نصرالله مستعد للقاء الحريري.. والجامعة العربية تدين موقفه البحريني

كتبت “السفير” تقول : لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم السابع والثلاثين بعد المئتين على التوالي.
برغم برودة الطقس، وبرغم الإشارات السياسية الداخلية الدافئة التي أطلقها السيد حسن نصرالله، ليل أمس، في مقابلته عبر شاشة “الميادين” وأبرزها استعداده للاجتماع بالرئيس سعد الحريري، بدا واضحا أن ثمة ماكينة إرهابية تعد “أحزمة” تستهدف المؤسسة العسكرية وباقي المؤسسات الأمنية ومحاولة نسف الحوار وإثارة الفتنة المذهبية من خلال تفجيرات مدروسة اختبرها اللبنانيون في العامين الماضيين، وآخرها التفجير الإرهابي الذي استهدف جبل محسن ليل السبت ـ الأحد الفائت وحصد عشرات الشهداء والجرحى.

في أيدي الأمن:

ثلاثة انتحاريين ينتمون الى “النصرة” قيد التحقيق منذ 72 ساعة لدى مخابرات الجيش اللبناني.

عبوة تزن عشرة كيلوغرامات من المواد المتفجرة تم تفكيكها على طريق مجدليا ـ طرابلس أمس الأول.

القبض على “مرسيدس” مفخخة بما يزيد عن 120 كلغ من المواد الشديدة الانفجار على طريق ترابية قريبة من حاجز الجيش في منطقة عين الشعب بين عرسال واللبوة، تمكن سائقها في الفرار.

مصادرة “حزام ناسف” وعبوة ناسفة وقنابل في التبانة من منزل (ع. ع.) الذي تمكن من الإفلات من قبضة الجيش.

إلقاء القبض في طرابلس على المدعو (ا. ص.) الذي اعترف انه كان يحاول في احد مساجد المدينة اعادة تكرار تجربة مسجد عبدالله بن مسعود في باب التبانة.

وفي الوقت نفسه، أعين الأمن مفتوحة على مجموعة من المخاطر:

البحث عن عدد من حملة الأحزمة الناسفة يتحركون في الشمال وفي أكثر من منطقة لبنانية.

للمرة الأولى منذ أسابيع، يتم رصد سيارات مفخخة بينها سيارة الأمس في عرسال.

تداول بلوائح وأسماء انتحاريين وسيارات مفخخة.

كل ذلك، استوجب تعزيز الإجراءات الأمنية في أكثر من منطقة لبنانية، وخصوصا في محيط عين الحلوة، حيث ثبت وجود صلة بين مجموعة وقائع أمنية وبين الإرهابيين الفارين شادي المولوي وأسامة منصور اللذين اختارا منذ تواريهما من طرابلس “المبيت الآمن” في عين الحلوة، على حد تعبير وزير الداخلية نهاد المشنوق.

حوار عين التينة: الأمن السياسي
وسط هذه الأجواء، يلتئم حوار “حزب الله” ـ “المستقبل” في جلسته الثالثة في عين التينة، مساء اليوم، لاستكمال مناقشة بند تنفيس الاحتقان السياسي والمذهبي، وهو عنوان فضفاض أفسح المجال في الجلستين الأولى والثانية أمام الخوض مطولا في “الأمن السياسي”، وعلى الأرجح، فان مجريات النقاش، خصوصا من جانب “المستقبل” ستكون كفيلة بتحديد طبيعة البيان الذي سيصدر عن المجتمعين، خصوصا وأن حدثين أعقبا الجولة الأخيرة وهما انفجار جبل محسن وانهاء “أسطورة روميه”.
ولم يعرف ما اذا كانت التصريحات الاعلامية ستوضع على بساط البحث، خصوصا في ضوء الحملة التي جردتها دول مجلس التعاون الخليجي ضد مواقف السيد نصرالله في الموضوع البحريني، وأدت الى صدور ادانة لها عن جامعة الدول العربية.

