نائب من «حزب الله» مشتبه به في قضية الحريري

لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم السابع عشر بعد المئتين على التوالي.
في الميلاد، أطلقت صرخة من رأس الكنيسة المارونية وباقي المرجعيات الروحية المسيحية تسأل عمن يبدّد المخاطر المترتبة عن استمرار الفراغ، لكن هذه الصرخة في “برية” السياسة في لبنان، لا أحد يصرفها، فيستمر عدّاد الأيام والشهور، بإيقاعه البطيء، وبما يحفل به من تطورات، أبرزها الأمن.
وإذا كان العام 2014، قد دُشن بإلقاء القبض على ماجد الماجد أمير “كتائب عبدالله عزام” وانطوى على تفجيرات طالت الضاحية الجنوبية والبقاع الشمالي وضهر البيدر وفندق “دي روي” في الروشة، فضلاً عن معركتين انتهت إحداهما في طرابلس وعكار بإمساك الجيش بالأرض، فيما بقيت الثانية في عرسال مشرعة على قضية عسكريين مخطوفين ومخاطر مستمرة، فإن العام 2015، لن يكون قادراً على التحرر من الهاجس الأمني، في ظل استمرار الأزمة السورية التي توشك على دخول عامها الخامس على التوالي.
واذا كان حوار “حزب الله” ـ “المستقبل” في نسخته الأولى، في عين التينة، قد نجح في إضفاء مناخ إيجابي، خصوصاً في بيئة هذين المكونين الأساسيين، فإن المعلومات الواردة من لاهاي تشي بأن المحكمة الخاصة بلبنان، ستبقى حتى إشعار آخر، عنصراً من عناصر التأزيم السياسي الداخلي.
فقد علمت “السفير” أن قراراً اتهامياً معدلاً قد يصدره المدّعي العام نورمان فاريل ليضيف متهماً سادساً إلى المتهمين الخمسة السابقين، وذلك من ضمن لائحة تضم نحو 13 شخصاً تعرّف “الادّعاء” على هوياتهم، من دون أن يتمكن حتى الآن من تعزيز العناصر الكافية للاتهام.
ومن المفاجآت التي قد يحملها العام الجديد، وجود توجّه لدى الادعاء لاستدعاء أحد النواب الحاليين في “كتلة الوفاء للمقاومة” كمشتبه به، أو للاستماع إلى إفادته، نظراً لوجود اتصال بين رقم هاتفه الخلوي، ورقم هاتف كان يستخدمه أحد المتهمين الذين صنفوا ضمن شبكات في مسرح الجريمة وخارجه.
ومن المتوقع أن يضع المدّعي العام لدى المحكمة في الأسابيع الأولى من العام الجديد، لمساته الأخيرة على قرار اتهامي جديد في جرائم محاولة اغتيال النائب مروان حمادة، محاولة اغتيال الوزير السابق الياس المر واغتيال الأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي، وسط معلومات تُشيرُ إلى ان الأدلّة الأوّلية التي استند اليها “الادّعاء” ذات طبيعة سياسية ـــ ظرفية أيضاً، ما قد يفتح البلاد على مزيد من الاحتقان، في وقت تحاول الأطراف المعنية وفي مقدمها “حزب الله” و “تيار المستقبل”، الشروع في حوار وطني يسهم في تحصين البلاد سياسياً وأمنياً.
وعُلم في هذا المجال أن محققي الادّعاء يعملون على عددٍ من القضايا المنتقاة، في محاولة لإيجاد صلة ما بينها وبين قضية اغتيال الرئيس الحريري، ولكنهم لم يتمكنوا حتى الآن من تكوين أدلّة كافية للاتهام .

السابق
السفير : مخاوف أمنية من استهداف السجون.. وعرسال وطرابلس
التالي
المستقبل: محادثات الرابية «ودّية وجدّية» لتحديد مواطن الاختلاف