إقطع ولا تزرع…

انا اسكن في الطابق الأول، ولكن لا أدري ما هي المشكلة بين جاري الذي يسكن في الطابق الثاني وبين شجرة الأكاسيا التي تبعد حوالي عشرين مترا عن مبنانا، فكل عام ما ان تفرخ تلك الشجرة المسكينة وتبدأ تكبر وتتطاول لتقابل شرفتي حتى أفاجأ بها وأنا عائد من عملي أنها أضحت جذعا بلا أغصان، ولماذا قطعتها يا جار؟ “بتجيب برغش” يجيب. مبديا انه قام بعمل يستأهل التهنئة عليه وخلص بناياتنا من آفات وشرور هذه الشجرة الخبيثة.

الشجرة صحّة وبركة ومنظر وظل وسترة، أما في بلدنا وطن شجرة الأرز الشبه منقرضة ما خلا بضع عشرات في المحميات، يبدو ان الكراهية للأخضر متأصلة في نفوس جيل ما بعد الحرب التي لا تستمرئ الا الغبار والدخان والبارود، أما الشجر فهو ينقي أجواءنا من هذا التلوّث لبغيض الذي يبدو انه أصاب النفوس أيضا ولا يمكن ازالته الا بعلاج نفسي مكثّف.

السابق
«Selfie» خلال غرفة العمليات تتسبب في طردهم جميعاً
التالي
دريان عاد من السعودية: المملكة تدعم اي حوار