امرأة شابة تقود حزباً سياسياً عربياً؟

المرأة السودانية
اجتمع ممثلو الاحزاب الليبرالية في لبنان في مؤتمر استمر ليومين. كان لحضور الحزب الديمقراطي الليبرالي السوداني اهمية فائقة اذ تتزعمه امرأة وهي ميادة سوار الذهب

عقد في بيروت ما بين 14 و16 تشرين الثاني 2014 مؤتمر شبابي تحت عنوان «الليبرالية ودولة الرفاه» شارك فيه عدد من الأحزاب العاملة في البلدان العربية. لفتت الانتباه صبية مشاركة أتت من السودان، أنها ميادة سوار الذهب. تعمل طبيبة أمراض نفسية وفي الوقت نفسه مسؤولة الحزب الديمقراطي الليبرالي السوداني. تعرف سوار الذهب حزبها بأنه يطرح الفكر الليبرالي، ويتحده عن دولة القانون والمواطنة الفاعلة والدولة المدنية ويستهدف في نشاطه المرأة والشباب، وتحاول بناء تيار قوي للقوى الحداثوية التي تسعى إلى التغيير.

وتضيف سوار الذهب: «ينهج حزبنا طريقاً جديداً في بناء الدولة السودانية، من خلال طرح فصل الدين عن الدولة، والعمل ضد الطائفية والقبلية والتعرض للاثنيات. لذلك يقف حزبنا ضد الإسلام السياسي المسيطر على الدولة وعلى المجتمع«.

وعن اليسار السوداني وهو المعروف بانتشاره في السودان، تجيب: بأن «اليسار السوداني يحسب على القوى التقليدية، وصار أقرب إلى اليمين السياسي المحافظ لأنه لم يستطع تطوير فكره حتى يتلاءم مع احتياجات الواقع ولم يجدد من آليات عمله، ولم يؤمن مساحة ممكننة للتغيير«.

وعن الحكومة الحالية، توضح: «يسيطر الإخوان المسلمون على الحكومة الحالية، وهي التي أجرت انتخابات نيابية عام 2010 وتمثلت بغياب النزاهة والشفافية، ومنعت المعارضة من المشاركة الفعالة، وحولت الانتخابات إلى محاصصة حقيقية«.

وعن انفصال الجنوب السوداني، تشرح سوار الذهب موقفها قائلة: «نحن في الحزب ضد الانفصال، لكن علينا احترام إرادة المواطنين الجنوبيين وهذه الإرادة الانفصالية هي نتاج طبيعي للسياسة العنصرية ضد أبناء الجنوب والتي انتهجتها الحكومات المتعاقبة منذ الاستقلال. وكان أبرزها ما قامت به الحكومة الأخيرة وبتواطؤ مع المجتمع الدولي، لكننا نأمل إلى يعود الجنوب ونعيد وحدة البلاد«.

تعود سوار الذهب لتسلط الضوء على الوضع السوداني فتقول: «السودان دولة متعددة الأعراق والاثنيات في الجنوب ثقافة غير عربية مع جذور أفريقية وموروث إفريقي اصطدم مع سياسة أسلمة وتعريب المجتمع والدولة مما عمق الانقسام السوداني، وما يحصل الآن في دارفور وكردوقان هو بسبب سياسة الحكومة التي تسعى لتهميش الإقليم وفرض سياسة عنصرية ضده«.

وحول العوائق والتحديات التي منعت حدوث ربيع عربي في السودان، تشرح سوار الذهب: «استفادت الحكومة من تجربتي تونس ومصر، وأخذت إجراءات، أهمها سياسة التمكين أن تسليم كل مفاصل الدولة والمجتمع إلى الإخوان المسلمين، إذ تماهت السلطة مع الأخوان مما يجعل شروط اندلاع ثورة أو انتفاضة أصعب بكثير. كما أن السلطة استخدمت قوة مفرطة ضد أحداث أيلول 2013 حيث سقط 260 قتيلاً برصاص قوى الأمن، كانوا يتظاهرون ضد إجراءات الحكومة القاضية برفع الدعم عن المحروقات«.

تزيد: «هناك ضائقة اقتصادية في السودان حولت المواطن إلى آلة تبحث عن تأمين الاحتياجات الأساسية وهذه الضائقة تتحمل مسؤوليتها الحكومات». وعن دور المرأة السودانية، تصفه بالدور الفعال والهام، “المرأة السودانية صاحبة قرار ولها دور بادي في مختلف مجالات المجتمع، ونسبة مشاركتها في الشأن العام والعمل السياسي عالية جداً وهي تتقدم الصفوف. وضع المرأة السودانية لا يتناسب مع القوانين لذا من المهم العمل على تعديل وتطوير القوانين السودانية«.

السابق
في الحنين إلى «الاحتلال» اللطيف و«الاستعمار» الرومانسي
التالي
مالك «أكاسيا»: عميل مخدرات مزدوج لإسرائيل وحزب الله؟