كيف تُميّز الطعام الطازج مِن الفاسد؟

قد تُحسن اختيار المأكولات الصحّية وتتفادى تلكَ التي ترفع مستويات الضغط والكولسترول والسكّري. لكن هل تُجيد تمييز الطعام الطازج مِن الفاسد؟

وكأنّ اللبناني لا تكفيه الأوضاع الأمنيّة والإقتصاديّة والسياسية الرديئة التي ترافقه يومياً، حتّى أضيف إليها همّ آخر يهدّد صحّته وسلامته… إنّه التسمّم الغذائي الناتج من تناول الأطعمة الفاسدة! وفي ظلّ تفشّي هذه الظاهرة، هل مِن وسائل يعتمد عليها المستهلك لتحسين اختياره المُنتجات الغذائية أثناء تبضُّعه؟

وتعليقاً على هذا الموضوع الذي يهمّ الجميع، اعتبرت اختصاصية التغذية، عبير أبو رجيلي، خلال حديثها لـ«الجمهورية» أنّ «من الطبيعي أن تنتشر المخاوف بين المواطنين في ظلّ التزايد الملحوظ لضبط المأكولات الفاسدة. فكلّ إنسان يريد دائماً الأفضل له ولأفراد عائلته، خصوصاً عندما يتعلّق الأمر بالصحّة وتفادي أيّ مرض، وهذا من أبسط حقوقه».

وأضافت: «لحسن الحظّ، يمكن ببساطة رصد الأطعمة الفاسدة سواء في السوبر ماركت أو أثناء طبخ الطعام. وللتأكّد من جودة البيض، السمك، الدجاج، اللحوم، والمعلّبات الغذائيّة، إتّبع المعايير الذهبيّة الآتية:

البيض

لكي تتأكّد من أنّ البيض طازجاً، ضعه في وعاء يحتوي الماء والملح: إذا وصل إلى الأسفل يعني أنه طازج، أما إذا بقيَ على سطح المياه فيعني أنّه قديم. كذلك كُن حذراً أثناء تقشير البيض المسلوق، وتأكّد من أنّ الجلدة ملتصقة بالقشرة الخارجيّة، ففي حال وجود فراغ بينهما يعني أنه غير طازج. إضافة إلى ذلك، إنتبه إذا رأيت لوناً أخضر يُحيط صفار البيض المسلوق، فهذا دليل على أنّه فاسد.

السمك

وفي ما يخصّ السمك، من السهل جداً تحديد جودته: عند النظر إليه، تنبّه إلى عينيه إذ يجب أن تكونا بارزتان ولامعتان، وأن يتمتّع بشكل مُتماسك، وأن تكون رائحته غير قويّة. أمّا السمك الفاسد فعيناه لا تلمعان، وشكله مُلتوٍ ورائحته نتنة».

الدجاج

ماذا عن الدجاج؟ يمكن معرفة سلامته من رائحته، فعندما يكون فاسداً يتفكّك البروتين الموجود فيه وترتفع نسبة الأمونيا لتصبح رائحته كريهة. لكنّ هذا الأمر وحده لا يكفي، إنما من الضروري الإنتباه أيضاً إلى لونه الذي يجب أن يكون زهرياً وليس مائلاً إلى الصفار.

ومن جهة أخرى، إذا كان الدجاج قاسياً فهذا يعني بالمبدأ أنه غير طازج، لكن لسوء الحظ يتّبع البعض أساليب عدّة لإخفاء النكهة، مثل وضع البهارات والأعشاب، الأمر الذي يعوق القدرة على التمييز بين الطازج والفاسد.

اللحوم

أمّا اللحوم فتوجد طريقة يمكن من خلالها معرفة إذا كانت طازجة أم لا، وذلك من خلال الضغط عليها باليد: فإذا استعادت شكلها العاديّ يعني أنها طازجة، أمّا إذا استغرق الأمر بعض الوقت ولم تتخذ الشكل الذي كانت عليه، فهذا يعني أنها فاسدة.

وفي ما يخصّ لونها، إذا كانت حمراء ووجدت فيها دماً، فهذا يعني إجمالاً أنها طازجة، طبعاً إذا لم تُضَف إليها مكوّنات معيّنة قد تعطيها هذا اللون، أمّا اللحوم الفاسدة فيكون لونها مائلاً إلى السواد، علماً أنّ طبخها يُنتِج أيضاً رغوة داكنة، وفق ما أكّدت أبو رجيلي.

المعلّبات

وشدّدت على أنّ «الضرر الغذائي لا يقتصر على المصادر الحيوانية، بل قد يُطاول المُعلّبات أيضاً! فإلى جانب الإنتباه إلى تاريخ صلاحيتها، يجب التأكّد من أنّ العلبة تخلو من أيّ انتفاخ أو اعوجاج».

