تجمّع اللاجئين في كترمايا موقع ناء ومتروك

يعيش اكثر من 400 لاجئ سوري من مختلف الاعمار داخل تجمع من 52 خيمة يعرف بـ”مخيم النازحين السوريين”، نصبت على ارض خاصة قدمها مجانا عضو بلدية كترمايا (إقليم الخروب) علي طافش، وتقع في ضواحي بلدته، في ظروف صحية وانسانية صعبة كادت ان تتحول مأسوية مع وصول العاصفة زينة، وما جلبته من امطار غزيرة ورياح هوجاء هددت خيمهم، لولا تحركهم السريع الذي فرض عليهم فتح مجار للمياه ووضع “متاريس” من الاتربة والرمول حولها، وتدخل بعض المؤسسات المدنية ولا سيما منها الصليب الاحمر اللبناني الذي حضر فريق منه، بحسب اللاجئين، بعد ساعات من وصول العاصفة، وقدم مزيداً من الخيم الجديدة التي مزقتها الرياح إضافة الى بعض الأغراض الخاصة.

وفي جولة لـ”النهار” داخل المخيم، لوحظ أنه في مكان شبه معزول وبعيد جدا من الأحياء الآهلة، والطريق الترابية المؤدية اليه جرى تزفيتها. اما المقيمون فيه فغالبيتهم من النساء والاطفال، من حمص والقصير وبعض قرى ريف دمشق، وقد اجمعوا على عدم توافر أي رعاية صحية دائمة لهم، وعلى ندرة المساعدات التموينية. وطالبوا بتوفير مادة المازوت للتدفئة خصوصاً أن الكهرباء غير متوافرة في المخيم. فيما اشتكى البعض من حرمانه المساعدة المالية الشهرية التي تقدمها مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين.
اما مطلبهم الرئيسي فهو وقف الحرب في سوريا وعودتهم الى ارضهم وبيوتهم، مبدين خشيتهم من ان يصبحوا مثل اللاجئين الفلسطينيين.

الطفلة المعلمة
في محاذاة المخيم، وتحت سنديانة، يصدح صوت طفلة بالفرنسية:
ça va bien? Comment ça va
نقترب من المكان لنجد فتاة صغيرة تقف خلف طاولة خشب متآكلة، وامامها عدد من الأطفال الذين جلس كل منهم على حجر. هي براء عنتر ابنة العشر سنين التي نزحت مع عائلتها قبل نحو ثلاث سنوات من بلدتها كفربطنا في سوريا. وسبق لها ان دخلت المدرسة في مسقطها لمدة سنتين، كما سنحت لها الفرصة ان تتعلم في مدرسة كترمايا. وخلال حديثنا معها، اظهرت أنها خير مثال لأي معلمة، من حيث الانضباط وفرض شخصيتها وأدائها الجيد. تعطي كل طفل ورقة بيضاء وقلم رصاص، وتكتب لهم احرف الابجدية لنسخها مراراً، فضلا عن اسمائهم واسماء المدن والقرى السورية التي تعرفها. قالت بفخر واعتزاز: “أنا أحب مهنة التعليم، وكل ما تعلمته في السنة الأولى أعلمه للصغار في المخيم الذين لا يذهبون الى المدرسة. في سوريا كنت اعرف القراءة والكتابة بالعربية فقط، وهنا بدأت بتعلم الفرنسية واحببتها جدا، وبدأت بتدريس الصغار كل ما اسمعه واعرفه بالفرنسية!”.
وتأمل براء في انتهاء الحرب في بلادها لتتسنى لها العودة الى بلدتها ومدرستها “لأن الحياة هنا صعبة جدا ونشعر كأننا في سجن كبير”.

السابق
100 شاحنة محتجزة عند المصنع
التالي
الثلوج قطعت طرق إقليم التفاح ولامست النبطية وكفررمان ويحمر وأرنون