تحريك الأزمة الرئاسية مع زحمة الموفدين

انتخاب رئيس الجمهورية

وكان المشهد الداخلي توزع أمس بين استنفار حكومي وأمني لمواجهة التطورات المتعلقة بالوضع الميداني على جبهة عرسال والبقاع الشمالي وملف العسكريين المخطوفين من جهة، والحركة الديبلوماسية الناشطة في اتجاه بيروت من جهة اخرى. ومع ان أولوية الملف الامني طغت على معظم الاتصالات والاجتماعات التي عقدت في السرايا الحكومية، استرعت انتباه المراقبين والاوساط السياسية حركة موفدين ديبلوماسيين الى بيروت بدءاً بزيارة الموفد الرئاسي الروسي نائب وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط ميخائيل بوغدانوف الذي كانت له جولة واسعة من اللقاءات السياسية سيكملها اليوم. كما ان جولة واسعة مماثلة من اللقاءات سيجريها الاثنين والثلثاء من الاسبوع المقبل الموفد الفرنسي مدير قسم الشرق الاوسط في وزارة الخارجية الفرنسية فرنسوا جيرو وتتركز خصوصا على ملف الانتخابات الرئاسية . كما تصل الثلثاء الى بيروت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية فيديريكا موغيريني.
وأبرزت مصادر رسمية لـ”النهار” دلالات مهمة لهذه الحركة، اذ رأت انها تعكس تنامي الاهتمامات الدولية والاقليمية بالاستقرار في لبنان . واشارت هذه الى ان ما يعني لبنان في المقام الاول من هذه الحركة المتعددة الطرف هو ان الموفدين الاجانب يتكلمون بلغة شبه واحدة عن رغبات بلدانهم وسياساتها الثابتة حيال ضرورة الحفاظ على الاستقرار في لبنان والعمل ما امكن على تخفيف تداعيات الحرب السورية عليه ومن ثم الدفع بقوة نحو وضع حد لازمة الفراغ الرئاسي فيه. وهو أمر ظهر بوضوح في المحادثات التي أجراها الموفد الروسي الذي لفت في محطاته في اليوم الاول من زيارته توافقه التام مع كلام للرئيس ميشال سليمان عن “اعلان بعبدا”. وكان الرئيس سليمان شدد خلال لقائه بوغدانوف على “اهمية اعلان بعبدا الذي كان ليضمن تحييد لبنان ويخفف الانعكاسات السلبية للمعارك الجارية في جواره لو لم تتراجع بعض القوى اللبنانية عن تأييدها له على طاولة الحوار”. ورد بوغدانوف بان روسيا “تبدي اهتماماً لاستقرار الاوضاع في لبنان وتشجع على انجاز الاستحقاق الرئاسي وتثمن دور الجيش اللبناني والقوى الامنية في مكافحة الارهاب”. وجدد تأييد بلاده لـ”اعلان بعبدا” الذي قال “انه يصلح تعميمه على باقي دول المنطقة”.
كما كانت للموفد الروسي لقاءات مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الوزراء تمام سلام ووزير الخارجية جبران باسيل وقائد الجيش العماد جان قهوجي، ثم زار مساء النائب طلال ارسلان وعقد بعد ذلك اجتماعا مع نواب “حزب الله” وشارك ليلاً في الاحتفال الذي أقيم في الاونيسكو احياء للذكرى الـ70 لاقامة العلاقات الديبلوماسية بين لبنان وروسيا. وسيلتقي اليوم الرئيس امين الجميل والعماد ميشال عون والرئيس فؤاد السنيورة والنائب وليد جنبلاط.
وكان جنبلاط كشف عبر تغريداته في موقع “تويتر” أمس انه التقى الى عشاء في لندن “صديقه” مساعد الامين العام للامم المتحدة جيفري فيلتمان قائلاً: “أعرف أن أشخاصاً كثيرين في لبنان يكرهونه لكنني لا آبه الصديق هو صديق”. وعاد جنبلاط ليلاً الى بيروت.

السابق
النهار : البزّال شهيداً في التصعيد الإرهابي للمواجهة
التالي
بالصوت: هذا ما قاله علي البزال لوالدته قبل لحظات من إعدامه