وبين هذا وذاك، كان لافتا للانتباه اصرار الرئيس فؤاد السنيورة، ومن دولة الامارات، على اطلاق “احزمة النار” سياسيا على الحوار، فأصاب عن قصد او عن غير قصد، فريقه السياسي المصمم بقرار من الرئيس الحريري على المضي بالحوار، بمعزل عن العناوين الخلافية التي وضعت جانبا وأبرزها موضوع مشاركة “حزب الله” في الحرب السورية.

نصرالله: ليتخيل الاسرائيليون قدراتنا
من جهته، ألمح السيد حسن نصرالله الى الدور السلبي للسنيورة ولكن من دون ان يسميه، ورد على سؤال الزميل غسان بن جدو عن هوية “الصقور” الرافضين للجلوس الى طاولة الحوار مع “حزب الله” بالقول:”اللبنانيون كلهم يعرفونهم وهذا ليس خافياً على أحد.. لا شك أن الرجل (سعد الحريري) هو صاحب القرار بنهاية المطاف وهو الذي دفع في هذا الاتجاه”.

وجدد الالتزام بتأييد النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية، واعرب عن تفاؤله الكبير بالحوار الجاري بين “المستقبل” و “حزب الله”، معتبرا ان اللقاء بينه وبين الحريري “ممكن”. وعندما سئل عما اذا كان يشجع الحريري على العودة، أجاب “من الطبيعي أن يكون موجوداً في لبنان”.

وأعلن نصرالله، في المقابلة الموجهة للجمهور العربي عبر فضائية “الميادين”، جهوزية المقاومة لأي مواجهة مع العدو الاسرائيلي، وقال ان المقاومة اقوى وافضل مما كانت في اي وقت، وتبني قدراتها على اساس اقتحام ما هو ابعد من الجليل الأعلى في شمال فلسطين.

ورفض نصرالله الافصاح عن اي تفصيل حول سلاح المقاومة ونوعيته، الا انه اشار الى ان المقاومة لا تضع سقفا لقدراتها البشرية أو التسليحية، تاركا للاسرائيليين أن يتخيلوا ما يمكن أن تمتلكه المقاومة برا وبحرا وجوا (من أسلحة) “وكل ما يخطر في البال وكل ما يجعلها أقوى وأقدر على صنع انتصار كبير”.

“اعتقلنا عميلا اسرائيليا”
وسئل نصرالله عن موضوع تجنيد “الموساد” الاسرائيلي أحد المسؤولين في الحزب (العميل محمد شوربة)، فأكد للمرة الأولى رسميا صحة الواقعة، وقال: “لا صلة له (شوربة) بكل البنية العسكرية للمقاومة، بل هو مسؤول قسم من أقسام وحدة، وهو لوحده وليس معه أحد، وقد اكتشفنا أنه مخترق من قبل الأجهزة الامنية الاسرائيلية وتم توقيفه واعترف بكل ما أعطاهم من معلومات وحجم المساهمة بينه وبين الاسرائيلي”، نافيا أن يكون “قد تولى مسؤولية حماية الأمين العام وهو لم يكن كذلك في أي يوم من الأيام”، أو أن يكون له علاقة باغتيال شهداء مقاومين أمثال القياديين عماد مغنية وحسان اللقيس.
وحول الوضع في سوريا، اكد نصرالله ان مقولة إسقاط النظام في سوريا والسيطرة على سوريا، قد انتهت، وشدد على أن أي حل في سوريا بمعزل عن الرئيس بشار الأسد “غير ممكن، فهو الوحيد القادر على تشكيل ضمانة تطبيق أي حل سياسي”.

باسيل يعترض على الموقف العربي
وفيما جدد نصرالله انتقاداته للسلطات البحرينية التي أقفلت أبوابها بوجه كل مبادرات الحل السياسي منذ أربع سنوات، مؤكدا اهتمامه الشخصي بهذا الملف، كان لافتا للانتباه البيان الصادر، مساء أمس، عن وزراء الخارجية العرب، وانتقدوا فيه ما وصفوها “التصريحات العدائية”، التي أطلقها السيد نصرالله بشأن الوضع في البحرين، خلال الكلمة التي ألقاها يوم الجمعة الماضي لمناسبة المولد النبوي.

