النهار : 14 آذار نحو تسمية «توافقي» بعد التمديد

14 آذار

علمت “النهار” ان الجهود المبذولة لاحداث اختراق جدي في جدار ازمة الانتخابات الرئاسية ستدخل مرحلة ثالثة مهمة في المدى المنظور تتمثل في اعلان قوى 14 آذار دعمها لمرشح توافقي بالاسم مما ينزع أية ذريعة عن وجود منحى تحدٍ لدى هذه القوى. وتأتي هذه المرحلة بعد مرحلتين سابقتين هما: إعلان مبادرة لهذه القوى تقوم على ترشيح رئيس حزب “القوات اللبنانية” لرئاسة الجمهورية واستعدادها للسير بمرشح توافقي، لكن ذلك اصطدم برفض فريق 8 آذار الذهاب الى جلسة انتخاب رئيس للبلاد ما لم تضمن فوز العماد عون. والثانية تمثلت في أخذ الرئيس سعد الحريري على عاتقه السعي الى تمديد ولاية مجلس النواب بعدما ذهب الحلفاء وغير الحلفاء في إتجاه إجراء انتخابات نيابية قبل الانتخابات الرئاسية مما يهدد الدولة بمخاطر الانحلال، فأكد ان لا انتخابات نيابية قبل الانتخابات الرئاسية متلاقياً مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في هذا الموقف. من هنا كان لقاء الرئيس الحريري والبطريرك الراعي في روما محطة مهمة في هذا المسار. وفي هذا اللقاء شرح الحريري اخطار الفراغ النيابي بعد الفراغ الرئاسي اذا لم يتم التمديد للمجلس. ولكن في المقابل، كان البطريرك شديد القلق من ان يؤدي التمديد الى حال استرخاء ولا مبالاة حيال إجراء الانتخابات الرئاسية.
وفي هذا الاطار علمت “النهار” ان الحريري قدم للبطريرك تعهداً حاسماً أن لا تراجع عن السعي الى اجراء الانتخابات الرئاسية بعد التمديد. وهذا ما سيترجم فور انجاز التمديد لولاية المجلس بالتحضير لإعلان 14 آذار اسم المرشح التوافقي الذي تدعمه بما يشبه المبادرة التي أتت بالعماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية في الدوحة عام 2008. هذه المعطيات المتداولة لا تعني ان ما حصل عام 2008 سيحصل هذه السنة. فالامور تفيد ان “حزب الله” ليس في وضع شبيه بما كان عامذاك. لكن المبادرة المرتقبة من 14 آذار ستحقق عدداً من الاهداف: الوفاء بالالتزام الذي قطعه الحريري للراعي، والاستجابة لمخاوف جعجع التي عبر عنها، أخيراً من ان انسحابه من السباق سيؤدي الى تعقيد الامور ما لم يعلن البديل، وإعطاء الأفرقاء الاخرين الدليل على ان هناك فرصة لعبور لبنان الاستحقاق الرئاسي على قاعدة لا غالب ولا مغلوب الشهيرة. ويأمل الذين يواكبون هذا المسعى في ان ينجح مسعى 14 آذار الجديد وإلا فان لبنان والعالم سيعرفان من لا يريد ان يعبر لبنان هذا الاستحقاق.

السابق
عواصف وامطار غزيرة حولت طرقات عكار الى بحيرات وانهر
التالي
السفير: «خلايا نائمة» في الشمال وقاتل الضابط الجمل قيد التوقيف