه هناك حكم عسكري وقمع للناس”.

وعن السبب غير المباشر للسماح وخلفياته، وعما اذا كان خوفا من داعش أو موقف ضد السعودية التي تحارب داعش، أو موقف موجه ضد الاوروبيين فقط خاصة ان الاتحاد الاوروبي استأنف الحكم فيما يخص سحب الدعوى الموجهة ضد حماس في ما يتعلق بلائحة الارهاب، واذا ما كان الرأي العام الفلسطيني يشجع على ما قامت به حركة حماس، اعتبرت هذه الفعالية انه: “عندنا قضية مركزية، وهي قضية العرب والمسلمين وأحرار العالم، والرأي العام الفلسطيني بأكثريته ضد هذا العمل”.

ولكن هل حصلت ضجة داخل المخيمات جراء ذلك؟ ام ان الناس هنا منشغلة بأمورها؟ وهل هذا يمكن ان يؤثر على فلسطينيّ لبنان؟ خاصة ان العمليات الانتحارية في لبنان تمت على يد داعش واتباعه؟

اعتبرت الفعالية الفلسطينية الاساسية في احد المخيمات ان: “هذا الأمر لاقى استنكارا من أهالي المخيمات، فنحن ضد العمليات الانتحارية وخاصة من هذه الجهات المشبوهة. فنحن مع كل من يقول الحقيقة، ومع حقوق أبناء شعبنا، ولكن أبعدونا عن هذه الجماعات التكفيرية”.

السابق
بري: اسرائيل ارتكبت خطأ استراتيجيا ووضعت إيران على حدودها
التالي
الجيش: توقيف قاسم تلجة المتهم باستقبال انتحاريي جبل محسن وتأمين المسكن والمأكل لهم