وسجل لبنان ممثلا بوزير الخارجية جبران باسيل اعتراضه على البيان المقدم من البحرين، وذلك “طلباً لمزيد من الزمن والتأجيل من أجل معالجة الموضوع وعرض الأمر على الحكومة اللبنانية، وإفساحاً للمجال في الحفاظ على صفو العلاقات العربية – العربية، ولكون الموقف اللبناني الرسمي هو عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية وعدم التعرّض لها”، بحسب ما ورد في حاشية البيان الصادر عن مجلس جامعة الدول العربية.

وطالب المجلس الوزاري الحكومة اللبنانية بأن “تتخذ الإجراءات اللازمة والرادعة لضمان عدم تكرار مثل هذه التصريحات البغيضة”، معتبرا أنها “تتضمن تحريضاً واضحاً على العنف والإرهاب بهدف زعزعة الامن والاستقرار في مملكة البحرين ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية كافة”.

وقالت مصادر ديبلوماسية في القاهرة لـ “السفير” ان لبنان نجح في منع نعت “حزب الله” بأنه “منظمة ارهابية”، كما استطاع تحويل المسار من قرار يدين “حزب الله” الى بيان، وكان لافتا للانتباه أن العراق هو البلد العربي الوحيد الذي تجاوب مع طلب لبنان تأجيل اتخاذ موقف ريثما يعرض الأمر على الحكومة اللبنانية.

وأشارت المصادر الى أن باسيل كان طوال الجلسة وفي الأروقة الخارجية على تواصل مع رئيس الحكومة تمام سلام ومع قيادة “حزب الله” من جهة ومع بعض زملائه العرب من جهة ثانية.

ونقل مراسل “السفير” في القاهرة عن باسيل قوله انه اعترض على موقف الجامعة العربية من زاوية موقف لبنان الرسمي المؤكد على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأية دولة عربية “مثلما نرفض أن يتدخل أحد في شؤون لبنان الداخلية”.
وأوضح أنه ذهب للاعتراض بعدما لمس اصرارا عربيا على اتخاذ موقف، وقال: “اذا خيرنا ما بين الوحدة الوطنية اللبنانية وما بين علاقات لبنان العربية التي نحرص عليها ونتمسك بها، نختار حتما الأولى ولا نفرط بالثانية”.

المشنوق: لنعتذر من البحرين
في المقابل، دافع وزير الداخلية نهاد المشنوق عن مواقف دولة البحرين، وقال في مقابلة مع برنامج “كلام الناس” بوجوب “ان نتمتع بالجرأة للاعتذار من البحرينيين، وترك اللبنانيين بعيدا عن الأزمة”، مشددا على أهمية الحفاظ على مصالح أبناء الجاليات اللبنانية في دول الخليج.

واكد المشنوق ان الحوار بين “حزب الله” و “تيار المستقبل” خلق جوا سياسيا مريحا، معلنا في الوقت نفسه “اننا لن نترك منطقة لبنانية خارج نطاق الخطة الأمنية التي ستشمل قريبا وبتغطية سياسية شاملة منطقة البقاع وحيث يجب أن تستكمل”، وأكد أن “الضاحية الجنوبية هي جزء من الاستراتيجية الدفاعية”.

وأشار الى أن المبنى (ب) في روميه غرفة عمليات متصلة بالارهابيين في الرقة والموصل ومناطق لبنانية عدة بينها مخيم عين الحلوة.

يذكر أن “ال بي سي” عرضت شريطا لعملية الاقتحام والممنوعات المصادرة وبينها عبوة ناسفة (مع ساعة توقيت) وقنابل “مولوتوف” ووثائق تبين برامج تدريب الموقوفين على أعمال التفخيخ والتفجير على أنواعها.

السابق
عبادة العنف
التالي
معلومات جديدة عن مسلخ بيروت المؤقّت الضحايا سقطوا بتلوّث «سوكلين» و«سوكومي»