بعد قرار اقفال «تنمية» لمخالفته الشروط…كيف ردت إدارته؟

يبدو ان حملة صحة الغذاء التي اطلقها وزير الصحة وائل ابو فاعور آخذة في التوسع لتشمل كل المنتجات من المصدر الى المستهلك. فبعد اعلان أسماء المتاجر والمؤسسات التي تبيع مواداً غذائية فاسدة، اتجّه العمل نحو مصادر الانتاج من مسالخ ومعامل وشركات وتوزيع، وكثف المراقبون جولاتهم على المعمل وكانت الحصيلة الأخيرة إقفال 5 معامل لبنة كان للبقاع الحصة الأكبر منها.

واليوم أرسل وزير الصحة كتاباً إلى وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، طلب فيه “إقفال معمل “تنمية” في البقاع بشكل موقت لمدة أسبوعين الى حين استيفاء الشروط الصحية المطلوبة”، بعد أن تبيّن لفريق الهندسة الصحية في البقاع ان شروط النظافة والصحة غير متوفرة.

و”تنمية” يعتبر من اكثر المزارع انتشاراً في البقاع، وله مكانته على مستوى لبنان، كما انه انتخب منتج العام 2012 من المستهلك اللبناني عن فئة المنتوجات الطازجة.
القرار فاجأ الادارة، ولم تتبلغه حتى الساعة رسمياً، على ما تقول رئيسة مجلس إدارة شركة “تنمية الزراعية” ريما فريجي لـ”النهار” مشيرة الى ان مراقبي وزارة الصحة اتوا منذ اكثر من شهر الى المعمل وأخذوا العينات وعادوا وابلغوهم انها مطابقة للمواصفات الصحية والمعمل بأفضل حالاته”.

وتشير الى ان ادارة “تنمية” ستزور وزير الصحة الثلثاء للاستفسار عن الامر، واستلام تقرير المراقبين، لمعرفة مكمن الخلل الذي ظهر بشكل مفاجئ، وكيفية معالجته، منتقدة الاسلوب الذي اتبع في حق “مؤسسة من اكبر المؤسسات في لبنان حيث تبلغت قرار الاقفال عبر الاعلام”.

ولم تستبعد فريجي امكان وجود خلل في مكان ما، او سوء نظافة يكون ظهر في وقت معيّن من دون علم الادارة، مشددة على أن “الشركة ستلتزم جميع الملاحظات التي ستسلمها وستعمل على تطبيقها حرفيا”.

وعما أثير عن عمل سيئ لآلة فصل اللحمة عن العظام التي يستعملها المعمل، لفتت فريجي الى ان نتائج مختبرات مستشفى “اوتيل ديو” أثبتت جودة اللحمة ما يؤشر الى حسن عمل الآلة وانتاجها صحيّ وهي تقوم بالفصل بالطريقة الصحيحة”.

وتكشف فريجي ان المعمل لا زال مفتوحاً والعمل والتوزيع لا يزالان بالوتيرة نفسها والادارة ستطلع الرأي العام على كل ما يجري وما تضمنه تقرير وزارة الصحة بكل شفافية”.
من جهتها، كشفت مصادر وزارة الصحة لـ”النهار” ان مخالفات عدّة خرج بها المراقبون وفرق الهندسة التابعة لوزارة الصحة في المعمل، مشيرة الى انه “سبق لأحد البرامج التلفزيونية ان عرض مشاهد مقززة لعملية انتاج “المارتديللا” والة طحن العظام والتي تبيّن للوزارة انها من داخل معمل “تنمية”.

وتضيف المصادر ان ادارة “تنمية” زارت الوزير ابو فاعور اكثر من مرة في مكتبه في الوزارة واجتمعت بالوزير الذي ابلغها ضرورة تسوية وضعها بأسرع وقت”، مؤكدة ان “الزيارة الاخيرة للمراقبين اثبتت ان الة فصل اللحم عن العظام لم يتم اصلاحها وما زال عملها غير كامل”.

وأضافت المصادر انه اضافة الى سوء عمل الالة المذكورة، تم اكتشاف خلل في النظافة في المعمل ومن جانب العمال كما ان الة طحن العظام لا تعمل ايضاً وفقاً للمواصفات الصحية، اضافة الى انواع من “المارتديلا” فاسدة ومنتهية الصلاحية”.

وأكدت المصادر ان الوزارة وجهت أكثر من انذار شفهي الى ادارة المعمل منذ 3 اسابيع حتى اليوم، لكن لم يتم الالتزام بالشروط، لافتة الى ان “الاقفال لتسوية الاوضاع اصبح ضرورياً لما يشكله استكمال العمل بهذه الطريقة من خطر على صحة المواطنين”.

وختمت المصادر بالتشديد على انه “في حال تم تسوية الوضع قبل الايام الـ20 المذكورة في قرار الوزير، فسيتم فتح المعمل والاعلان عن ذلك على الملأ”.

وبين تأكيدات الوزارة ونفي ادارة الشركة، وعلى امل استكمال القضية لمعرفة الحقيقة تبقى ثابتة وحيدة، هي ضياع المواطن وبقاؤه في حالة رعب، على صحته وصحة أولاده بعد كل ما يشاهده ويراه منذ حوالي شهر حتى اليوم، ويبدو انه يحجم عن “الاكل” لكي “لا يأكل الضرب”.

السابق
طهران هي من طلبت أن يكون للمحادثات النووية سقف زمني
التالي
نوير مرشح للكرة الذهبية