موسكو بعد لقاء بوتين والمعلم: لا جنيف جديداً وندعم خطة حلب

التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس وزير الخارجية السوري وليد المعلم للبحث في معاودة المفاوضات بين النظام والمعارضة. وقتل نحو مئة شخص معظمهم من المدنيين في أعنف غارات تشنها طائرات النظام السوري على مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش). وندد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بـ”وقاحة” الولايات المتحدة في الازمة السورية، مما يؤشر مجدداً بعد زيارة نائب الرئيس الاميركي جو بايدن لتركيا، لوجود خلافات بين الحليفين على هذا الملف.

وصرّح الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف ان بوتين والمعلم عقدا لقاء في القصر الرئاسي بسوتشي على ضفاف البحر الاسود وراء أبواب موصدة، تناول العلاقات الروسية – السورية. وهي المرة الاولى يلتقي الرئيس الروسي وفداً سورياً منذ بدء النزاع في سوريا. قبل أكثر من ثلاث سنوات ونصف سنة.
وفي ختام اللقاء، لم يدل الرئيس الروسي بأي تصريح تاركاً لوزير الخارجية سيرغي لافروف مهمة التحدث الى الصحافيين. وأعلن لافروف أن روسيا ستواصل دعم سوريا في مكافحة الإرهاب، مشيراً الى أن مكافحة الإرهاب يجب أن تستند إلى القانون الدولي. وقال: “يجب تنفيذ عملية مكافحة الإرهاب من دون ازدواجية في المعايير، الأمر الذي يثير تساؤلات عدة عن الائتلاف الذي يشن الغارات على (الدولة الإسلامية) من دون موافقة دمشق”. ورأى أن “رفض الولايات المتحدة التعاون مع دمشق على خلفية النجاح في إنجاز عملية نزع السلاح الكيميائي في سوريا يبدو غير ملائم”.
وأبرز على ضرورة تهيئة الظروف لمعاودة عملية التسوية السلمية في سوريا في موازاة مكافحة الإرهاب. وأكد أن موسكو تدين المحاولات لاستخدام المتطرفين في تغيير أنظمة الحكم. وأفاد أن موسكو ودمشق تتفقان على أن خطر الإرهاب هو العامل الرئيسي الذي يحدد كيفية تطور الأحداث في المنطقة.
وأضاف أن موسكو ودمشق تدعمان مبادرة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دو ميستورا للتقدم تدريجاً نحو تسوية الأزمة في البلاد من طريق “تجميد القتال” في مناطق منفردة. وأعاد إلى الأذهان أن دو ميستورا اقترح إطلاق عملية “المصالحات المحلية” من مدينة حلب، قائلاً “إنني واثق من أن النجاح في هذا المسار سيسمح بمنع وقوع مزيد من الضحايا وإعادة آلاف من المدنيين إلى حياة طبيعية”.
ورفض فكرة تنظيم مؤتمر دولي واسع النطاق في شأن التسوية في سوريا على نمط مؤتمرات جنيف. ومع ذلك ذكر أن موسكو “تعمل باستمرار مع الحكومة السورية والمعارضة على السواء من أجل إيصالهما إلى إدراك مصالح بلدهما وشعبهما”. وعن جهود الديبلوماسية الروسية لإجراء حوار بين المعارضة والنظام السوري، قال إنه “نظراً الى نقاط الخلاف التي تراكمت منذ سنوات والمحاولات المستمرة للتدخل الاجنبي في النزاع السوري فان هذا العمل ليس بسيطاً ويستغرق وقتاً”.
أما المعلم، فصرح بأن اجتماعه مع بوتين كان بناء للغاية وأن الرئيس الروسي أكد تصميمه على تطوير العلاقات مع دمشق والرئيس بشار الأسد.
ولفت مسؤول سوري كبير طلب عدم ذكر اسمه الى ان “استقبال بوتين للوفد فور وصوله يدل على الاهمية التي يوليها لهذه الزيارة لان الاجتماعات في موسكو تعقد في العادة مع وزير الخارجية سيرغي لافروف”.
وأكدت وزارة الخارجية الروسية بلغة ديبلوماسية ان تحريك العملية السلمية كان مدرجا على جدول المحادثات. وسبق للوزارة ان أصدرت بياناً جاء فيه أن روسيا “ستجدد رغبتها في اقتراح موسكو مكاناً لاجراء الاتصالات المناسبة بين مسؤولين في الحكومة السورية ومجموعة واسعة من القوى الاجتماعية والسياسية في المجتمع السوري”.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف :”لدينا الكثير من المسائل المتعلقة بالتسوية السياسية” في سوريا “ولا يمكننا بالتأكيد مناقشتها من دون السوريين، ولهذا السبب تكتسب هذه الزيارة مثل هذه الاهمية”.
وأوردت الوكالات الروسية للأنباء أنه قد يتم التطرق أيضاً خلال زيارة المعلم التي تنتهي اليوم، الى طلب دمشق الإسراع في شحن الصواريخ الروسية المضادة للطائرات “اس-300”.

استقالة آموس
وفي نيويورك، وغداة طلبها من مجلس الأمن تمديد مفاعيل القرار 2165 لإيصال المساعدات الإنسانية الى نصف الشعب السوري، قررت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون للشؤون الإنسانية والمعونة الطارئة فاليري آموس الاستقالة من منصبها.
وأعلن النبأ الأمين العام للمنظمة الدولية في بيان عبر فيه عن “الحد الأقصى من الامتنان لخدمتها المتميزة للأمم المتحدة والمجتمع الإنساني والناس المحتاجين”. وأفادت الناطقة بإسم آموس، آماندا بيت أن منسقة الشؤون الإنسانية ستبقى في منصبها حتى نهاية آذار 2015.
وعشية هذا الإعلان، عقد مجلس الأمن جلسة مغلقة استمع فيها الى احاطة من آموس في اطار المتابعة الشهرية لتنفيذ القرارين 2139 و2165.
ونقل رئيس مجلس الأمن للشهر الجاري المندوب الأوسترالي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير غاري كوينلان عن آموس ان هناك الآن 12,2 مليون انسان، أي نصف الشعب السوري، يحتاجون الى المساعدة، علماً أن الرقم كان 10,8 ملايين قبل شهر واحد فقط. وهناك 7,8 ملايين نازح، علماً أن الرقم كان 6,5 ملايين قبل شهر. ويبلغ عدد اللاجئين المسجلين رسمياً 3,2 ملايين شخص، وكان هذا العدد 500 ألف شخص قبل سنة واحدة.

السابق
ملف العسكريين: تكتّما يحجب سوء الإدارة
التالي
أهالي المخطوفين إلى التصعيد.. حزب الله ليس أقوى من الدولة