دي ميستورا وخطة حلب: التركيز على محاربة الإرهاب

كشف المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، أمس، عن ملامح خطة «تجميد» القتال في حلب، والتي تهدف إلى التركيز على «التهديد الحقيقي للإرهاب، كما حدده قرار مجلس الأمن الدولي، وخفض العنف للتخفيف من معاناة الناس، كمقدمة في اتجاه بناء حل سياسي» للأزمة السورية.

وفي الوقت الذي كان دي ميستورا يعلن أن دمشق تبدي «اهتماماً بنّاءً» باقتراحه «تجميد» القتال في حلب، حتى رفض قائد «المجلس العسكري للجيش السوري الحر» في المدينة العميد زاهر الساكت هذا الاقتراح، عبر وضع أربعة شروط تعجيزية.
ميدانيا، نجح المقاتلون الأكراد، الذين يدافعون عن مدينة عين العرب (كوباني) السورية في استعادة السيطرة على شوارع وأبنية في جنوب المدينة الحدودية مع تركيا اثر اشتباكات مع عناصر «داعش».
وانتقلت عدوى الاغتيالات إلى مدينة درعا، التي شهدت أمس اغتيال أحد أبرز قدامى «الأفغان السوريين» الشيخ أحمد كساب المسالمة، الذي يعرف بلقب أبو محمد السوري، وذلك على يد مجهولين في منطقة الشياح. وجاء مقتله في اليوم الذي تم فيه التوقيع على ميثاق «دار العدل» بين غالبية الفصائل المسلحة في درعا، بما فيها «جبهة النصرة» و«الجيش الحر» و«جبهة ثوار سوريا».
وكان المسالمة من قيادات تنظيم «الطليعة المقاتلة» في الثمانينيات قبل أن يغادر إلى أفغانستان ويقاتل تحت راية تنظيم «القاعدة» هناك، حيث ربطته علاقات قوية مع كبار قادتها مثل عبدالله عزام وأسامة بن لادن وأيمن الظواهري. ومع اندلاع الأحداث في سوريا عاد المسالمة إلى سوريا، حيث شكّل مجموعة مسلحة لا تحمل اسماً، وتعرف بنسبتها إليه فقط.
وذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» أن دي ميستورا ووزير الخارجية السوري وليد المعلم بحثا النقاط المتعلقة بمبادرة المبعوث الأممي. وأضافت «اتفق الجانبان على مواصلة التشاور بينهما للوقوف على نتائج اتصالاته، بهدف العمل على بلوغ مبادرته لأهدافها المتضمنة عودة الاستقرار إلى حلب وتأمين الخدمات اللازمة لعودة الحياة الطبيعية في المدينة وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى محتاجيها».
وقال دي ميستورا، في مؤتمر صحافي في دمشق قبيل سفره إلى القاهرة، «لقاءاتي هنا مع الحكومة والرئيس (بشار) الأسد منحتني شعورا بأنهم يدرسون بجدية كبيرة اقتراح الأمم المتحدة»، مضيفا أن «الرد الأولي للحكومة السورية يعبر عن اهتمام، اهتمام بنّاء».
وتابع «هم (السلطات السورية) ينتظرون اتصالنا بالأطراف المعنية الأخرى، والمنظمات الأخرى والناس والأشخاص الذين سنتحدث إليهم من اجل ضمان إمكانية المضي بهذا الاقتراح إلى الأمام». وقال «اعتقد أن اقتراح الأمم المتحدة المتعلق بتجميد (القتال) من أجل حلب هو اقتراح متماسك وواقعي».
وأوضح دي ميستورا بعض ملامح مقترحه، وهي «الحاجة للتركيز على التهديد الحقيقي للإرهاب كما حدده قرار مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة. ثانيا لخفض العنف. ثالثا، من خلال خفض العنف نحاول الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس الذين يعانون من هذا الصراع المستمر في داخل سوريا وفي خارجها، آملين أن نخفف معاناتهم ونجعلها لبنة في اتجاه بناء لحل سياسي».
وحول إمكانية التوصل إلى حل سياسي سلمي مع استمرار الدول الغربية والعربية بدعم المسلحين في سوريا، قال دي ميستورا إن «الجميع يشعر أنه آن الأوان للتركيز على المعركة ضد إرهاب داعش والنصرة، ومنح الأولوية للحل السياسي وليس العسكري».
وأشار إلى انه جرى اختيار حلب بسبب أهميتها الاقتصادية ورمزيتها التاريخية. وقال إن «حلب ليست بعيدة عن احتمال الانهيار، وعلينا أن نقوم بشيء قبل أن يحدث ذلك». وأكد أن اقتراحه «ليس بديلا عن الحل السياسي، لكنه يدفع الأمور في هذا الاتجاه».
وكان دي ميستورا قال، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بثت أمس، إن «التهديد المشترك الذي يمثله مقاتلو الدولة الإسلامية (داعش) على كل فصائل سوريا المتنازعة ربما يساعد على حمل الحكومة والمعارضة المسلحة على عقد اتفاقات محلية لوقف إطلاق النار»، مضيفا أن «الدولة الإسلامية يزعزع استقرار الجميع».
وعن السبب الذي سيدفع كلا من الحكومة والمجموعات المسلحة الى القبول باتفاقات محلية لوقف إطلاق النار، قال دي ميستورا «هناك عامل واحد أساسي. ما هو؟ إنه داعش. الدولة الإسلامية في العراق والشام. الإرهاب». وأضاف «ثانيا، ما من منتصر (في الحرب). أتعتقدون أن طرفا قد يفوز (بهذه الحرب)؟ الحقيقة هي أن لا أحد (سيفعل). ولهذا السبب نطرح فكرة البدء بنموذج واحد أساسي على الأقل هي حلب».
من جهته، قال «قائد المجلس العسكري للجيش الحر» في حلب العميد زاهر الساكت «لقد رفضنا التفاوض مع النظام، ورفضنا الاستماع إلى مبعوث الأمم المتحدة لتجميد القتال في حلب، قبل تحقيق الشروط الأربعة التالية: تسليم مجرمي الحرب الذين استخدموا الكيميائي على السكان المدنيين، وخروج المليشيات الإرهابية الطائفية من سوريا، وإيقاف براميل الموت والطائرات، والإفراج عن المعتقلين من سجون الإرهابي بشار الأسد وخاصة النساء».

السابق
مرشح «حزب الله»… وطهران ودمشق
التالي
درباس : الفلتان الأمني انعكس على ملف سلامة الغذاء