اقتراح حلّ يتقدّم بشأن إطلاق العسكريين بيان سلام «اللائق» عن البحرين يختصر الموقف

كتبت “النهار” تقول : إذا كان خبر شنّ اسرائيل غارة استهدفت تجمعاً لـ “حزب الله” في القنيطرة السورية وسقوط 6 أو 7 مقاتلين بينهم جهاد عماد مغنية استحوذ على الاهتمام الرسمي والشعبي في ظل ما يمكن ان يسببه من ارتدادات على الساحة الداخلية، فان ما تردد عن استنفارات على جانبي الحدود لم يكن صحيحاً كما أكد مصدر أمني لـ”النهار” ليل أمس.

وعلمت “النهار” ان إتصالات جرت مساء أمس شارك فيها رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء تمّام سلام والنائب وليد جنبلاط من أجل تدارك تداعيات الغارة الاسرائيلية. ومن المتوقع ان تشمل الاتصالات ايران لهذه الغاية.

ورأت مصادر مواكبة للحدث ان ما جرى يطرح مجدداً السؤال عن دور “حزب الله” في سوريا، مشيرة الى ان هذا التطور حصل بعد 48 ساعة من كلام السيد حسن نصرالله الذي قال فيه إن دور الحزب قائم في سوريا فجاء الرد ليكشف عن إطلاع إسرائيل على حركة الحزب وقادته ويمتحن قدرته على الرد. وهذا الامر يحرج الدولة اللبنانية ويثير مخاوف من حصول تطور سلبي في الجنوب سواء عبر الحزب مباشرة أو عبر تنظيمات سبق لها ان مارست الرد قبل أشهر.

وقد علق الرئيس امين الجميّل على الحدث (في حديث الى برنامج “الاسبوع في ساعة” عبر”الجديد”) بقوله: “علينا السؤال لبنان الى أين والى أين ستجر المأساة التي حصلت في القنيطرة والى متى سنورط لبنان ونبقيه على الصليب؟”.

في المقابل، يستمر الحصار السوري على لبنان في أوجه عدة، فبعد التضييق على الشاحنات اللبنانية عند نقطة المصنع الحدودية وتعطيل حركة التجارة الخارجية والترانزيت، على رغم التفهم الذي نقله المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم الذي زار دمشق أخيراً، تعرض وفد المحامين اللبنانيين الذي يمثل نقابتي بيروت وطرابلس في المؤتمر العام الـ23 لاتحاد المحامين العرب المنعقد في القاهرة لإعتداء من وفد المحامين السوريين الذي يمثل النظام، وذلك خلال إلقاء منسق فرع المحامين في “تيار المستقبل” المحامي فادي سعد كلمته في اللجنة المتخصصة في شؤون الارهاب. وقد حاول المحامون السوريون مقاطعته أكثر من مرة، قبل أن ينهالوا عليه وعلى أعضاء الوفد اللبناني بالضرب، بينما كان سعد يجري مقارنة بين تعامل الجيشين المصري والسوري مع شعبيهما، بعد قيام الثورة في مصر وسوريا.

وناشد وزير العدل اشرف ريفي “السلطات المصرية المختصة، وخصوصا القضاء المصري المشهود له بحماية الحريات، والانحياز للعدالة، اتخاذ الاجراءات الكفيلة معاقبة من نفذوا هذا الاعتداء توصلا الى ملاحقة الجناة، وانزال أشد العقوبات بهم”.

سلام
على صعيد آخر، لم تتخذ مملكة البحرين اي اجراء في حق اللبنانيين على رغم الاستياء العارم الذي سببه الكلام الاخير للامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، مما اضطر رئيس الوزراء تمّام سلام، بعد التشاور مع وزير الخارجية جبران باسيل، الى اصدار بيان يؤكد فيه ان كلام نصرالله لا يعبر عن موقف لبنان الرسمي. وأبلغ مصدر وزاري “النهار” ان الموضوع لن يطرح في جلسة مجلس الوزراء المقبلة، بل اكتفى ببيان سلام وحركة اتصالات تجري في هذا الشأن. وأوضح المصدر الوزاري ان كل الكلام الذي تناول سابقاً المحور السوري – الايراني لم يطرح على طاولة مجلس الوزراء وتالياً لا يمكن حالياً اعتماد اسلوب مختلف، خصوصا ان أي قرار سيجبه باعتراض اطراف سياسيين مشاركين في الحكومة.

وعلمت “النهار” ان سلام وصف امام زواره البيان الذي أصدره بأنه “لائق… إذ ما يعنينا ان لا ينعكس ما حدث سلباً على اللبنانيين في الخليج عموما والبحرين خصوصاً، والكل يعلم ان عشرات اللآلاف من اللبنانيين يعملون هناك ويشكلون الاقتصاد الموازي للاقتصاد اللبناني الداخلي”. وأوضح أنها “ليست المرة الاولى التي تعبّر هذه الدولة أو تلك عن إستيائها، ولكن من واجبنا ان نحافظ على اللبنانيين العاملين في دول الاشقاء العرب في الخليج ولا سيما منها البحرين التي تربطنا بها علاقات اخوية متينة”.

وعن تأثير ما حصل على الواقع الحكومي قال: “إن الحكومة مستمرة في الحفاظ على الاستقرار في البلد ولا بد للقوى السياسية ان تقوم بواجباتها لحماية هذا الاستقرار الذي يصونه الشعب اللبناني”.

وأفاد ان خطة البقاع الامنية “جاهزة بكل مستلزماتها، وعندما ستحين الفرصة لن يتأخر تطبيقها”. وتحدث عن العمل الحكومي بعد إقرار ملف النفايات، فقال: “إن هناك العديد من الملفات كالطاقة والادارة وتلبية حاجات الناس في طرابلس ولا سيما في باب التبانة، وكذلك عكار التي تعاني البؤس والحرمان… لكن أهم الملفات المطلوب انجازها هو ملف انتخاب رئيس جديد للجمهورية”.

العسكريون المخطوفون
وفي ملف العسكريين المخطوفين في جرود عرسال،علمت “النهار” ان هناك تقدماً في ملف التفاوض، والعمل جار على خطين من خلال كل من نائب رئيس بلدية عرسال احمد الفليطي والشيخ مصطفى الحجيري المعروف بـ”ابو طاقية”، وذلك في اطار من السرية التامة.
كما علمت ان ثمة اقتراح حل نقل الى الجانب اللبناني، وقد وافقت عليه الجهات الخاطفة وتتجه الحكومة الى القبول به بعد تذليل بعض العقبات. وتشير مصادر مطلعة الى ان الفليطي حصل على جواب من الجهة الخاطفة وعلى التزام عدم القتل مجدداً وذلك في انتظار ما ستؤول اليه المفاوضات. ولم تستبعد المصادر ان يؤدي التقدم الحاصل في الملف الى الافراج عن عدد من المخطوفين.

الراعي
ومن عرسال الى الشمال حيث حط أمس البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، فقصد جبل محسن معزياً بضحايا التفجيرين الارهابيين الاخيرين، ثم قصد دارة الرئيس عمر كرامي مقدما التعازي لعائلته. وقد قوبل الراعي بترحيب واسع في جبل محسن وبعبارة “اهلا براعي كل لبنان”.

السابق
السخرية خلاصة الحريات والمجد لشهدائها
التالي
أول بطريرك ماروني في جبل محسن