من هو أحمد حويلي ولماذا انتقل من قراءة العزاء إلى الاغاني؟

في تحوّل عكسي نادرا ما يحصل هذه الايام، تحوّل قارئ العزاء الشيخ احمد حويلي ابن بلدة حداثة الجنوبية الى فنان يطلق الاغاني ويصور الفيديو كليب. كيف تم ذلك؟

سابقا كان الفنانون في مصر يأتون غالبا من مجالس قراءة القرآن والاناشيد والادعية ليصبحوا مطربين ومن هؤلاء الفنانة الكبيرة ام كلثوم والفنان الشهير الشيخ إمام. ولا زال بعض مطربي اليوم يتدربون على قراءة القرآن من اجل تعلم اللفظ الصحيح ولفظ مخارج الحروف.
لكن في زمن التشدد الديني والابتعاد عن التأثير اليساري على المجتمع صرنا نشهد تحول الفنانين والفنانات الى التدين والاعتزال وهناك اسماء كبيرة جدا في مصر ولبنان اعتزلت و”تابت” وتحولت الى العزلة بعيدا عن الجمهور، ومنهم من تحول الى الانشاد الديني كالفنانة نهاد فتوح مثلا، والمنشد محمد رمال الذي بات المنشد الاشهر بعد ان مارس الطرب والغناء بالإضافة الى فضل شاكر.
لكن في زمن العجائب خاصة بالنسبة لشاب في بداية حياته العادية والفنية فقد تحوّل قارئ العزاء احمد حويلي من قارئ عزاء الى مطرب يغني الاغاني ويشارك في عدد من الاحتفالات الصوفية وتصوير الفيديو كليب وغيره..
ففي بحث بسيط على(غوغل) يتوفر امام الباحث اخبار الشيخ احمد حويلي الفنية المنتشرة بلنكات تفصيلية منها أغنية اهداها للجيش اللبناني بعنوان “شرف كبير” وهي من كلمات فادي الراي وألحان زياد بطرس. واخرى بعنوان “سَجَدَ” من كلمات محمد طالب، ألحان وتوزيع غسّان الرحباني، أما إخراج الكليب فكان من توقيع المخرج سام كيال.
والمستهجن ان التعاون الفني امتد بين أحمد حويلي وغسّان الرحباني الى مديات متعددة ولم يقتصر فقط على التلحين والتوزيع. ولا بد أن نطرح علامة إستفهام حول إهتمام الرحباني بحويلي. وعن سر الانتاج ومن هو المنتج ومن اوصل حويلي الى عالم الفن الذي يشكو منه اصحابه اصلا لما يحمل من فساد وكساد وغيره..

ويطل حويلي كما هو ظاهر من الاغاني التي اطلقها حتى الان على الأزمات الانسانية والسياسية والاجتماعية منها عمل فني بعنوان “كم روح” من كلمات أحمد ماضي، وألحان عادل العراقي وتوزيع مارك عبد النور. وهو عبارة عن صرخة مواطن يعاني من أزمة اجتماعية، سياسية أو انسانية. وقد صورتها له بطريقة الفيديو كليب المخرجة رندلى قديح.
وعن سبب تحوله من قراءة القرآن والعزاء و(المشيخة) الى عالم الفن والطرب والفيديو كليب قال بعض عارفيه انه كان على علاقة جيدة مع جمعية “رسالات” التابعة لحزب الله الا انه اختلف معهم ماديا بسبب مشروع فني كان قد أحضره معه من قطر لتنفيذه في لبنان، لكن “رسالات” لم تنفذ هذا المشروع معه. اضافة الى انه مرّ بأزمة صحية كبيرة لم يجد من يسانده من المعنيين في الحزب، فقطع علاقته بهم وتحول الى الجو النقيض واستقل عنهم في العمل الفني كما هو حال المنشد علي بركات الذي يصدر اناشيده على حسابه الخاص كما صرح لـ”جنوبية”.
الا ان احمد حويلي ظل متابعا لعمله الانشادي الديني حيث اصدر في العام 2012 بالتعاون مع السيد حجازي حجازي اصدارا جديدا بعنوان عمر الاربعين، والذي يحوي اناشيد عديدة منها: عمر الأربعين، قبور العائلة، أنا الزهراء، أبي أطفىء، حديث الفرات، هلال المحرم، رحلت في سكينة، رثاء. وكان قد أدى الانشاد الصوفيّ مع فرقة التراث الموسيقي العربي على مسرح المدينة في بيروت.
واليوم وبحسب مقربين منه فقد عاد الى ممارسة قراءة العزاء حيث قرأ خلال عاشوراء هذا العام مجالس عزاء طيلة الايام العشرة.
واللافت هو التحول في الالتزام الديني لفترة وجيزة ثم العودة الى القواعد سالما او الجمع بين الخطين الذين يتناقضان معا. والسؤال هل ان الالتزام الديني له خلفياته الشخصية ام انه قناعات مترسخة لدى الملتزمين؟

السابق
المحافظ يزيل بسطات الفقراء من الميناء .. الأمن ممسوك؟
التالي
البيعة على طريقة المير مجيد !