قياديان إرهابيان في قبضة الجيش.. عون: حوارنا مع الحريري توقف

كتبت صحيفة “السفير” تقول : لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم السبعين بعد المئة على التوالي.
العين مفتوحة على طول الحدود مع سوريا، من جرود عرسال الى جبل الشيخ، لمنع تسرب المسلحين الى الداخل اللبناني، حيث تمكن الجيش أمس في وادي حميد من تحقيق إنجاز جديد، تمثل في توقيف رئيس المجلس العسكري للجيش السوري الحر في القلمون العقيد عبدالله الرفاعي الذي حاول التسلل متخفياً بهوية مزورة.

كما علم أن معاون الموقوف أحمد سليم ميقاتي، الذي اعتقلته مخابرات الجيش، هو من المساهمين في تحضير مجموعات إرهابية كانت تُعد لدور في مدينة طرابلس، في وقت بدا للمحققين أن اعترافات العسكري الفار خالد شميطة هي أهم من تسليم نفسه، خصوصاً لجهة كشفه عما كان يحضره شادي المولوي وأسامة منصور.

واستطاعت منطقة حاصبيا ـ العرقوب ـ راشيا احتواء تداعيات المواجهة الدامية التي حصلت على المقلب الآخر من جبل الشيخ، على قاعدة أن ما يحصل في سوريا ينبغي أن يبقى فيها، وأن الجيش هو المولج باتخاذ ما يراه مناسباً من إجراءات لحماية المنطقة التي كانت عرضة خلال الساعات الـ48 الماضية لموجة من الشائعات، تمكَّن العقلاء في الطائفتين الدرزية والسنية وفي الأحزاب، من لجمها.

سلام مطمئن

وفي هذا الإطار، أكد الرئيس تمام سلام اطمئنانه الى الإجراءات التي اتخذها الجيش اللبناني عند الحدود الجنوبية ـ الشرقية لمنع انتقال التوتر العسكري من المناطق السورية المتاخمة للحدود في جبل الشيخ، الى الداخل اللبناني.

وقال سلام لـ”السفير”: في ظل الأوضاع غير المريحة في سوريا وعند الحدود، فإن مثل هذا التوتر أمر منتظر، لكن ما يهمنا هو حفظ الأمن والاستقرار في لبنان، ومنع تمدد التوتر الى مناطقنا، وهناك جهوزية لدى الجيش اللبناني عبر الحدود لمنع انتقاله وحماية أمن المواطن، وما يتوجب علينا كحكومة وجيش فعلناه.

وحول تطور المفاوضات في قضية العسكريين المخطوفين، قال سلام: هناك تقدم يحصل، والأمر صعب ومعقد ودقيق وحرج، لذلك نعمل بصمت مع خلية الأزمة واللواء عباس إبراهيم للخروج بنتائج إيجابية، والكتمان أفضل وسيلة للمعالجة وجزء اساسي من عملية التفاوض الآن، لذلك لا نفرج عن المعلومات التي نملكها.

وفي سياق متصل بالمواجهة مع الإرهاب، نقل اللواء جميل السيد عن الرئيس السوري بشار الأسد قوله إن الظروف الحالية باتت أكثر ملاءمة لمواجهة الإرهاب العابر للحدود بين لبنان وسوريا، معتبراً أن التنسيق في هذا المجال بين الجيشين اللبناني والسوري من شأنه أن يخفف الأعباء الأمنية عن البلدين وأن يساهم في تعزيز أمن لبنان واستقراره.
وكان الأسد قد التقى السيد أمس وتداول معه في الأوضاع المحلية والإقليمية “والإنجازات التي يحققها الجيش العربي السوري في مواجهة الإرهاب بما يؤدي الى تهيئة المناخات الملائمة للحل السياسي في سوريا”. كما جاء في بيان صادر عن المكتب الإعلامي للسيد.

عون “ينتفض”
وفيما يُنشر قانون التمديد لمجلس النواب الثلاثاء بحيث يصبح نافذاً، قال العماد ميشال عون لـ”السفير” إن الهدف الحقيقي من التمديد هو منع تغيير الأكثرية الحالية، وبالتالي استمرار التحكم باستحقاق انتخاب رئيس الجمهورية، متسائلاً: من أين أتوا بمعادلة أنه لا يجوز إجراء الانتخابات النيابية قبل انتخاب الرئيس؟

وأكد أنه كان سيحصل على أكثرية مسيحية مريحة، لو تمت الانتخابات. وتابع: إنهم لا يريدون الانتخابات النيابية تحسباً لنتائجها، خصوصاً أن التقارير الموجودة لدى إحدى السفارات الكبرى في لبنان أظهرت أن أي انتخابات الآن ستكشف عن تراجع في التمثيل الشعبي لأحد أبرز التيارات السياسية على الساحة السنية. أما في المناطق المسيحية، فقد بيّنت استطلاعات الرأي التي يجريها الخصوم، قبْلنا نحن، أن شعبية “التيار الوطني الحر” ارتفعت بشكل ملحوظ.

وعما إذا كان يتوقع ان يترك الانقسام حول التمديد تداعيات على العلاقة مع “حزب الله”، قال: ما يجمعنا مع الحزب أمتن من أن يفرقه التمديد، ومن يتصور أنني سأصبح ضد المقاومة، لأنهم صوتوا الى جانب التمديد، هو واهم ولا يعرفني جيداً. المقاومة بالنسبة إلي خيار إستراتيجي لا يتأثر بالملفات السياسية الظرفية. أكثر من ذلك، أنا أقول إنه إذا كانت تجمعنا منذ عام 2006 وثيقة تفاهم مع “حزب الله”، فإننا والحزب أصبحنا اليوم في مرحلة “تكامل الوجود”، لأننا نواجه معاً خطراً تكفيرياً وجودياً الى جانب الخطر الإسرائيلي.

وأشار إلى أن “الحوار مع الرئيس سعد الحريري حول رئاسة الجمهورية توقف، لأن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل وضع فيتو على إسمي. وللعلم، أنا كنت قد سألت الرئيس الحريري في بداية الحوار معه عما إذا كان لديه غطاء من المملكة العربية السعودية للذهاب في هذا الحوار حتى النهاية، فأكد لي ذلك، لكن عندما حانت لحظة الحقيقة وكنا ننتظر منه الجواب النهائي، راح يماطل، ليتبين لنا أنه لا يملك التفويض اللازم”.

وشدد على أنه ليس مستعداً للبحث في إسم آخر للرئاسة، مشيراً الى أن الخروج من الواقع المقفل، يكون بواحد من الخيارات الآتية: إجراء انتخابات نيابية تليها الرئاسية، او تعديل الدستور لإفساح المجال امام انتخاب الرئيس مباشرة من الشعب، وفي هذه الحال سيكون لدينا رئيس الاسبوع المقبل، أو إنجاز تسوية وطنية يتولى المجلس الحالي تظهيرها، مع التشديد على أن أي تسوية لا يمكن ان تتحقق من دون التسليم بوجوب انتخاب رئيس يملك حيثية شعبية .

الى ذلك من المتوقع أن يطل الحريري قريباً في مقابلة تلفزيونية، يُنتظر وفق أوساط مطلعة، أن تتضمن كلاماً سياسياً جديداً.

السابق
ريفي: لن نسمح لداعش بدخول طرابلس ولا تستطيع الدخول الى جونية
التالي
تسليح الجيش: باريس تصرّ على البقشيش