الحركات الاسلامية وبدء المراجعة الحقيقية: هل يأتي الغيث من ماليزيا؟

نقلت بعض وكالات الانباء عن انعقاد المنتدى التأسيسي الاول للحركات الاسلامية في العاصمة الماليزية (كوالالمبور) بحضور عدد كبير من قادة الحركات الاسلامية، كما شارك في المنتدى رئيس وزراء ماليزيا السابق مهاتير محمد، وافادت التقارير الواردة من ماليزيا ان جلسات المنتدى شهدت نقاشات حامية حول التجربة الاسلامية في الحكم ومفهوم الدولة المدنية وشعار “ان الاسلام هو الحل”، ولفتني في التقرير ما قاله نائب رئيس الجمهورية السوداني السابق علي عثمان طه: ان شعار “الاسلام هو الحل “لم يحقق العدالة الاجتماعية ولم يخلق برنامجا للعدالة الاجتماعية لان الحركات الاسلامية تعاملت ببساطة مع قضايا المجتمع.

وقال القيادي الاسلامي الاردني زكي بني ارشيد( والذي انتخب امينا عاما للمنتدى): ان من مهام المنتدى القيام بمراجعات عميقة وجذرية للموروث الفكري والفقهي في الاسلام خاصة في ظل بروز او نشوء حركات او مؤسسات تقوم بممارسات تتناقض مع تعاليم الدين الاسلامي والمقاصد الكلية للشريعة.

وفي ختام المنتدى صدرت مجموعة مهمة من التوصيات دعت الى دراسة تجارب الحكم في العالم الاسلامي والاعتراف بالتنوع ودعوة علماءومفكري الامة للانخراط في جهد علمي وفكري جدي لتحرير الفقه السياسي من شوائب الاستبداد ومن انماط الحكم المتخلفة ولاقامة انظمة حكم عادلة وراشدة.

ان تأسيس هذا المنتدى والبدء بنشاطاته الفكرية والعملية يشكل خطوة مهمة في مسيرة الحركات الاسلامية وبدء المراجعة النقدية  الحقيقية بعد سلسلة الاخفاقات التي واجهتها هذه الحركات سواء كانت سنية او شيعية.

و لم تتوفر معلومات تفصيلية حول وجود شخصيات فكرية او سياسية من ايران ومن العراق ومن لبنان وخصوصا من قبل الحركات التي شاركت في الحكم كحزب الله وحزب الدعوة الاسلامية، وهل جرى تقييم تجربة الجمهورية الاسلامية الايرانية وتركيا ،لكن  مجرد انعقاد المؤتمر يعطينا الامل بان الاسلاميين بدأوا يدركون الحاجة للمراجعة والنقد الذاتي.

ولذا فان المطلوب ان يشكل انعقاد هذا المنتدى في ماليزيا البداية وان تنتقل اعماله الى كل الدول العربية والاسلامية وان لا يبقى بعيدا عن الرأي العام العربي والاسلامي وان يتم تسليط الضوء على اعماله ونشاطاته لأننا اليوم بحاجة الى كل جهد فكري نقدي وعسى ان تلتقي هذه الجهود مع بقية الجهود العربية والاسلامية لتصحيح المسار الاسلامي ووقف حرب الاستنزاف التي نواجهها اليوم.

وكما كانت ماليزيا سابقا رائدة في التنمية وتقديم نموذج  مهم في الحكم والادارة فلتكن رائدة في اطلاق المراجعة النقدية للحركات الاسلامية.

السابق
 صفقة أبو فاعور: فتح الطرق مقابل «التمييز»
التالي
جمال دفتردار يعترف أنه العقل المدبر والتثقيفي للعمل الانتحاري