اجتماع عوني ــ قواتي.. و«بشائر تفاهمات» في عين التينة

سعد الحريري وحسن نصرالله ونبيه بري

بدَت الصّورة الإجمالية للمشهد اللبناني أمس شديدة التناقض. فعشية الجلسة السابعة عشرة لانتخاب رئيس للجمهورية، جمع قصر عين التينة للمرة الثانية وفدي حزب الله وتيار المستقبل بحضور الوزير علي حسن خليل لاستكمال الحوار. جلسة تهدئة قابلها اشتباك سياسي بين وزراء حكومة الرئيس تمام سلام. وزير الزراعة أكرم شهّيب ووزير البيئة محمد المشنوق يتبادلان الهجمات على خلفية ملف النفايات.

فيما تستمر «المعارك بين وزير الصحّة وائل أبو فاعور ووزير الاقتصاد ألان حكيم على خلفية معالجة ملفات الفساد الغذائي.

لكن هذه الاشتباكات الكلامية لن تهدّد الحكومة، بحسب مصادر وزارية من مختلف الانتماءات، لأن بقاء الحكومة مبني على قرار استراتيجي من مختلف القوى ورعاتها الإقليميين والدوليين.

جلسة الحوار الثانية بين حزب الله وتيار المستقبل التي عُقدت مساء أمس على مدى أربع ساعات، وغاب عنها الرئيس نبيه برّي أظهرت أن طرفي اللقاء كانا «أكثر ارتياحاً بحسب ما قالت مصادرهما. وعلى عكس الجلسة الأولى لم يتخلل اللقاء عشاء «دسم، بل اكتفى المنظمون هذه المرة بتقديم «بوفيه حلويات وفواكه.

وأوضحت المصادر أن «هذه الجلسة بحثت العناوين التفصيلية المتعلّقة بتنفيس الاحتقان، من صيدا إلى طرابلس مروراً ببيروت. وقالت إنها «كانت جولة عميقة تبيّن خلالها أن الطرفين يتعاملان بجديّة مع هذا الحوار، والجميع يسعى إلى نجاحه. وقالت أوساط «المستقبل إن «الوزير نهاد المشنوق الذي تحدث مطولاً بموضوع تنفيذ الخطّة الأمنية في البقاع الشمالي طارحاً تساؤلات عن الأسباب التي تحول دون تطبيقها، ظهر أكثر اطمئناناً بعد أن لمس من الطرف المقابل تجاوباً أكبر، أدى إلى التفاهم على تطبيقها.

وفيما نفى وزير الداخلية أن يكون قد طرح موضوع «التجمعات المسلحّة لشباب الحركة في عدد من المناطق، أكدت مصادر أخرى أن الموضوع أثير بين المشنوق والوزير خليل «على هامش الجلسة، وأن النقاش بينهما لم يكُن سلبياً.

ولفتت المصادر نفسها إلى أن اللقاء لم يثمر حصول «اتفاقات، إنما يمكن القول بأنه شهد بداية تفاهمات سيكون لها تتمات وترجمات مهمّة في الجلسات المقبلة.

وجاء البيان مختصراً عن مجريات الجلسة بالقول إن «النقاش جرى حول عنوان أساسي هو تنفيس الاحتقان المذهبي، حيث حصل تقدم جدي في هذا الاطار.

وبانتظار جلسة الانتخاب المقرّر عقدها يوم غد الأربعاء دون أمل في اكتمال النصاب، علمت «الأخبار أن الحوار بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية يكتسب جدية كبيرة في ضوء السرية التي تحيط به والتكتم حول تفاصيل النقاش من الجانبين، اللذين يعولان عليه، لأنه الحوار الجدي الأول بينهما منذ أن انفجرت الخلافات بين الطرفين. وفي هذا الإطار عقد مساء أمس لقاء في منزل النائب إبراهيم كنعان جمع العماد ميشال عون ورئيس جهاز الإعلام والتواصل في القوات اللبنانية ملحم رياشي وكنعان الذي يتابع ملف الحوار مع القوات. وبحسب المعلومات، فإن من المرتقب استكمال هذه اللقاءات طوال الأسبوع الحالي لمواصلة النقاش الجدي ليتحدد في ضوئه لقاء عون ورئيس حزب القوات االدكتور سمير جعجع.

وقال كنعان لـ«الأخبار إن «تنظيم العلاقة المسيحية مساهمة أساسية لتصحيح الخلل الناتج من سوء تطبيق اتفاق الطائف منذ عام 1990 وحتى اليوم. هناك تراكم خلافات بيننا وبين القوات اللبنانية، لكننا لا نستطيع العيش في الماضي من دون المحاولة الجدية والصريحة لتجديد أطر التعاون المستقبلي، أكان ذلك من خلال تفاهم على عدد من الملفات الوطنية التي تخص المسيحيين، أو على الأقل إيجاد قاعدة عمل مشترك تضع الحقوق الميثاقية والدستورية وسيادة لبنان واستقراره فوق كل الخلافات والنزاعات السياسية.

وقال رياشي لـ«الأخبار إن اللقاء «ناقش ملفات عدة تتعلق بسيادة البلد، وصولاً إلى الهمّ المسيحي المشترك.

وأضاف أنه «وفقاً لتقدم هذه المحادثات التي تجري بسرية، فإن لقاء العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع لم يعد بعيداً، لكنه سيأتي تتويجاً للمرحلة الأولى من مراحل المحادثات بين القوات والتيار.

السابق
فتوى سعودية جنسية «غريبة – عجيبة»!
التالي
الحوار يستكمل الخطة الأمنية.. وبوصعب ينهي سجال أبوفاعور ـ حكيم