البقاع يغلي بعد جريمة آل جعفر.. والنوّاب مستقيلون من دورهم

دير الاحمر
هل ستتجه الامور نحو التصعيد بين بلدة دير الاحمر المسيحية والقرى الشيعية المحيطة بها؟ خصوصا إذا لم يتمّ تسليم القتلة من آل جعفر؟ الجناة الذين قتلوا نديمة وصبحي فخري؟ أم أن المصالحة ستجد طريقها كما هي عادة العشائر؟ وأين يقف نواب البقاع ووزرائه من هذه الحادثة؟

بسبب غياب الدولة، اشتهرت منطقة البقاع بمعظم أصناف الخروج على الدولة، من الاتجار بالمخدرات الى زراعتها والسرقات والقتل والخطف، مرورا بالثأر العشائري… ومن آخر وجوه الفلتان ما قام به أفراد من آل جعفر. إذ انتهكوا حرمة منزل آل فخري في بتدعي – دير الاحمر وقتلوا ربّة المنزل نديمة فخري وزوجها صبحي فخري وأصابوا ابنهما روميو الذي لا يزال يُعالج في مستشفى دار الامل الجامعي.
لم يخرج الامر عن السيطرة حتى الآن، ربما بسبب رسائل التهدئة خوفا من انفلات الشارع بين القرى المسلمة والقرى المسيحية لأن القاتل مسلم والضحايا مسيحيون. هذا بالاضافة الى ان آل فخري لم يعمدوا بعد الى اي أعمال شغب او قطع طرقات كما هي العادة الدارجة مؤخرا في لبنان. بل جلّ ما قاموا به هو اعتصام لوجهاء البلدة استنكاراً للجريمة. والدعوة الى الاقتصاص من القتلة الذين دخلوا منازل آمنة وطلبوا الاحتماء بالعائلة التي رفضت ايواء هاربين من وجه العدالة فما كان الا ان دفعت هذه العائلة ثمن ايمانها بالدولة.
هذا الفلتان دعا الى محاصرته عدد من القيادات السياسية والشعبية من اجل الحد من الاجرام. لكن الى اليوم لا يمكن للجيش اللبناني الدخول الى عدد من المناطق البقاعية بسبب عدم رفع الغطاء السياسي عنها. اضافة الى ان دخوله الى بعض المناطق يسبقه تحذير من بعض الاطراف السياسية فيعمد المطلوبون الى الفرار باتجاه الجرود.
فكيف ستُحل اذن هذه الازمة بين قريتين قريبتين وفي منطقة واحدة ومحيط واحد وإهمال واحد؟ ومتى سيُلقَى القبض على المجرمين؟ وهل سيموت الحقّ كما مات صاحبه؟ علما انّ عشيرة آل جعفر عقدت اجتماعا في حي الشراونة ببعلبك في منزل ابو حاتم جعفر، وأسفت في بيان اصدرته لاستشهاد السيدة نديمة فخري وزوجها صبحي فخري، متمنين “الشفاء العاجل لابنهما روميو”.
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل بيانات الاسف ستردّ ربّ الاسرة الى أسرته والأم الى اولادها؟ وهل انّ عشيرة آل جعفر كانت ستطالب بتسليم القتلة الى الدولة وتوقف رجالها عن الثأر في حال كان الضحايا من آل جعفر؟
في المقابل أعلن ياسين علي جعفر، نجل النائب الراحل علي حمد جعفر، أنّ “ما حصل في البقاع يُشكّل كارثة على جميع ابناء المنطقة”، وعزا نشاط هذه العصابة المطلوبة للقضاء والعدالة في حي الشراونة ودار الواسعة واماكن اخرى الى “أعمال الفوضى وعدم التفات الدولة والحكومات المتعاقبة الى هذه المنطقة والاهتمام بأهلها”. كما اتهم نوّاب بعلبك الهرمل بالتقصير في عملهم.
من جهته رفض المونسنيور حنّا رحمة بيان عشيرة آل جعفر، واصفاً اياه ببيان “التعمية، وكأنهم يقتلون القتيل مرتين”. وطالب آل جعفر بتسليم المجرمين الى العدالة والا فهم ذاهبون الى الاسوأ.
وكان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع قد دعا أهالي ديرالاحمر إلى المحافظة على هدوئهم وعلى السلم الاهلي، والا يقوموا باي عمل يُخلّ بالامن.

السابق
خلافات حزبية تقفل مدرسة شوكين الرسمية
التالي
أي لون شعر يناسب بشرتك؟