جنبلاط: آن الأوان لصحوة فكرية إسلامية

 

أدلى رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط بالتصريح التالي:

لا شيء يبرّر إطلاقاً الجريمة البربرية والنكراء التي إستهدفت “شارلي ايبدو” في باريس، وليس هناك أي عذر يمكن تقديمه للتخفيف من وطأة هذا العمل الإجرامي المدان والذي أستنكره بشدة.

لقد آن الأوان لصحوة ونهضة إسلامية فكرية وسياسية تعطي للإسلام مصداقية متجددة يكون من أبرز أهدافها عزل ومحاصرة تلك المجموعات التي تستفحل وتتوسع وتمارس هذه الأعمال الإجرامية التي تناقض مواثيق حقوق الإنسان وحرية التعبير عن الرأي.

إن تكرار هذه الأعمال العدائية تعطي اليمين العنصري المتطرف الذريعة لتكريس خطابه المعادي للإسلام وتتيح له أن يوظفها لمصلحته في تعزيز مناخات التطرّف السياسي وهو ما سيسبب ضرراً كبيراً على الجاليات العربية والإسلامية التي تعيش في المجتمعات الأوروبية وتعتاش من إقتصاداتها ومؤسساتها وهي المجتمعات التي إستقبلتها وفتحت لها أبوابها وأتاحت لها العلم والعمل والتقدم والعيش بعد أن غادرت بلدانها لأسباب مختلفة.

إن في هذا الواقع المستجد ما يهدد المصالح والوجود العربي الإسلامي في المجتمعات الغربيّة ومن المتوقع أن تتفاقم حدة الصراعات وتتنامى مشاعر الكراهية بما يؤدي إلى مزيد من المخاطر على المستوى الدولي برمته بما قد يعيد إنتاج نزاعات جديدة تأخذ أبعاداً واسعة النطاق وتترك آثاراً في غاية السلبية.

من هنا، فإن تطويق هذا الواقع الخطير الآخذ بالتنامي في أوروبا لا يتحقق إلا من خلال إندماج المسلمين في المجتمعات التي يهاجرون إليها وإحترام تقاليد وأصول وقوانين تلك الدول لا أن ينقلوا تقاليدهم إليها. وهذا الإندماج من شأنه أن يخفف من حالات الإحتقان المتصاعدة ويؤمن المناخات المؤاتية لبقاء الجاليات الإسلامية في تلك البلدان بدل خلق الأجواء المتوترة والمتشنجة.

ختاماً، أتوجه بالتعازي الحارة لذوي جميع القتلى الذين سقطوا في هذا الحادث الإجرامي وإلى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والشعب الفرنسي، مع ضرورة ملاحقة المعتدين وسوقهم إلى العدالة ومحاكمتهم.

السابق
تعرض العديد من المساجد لاطلاق نار منذ مساء امس في فرنسا
التالي
جريمة باريس والابعاد الخطيرة