كوباني لا تزال تقاوم بعد شهر من المعارك

شنت القوات الاميركية الاربعاء والخميس 14 غارة جوية على جهاديي تنظيم “الدولة الاسلامية” قرب مدينة كوباني في شمال سوريا، وطالب المسؤول الكردي السوري ادريس نعسان المجتمع الدولي بالسماح بدخول أسلحة الى المدينة المعروفة ايضاً بعين العرب والتي قال إنها لا تزال في خطر على رغم تقدم بسيط للمقاتلين الاكراد.

قالت القيادة المركزية الاميركية إن طائرات أميركية شنت 14 غارة على أهداف لتنظيم “الدولة الإسلامية” قرب كوباني يومي الأربعاء والخميس، مشيرة الى أن هذه الغارات أبطأت على ما يبدو تقدم التنظيم المتشدد، لكن “الوضع الأمني على الأرض في كوباني لا يزال هشا”.
واوضحت في بيان ان الغارات دمرت خصوصا 19 مبنى يحتلها الجهاديون ومركزين للقيادة. وأضافت أن الهجمات الأخيرة تستهدف تعطيل جهود التعزيز والإمداد للتنظيم ومنعه من “حشد القوة القتالية ضد المواقع الخاضعة لسيطرة الأكراد في كوباني”.
وشنت الطائرات الاميركية أكثر من 100 غارة جوية على المتطرفين في التنظيم في محيط كوباني منذ نهاية ايلول.
لكن مصير المدينة التي صارت في العالم أجمع رمزاً لمكافحة “الدولة الاسلامية”، يبقى غامضا بعد شهر من المعارك الطاحنة.
وبلغ الامر بالجهاديين حد احتلال نصف المدينة، لكن المقاتلين الاكراد استعادوا على ما يبدو هذا الاسبوع السيطرة على بعض الاحياء بفضل كثافة الغارات الجوية الاميركية.
وخلال السلسلة الاخيرة من الغارات التي تدخل في اطار عملية “العزم التام”، لم يعلن الاميركيون استهداف مواقع للجهاديين في العراق.
وقال “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له إن تكثيف الغارات الجوية التي يشنها الائتلاف الدولي أبطأت تقدم المتشددين في كوباني.
وكانت وزارة الدفاع الاميركية “البنتاغون” أفادت الاربعاء أن الغارات قتلت مئات من مقاتلي “الدولة الإسلامية” حول كوباني، لكنها حذرت من أن المدينة لا تزال مهددة بالسقوط في أيدي التنظيم.

662 قتيلاً
الى ذلك، أفاد المرصد أن 662 شخصاً، غالبيتهم من عناصر “الدولة الاسلامية” قتلوا منذ بدء المعارك في كوباني في 16 أيلول.
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن 374 من مسلحي التنظيم قتلوا في الاشتباكات، فيما سقوط 258 مقاتلا من “وحدات حماية الشعب” الكردية، وتسعة مقاتلين اكراد آخرين، ومتطوع قاتل الى جانبهم، و20 مدنياً كردياً، مشيراً الى أن حصيلة قتلى المعارك هذه لا تشمل الذين قتلوا في غارات الائتلاف الدولي على المدينة الحدودية.
الى ذلك، تحدث المرصد عن “اشتباكات دارت الخميس (أمس) في شمال غرب المربع الامني. كذلك نفذ تنظيم الدولة الاسلامية هجوما على نقاط يتمركز فيها مقاتلو وحدات الحماية في الجهة الجنوبية، بينما استهدفت الوحدات عناصر التنظيم في المستشفى الوطني في جنوب كوباني”.
واضاف ان المقاتلين الاكراد شنوا هجمات على التنظيم في مناطق تقع في ريف عين العرب من جهة الغرب.
وفي موازاة هذه الاشتباكات، قتل استناداً الى المرصد “ما لا يقل عن 20 عنصراً من “الدولة الاسلامية” بعضهم من جنسيات غير سورية على ايدي المقاتلين الاكراد في موقع يبعد نحو 30 كيلومتراً غرب مدينة راس العين” الواقعة على مسافة نحو 160 كيلومتراً شرق مدينة عين العرب.

أسلحة للأكراد
وقال نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في كوباني ادريس نعسان إن الغارات كانت “فاعلة” الا أنها غير كافية لالحاق الهزيمة بالجهاديين. وحض على السماح بوصول أسلحة الى الاكراد.
ولكن ليس واضحاً ما يمكن المجتمع الدولي أن يفعل في هذا المجال، وما اذا كانت القوى الكبرى راغبة في تسليح الاكراد في المدينة، خصوصا أن أنقرة تنظر الى المقاتلين الاكراد بتشكيك وتمنع الشباب من العبور الى سوريا للقتال الى جانب هؤلاء، حتى أنها قصفت مواقع للأكراد.
وفي برلين، صرح زعيم كتلة الاتحاد الديموقراطي المسيحي في “البونسدتاغ” فولكر كودر انه لا يستبعد تسليح برلين “حزب العمال الكردستاني” في اطار مساعي القضاء على متشددي “الدولة الاسلامية”.
وترسل المانيا أسلحة الى الاكراد في شمال العراق، لكن المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل استبعدت مساندة الحزب الذي حارب طوال عشرات السنين من اجل الحصول على حكم ذاتي لأكراد تركيا والذي تعتبره واشنطن والاتحاد الاوروبي منظمة ارهابية.
وقال كودر الذي ينتمي الى حزب ميركل: “أعرف مشكلة تركيا مع حزب العمال الكردستاني، لكن الوقوف مكتوفين ونحن نشاهد الدولة الاسلامية تسيطر على بلدات حدودية مهمة وتتطور بدرجة كبيرة لتصير خطرا على الأمن العالمي، لا يمكن أن يكون حلا… لا أستبعد مساندة جماعات أخرى. لكن هذا يجب أن ينفذ مع تركيا لا ضدها. وهذا ينطبق أيضا على دعم حزب العمال الكردستاني”.

غارات للنظام
وعلى جبهة أخرى، قتل 18 شخصا، بينهم ستة اطفال على الاقل، في غارات لطائرات النظام السوري على محافظة ادلب في شمال غرب البلاد وعلى منطقة في ريف دمشق.
وقتل هؤلاء بعد يومين من قتل 12 شخصا، بينهم امراتان وثلاثة اطفال، في غارة جوية لقوات النظام على بلدة عين ترما في الغوطة الشرقية ايضا.

السابق
رئيس الوزراء العراقي يرفض أي تدخل برّي عسكري للقوات الأجنبية
التالي
حادث صدم على طريق الكفاءات