مع استمرار تفاعل أزمة الفساد الغذائي عبر شبكات التواصل الإجتماعي، تجد المطاعم المعنية وشؤكات المياه الوادرة على لائحة “غير المطابقة للمواصفات” في موقف حرج.
وربما من إيجابيات هذه الفضيحة أنّها للمرّة الأولى تضع هذه المطاعم في موقف المساءلة والإحراج، وقد تجبرها على تغيير نمط تعاملها مع صحة المواطن. وقد أشار العديد من مستخدمي مواقع التواصل الإجتماعي إلى أن مطاعم صغيرة بدأت بورشة تنظيف مطابخها استباقاً لأي “مداهمة” من الوزارة.
للمرة الأولى، تجد المطاعم نفسها مدينة للمواطن بشرح، فصباح اليوم مثلاً، كان أحد المالكين لشركة مياه غير مطابقة للمواصفات يشكو عبر مداخلة في إحدى المحطات الإذاعية عبر الراديو مظلومية منتجه. وكان يناشد زبائنه “ومعظمهم من التيار الوطني”، على حدّ قوله، إلى التبليغ عن أي حالة مريبة من جراء منتج المياه الذي يقدّمه إليهم.
وفي مداخلته، استجداء سياسي مناطقي، يجعلنا نفكر لوهلة بارتباط الفساد التجاري والصناعي في لبنان بـ”الحماية السياسية”. ومن المضحك أيضاً إعلان Hawa Chickenعن عرض جديد: “مع كل سندويش chicken rokka light سندويش شاورما أو دجاج مجاني”، خصوصاً أن اسم Hawa Chicken ورد بين الأغذية الفاسدة. فهل بدأت المنافسية بين المطعم المذكور والوزير ابو فاعور؟
المطاعم اليوم، التي لا نشك أنّها معظمها تستخف بصحتنا لتتوافق مع نمط العيش الاستهلاكي، في موقف محرج. الآن بات الزبون ملك الساحة وهمّها رضاه، فربّ ضارّة نافعة.