وأشارت إلى «ضرورة استخدام المعلّبات باعتدال بسبب احتوائها كمية عالية من الصوديوم، وأكثر من 3000 نوع من المواد الحافظة، أخطرها السولفيت المسؤولة عن الإصابة بمرض الربو.

فضلاً عن أنّ المواد المعلّبة قد تخسر قيمتها الغذائية بسبب تعرّضها لحرارة مرتفعة أثناء تعقيمها، ما يؤثّر سلباً في البروتينات الموجودة في اللحوم ويزيد فيها كمية الأمونيا. لذلك أنصح المرأة التي تلجأ إلى المعلّبات لسهولة تحضيرها، باستبدالها بالأطعمة المجلّدة حفاظاً على صحّتها وسلامة عائلتها».

قُم بواجبك!

وتحدّثت عن «وجود أجهزة عدّة تسهر على سلامة الغذاء وتراقب المعنيّين للتأكّد من تطبيق المعايير المحدّدة لضمان سلامة الغذاء وجودته، لكن من واجب المستهلك أيضاً عدم الإكتفاء بالنظر إلى الوحدات الحرارية والفوائد الغذائية فحسب، بل الإنتباه إلى مصدر المنتجات، وقراءة أغلفة المعلّبات، واختيار مطاعم موثوق بها، والإعتماد على الإستراتيجيات المذكورة لتفادي قدر المستطاع التسمّم الغذائي والإبتعاد عن أيّ خطر يهدّد صحّته».

أعراض التسمّم

من جهته، لفت الإختصاصي في التغذية وعلم الحمية، د. روني عبّود، إلى أنّ «وزارتَي الصحّة والإقتصاد والمختبر المركزي في الفنار هي الجهات المسؤولة عن مراقبة جودة الأكل. كذلك فإنّ عدداً من الـ»سوبرماركت» حائز شهادة «آيزو» التي تساعده في السيطرة على نوعية المنتجات، لكنّ هذا الأمر ليس مُطبّقاً على كامل الأراضي اللبنانيّة، والمشكلة الكُبرى تكمُن في أنّ عدد مراقبي المنتجات الغذائيّة قليل مقارنة بحجم السوق اللبناني».

وعن طريقة رصد التسمُّم ومعرفة المصدر، قال: «يوجد نحو 20 بكتيريا وطفيليات وفيروسات شائعة تُعرِّض صحّتنا للخطر، لكنَّ المشكلة أنّ ظهور أعراض التسمّم يراوح بين يوم إلى خمسين يوماً. لذلك يصعب معرفة ذلك مباشرة إلّا في حال وجود حالات تسمّم متعدّدة من المصدر ذاته».

وأشار إلى أنّ «الأعراض قد تتمثّل بالإسهال، والتقيؤ، والمغص، وتكون متشابهة بأعراض الرشح الجافّ. فضلاً عن أنّ التسمّم قد يؤدي أحياناً إلى ظهور دم في البراز أو مشكلات صحّية أخرى، وصولاً إلى الموت الذي يهدّد خصوصاً الأطفال والحوامل وكبار السنّ وكلّ شخص يعاني خللاً في جهازه المناعي».

لا تسكت عن الخطأ!

وأوصى د. عبّود المستهلك بـ«قراءة غلاف المنتج كخطوة أولى لمعرفة تاريخ إنتهاء صلاحيته، والإنتباه إلى بعض العلامات الواضحة عليه، فلا يشتري على سبيل المِثال المعلّبات «المُطعّجة» أو المنتفخة، والسمك النتن، وعليه تجنّب اللحوم المجلّدة التي تحتوي كريستالات كبيرة لأنّها تدلّ إلى أنّ المنتج قد أُعيد تجليده مرّة ثانية. كذلك، عليه أن يتنبّه ما إذا كان بعض أجزاء الدجاج يحتوي بقعاً سوداء لأنّ ذلك يعني أنه غير مجلّد مثلما يجب…».

وشدّد على «ضرورة عدم الإعتماد فقط على الرائحة نظراً إلى التقنيات المتعدّدة المُستعان بها لإخفاء أيّ عيوب، فإذا كان اللحم فاسداً، يمكن إضافة الفيتامين C إليه فيُصبح ظاهرياً أحمر اللون ورائحته جيّدة، لكنّه فعليّاً يكون مكتظّاً بالميكروبات والبكتيريا».

وختم حديثه قائلاً: «يجب على المستهلك مراقبة كلّ منتج غذائي قبل شرائه وعدم السكوت عَن أيّ خطأ يراه. وبالتالي على كلّ شخص التنبّه إلى أيّ أمر غريب يدعو إلى الشكّ وأن يُبلغ الجهات المُختصّة عنه».

السابق
حاصبيا: خنازير برية تفتك بالمزروعات
التالي
النصرة لم تحتل رأس الحرف وحزب الله في جهوزية كاملة