معلومات جديدة عن مسلخ بيروت المؤقّت الضحايا سقطوا بتلوّث «سوكلين» و«سوكومي»

سلّط كلام وزير الصحة وائل أبو فاعور عن مسلخ بيروت الضوء مجدداً على هذا الملف، خصوصاً لجهة الكلام الذي قاله عن الحال الصحية لعدد من العاملين سابقاً في المسلخ، وعما يسمّى “مطحنة العظام” التي تقشعر لها الابدان.

وحصلت “النهار” على معلومات خاصة عن هذين الملفين، تلقي الكثير من الضوء على مراحلهما وأخطارهما. ففي ما يتعلق بقضية الاضرار الصحية الخطرة التي تصيب العاملين في المسلخ، تشير مذكرة خطية أعدها الدكتور الياس ضومط من مصلحة المسالخ في بلدية بيروت، ووجهها الى محافظ بيروت بالتكليف ناصيف قالوش وبالتسلسل عبر مدير مصلحة المسالخ، أن منطقة الكرنتينا من أكثر المناطق تلوّثاً بيئياً ولا تصلح للسكن، ما تسبب بالاصابات الصحية في صفوف عمال وموظفي المسلخ اذ تجاوز عدد المصابين بمرض السرطان الرئوي نحو 20 اصابة توفي منهم نحو 19 شخصاً حتى تاريخ 17/1/2013، اضافة الى العديد من الاصابات المرضية (حرفياً وفق الرسالة). وتحدد الرسالة أن التخفيف من التلوث أو ازالته يكون عبر أغلاق مصادره “التي تتفاقم كل يوم والمتمثلة في معملي “سوكلين” ومركز تجميع النفايات بجميع انواعها ومركز “سوكومو” مركز فرز النفايات”. ويشير الى أن “مسلخ بيروت محاط بأخطر مصدري تلوّث، وان وضع المسلخ سيئ من الناحية الفنية الاّ أن النواتج العضوية عن عمليات الذبح ليست مصدر تلوث خطراً ويمكن حل موضوعها (…)”. وتطلب الرسالة إيجاد حلول جذرية لبيئة المسلخ وتعويض الضحايا ثانياً، وتنتهي بإحالتها على مدير مصلحة المسالخ الذي يحيلها بدوره على دائرة القضايا في بلدية بيروت للاطلاع، والتي تحيلها بدورها على دائرة الصرفيات ليعود القرار برفض صرف التعويضات.
المسألة الثانية التي يتم تداولها وتتناول “مطحنة العظم” التي يثير اسمها الاشمئزاز، في حين أنها في الواقع يجب أن تسمّى “معالجة بقايا الذبحيات” والتي تتولاها شركة “سيدر أنفرمنتال” لمديرها زياد أبي شاكر، والتي فازت بعقد معالجة البقايا الحيوانية قبل عشرة أعوام بقيمة 6600 دولار بعد موافقة الدوائر المعنية في الدولة وبلدية بيروت لمعالجة حوالى 120 طناً في الشهر، أي بمعدل 1500 طن سنوياً من البقايا مقابل عرض آخر تقدمت به “سوكلين” للمعالجة بقيمة 106 آلاف أميركي للشهر الواحد. وتتولى “سيدر” بموجب الاتفاق، تسبيخ البقايا الحيوانية (من أحشاء، وعظام وقرون) وتدويرها ومعالجتها لتصبح سماداً عضوياً للزراعة. وأخيراً رفع المجلس البلدي وبعد موافقة الهيئات الرقابية المختصة، المبلغ من 6600 دولار أي 11 مليون ليرة، الى 15 مليون ليرة شهرياً بعدما أخذت الشركة تعالج روث الحيوانات، وإثر أحتساب الفارق في سعر الوقود لمحطات المعالجة.
ويقول المعنيون في بلدية بيروت، إن المعدات التي تستخدمها “سيدر” في تصنيع السماد من البقايا الحيوانية، هي لبنانية مئة في المئة وحظيت بإعجاب خبراء وزارة البيئة والاجانب، وأن السماد الذي تنتجه هو من افضل أنواع السماد الزراعي ويوزع مجاناً على المزارعين، لكن الأهم أن العظام والبقايا الحيوانية كانت تحرق وترمى في البحر. ويبقى السؤال الكبير: “أين ترمي المسالخ الأخرى بقاياها؟”.

السابق
نصرالله مستعد للقاء الحريري.. والجامعة العربية تدين موقفه البحريني
التالي
إستيقظ من غيبوبة استمرت 12 عاماً!