الدوخلة تشعل حربا بين المثقفين ورجال الدين في القطيف

مهرجان الدوخلة
غصّ مهرجان الدوخلة هذه السنة بأنواع الأغاني والرقصات وتخللته بعض حالات تفلّتِ من الحجاب وبعض التجاوزات الغريبة عن المنطقة، مما أشعل حربا كلامية وصلت للقذف والتشهير بين طلبة العلوم الدينية وبين النخب الثقافية القطيفية.

منذ عشر سنوات تداعى عدد من المثقفين في منتدى سنابس التاروتي في السعودية لإعادة إحياء بعض تراثهم فكانت بداية مهرجان الدوخلة. وتاروت هي جزيرة قطيفية قديمة سكنها الفينيقيون وكانت تُسمى عشاروت أو عشتاروت نسبة لعشتار آلهة الخصب عندهم.

والدوخلة طقس ديني ينسب للفينيقين حيث كانوا يرمون الشتلات الصغيرة المسماة بالدوخلة في ماء البحر مع تمثال عشتار تيمناً بموسم الخصوبة في ذلك الزمن، وقد صارت عادة يتوارثها أهل المنطقة حتى بعد تعاقب الديانات ووصول الإسلام، وصارت الدوخلة تلقى في يوم عيد الأضحى طلبا من الرب أن يعيد حجاج بيت الله سالمين إلى أهليهم، وفيها ينشد الأطفال باللهجة الدارجة:

دوخلتي حجي بي حجي بي *** وديني لحبيبي حبيبي (راجع اليوتيوب وستجدها ملحنة ومغناة).
وحديثا تنادى عدد من المثقفين في منتدى سنابس في تاروت وأعادوا إحياء هذا التراث على شاكلة مهرجان يستمر من عيد الأضحى ليوم الغدير
باسم مهرجان الدوخلة.

وفي هذا العام بالذات غصّ المهرجان بأنواع الأغاني والرقصات وتخللته بعض حالات تفلّتِ من الحجاب وبعض التجاوزات الغريبة عن المنطقة، مما أشعل حربا كلامية وصلت للقذف والتشهير بين طلبة العلوم الدينية وبين النخب الثقافية القطيفية حتى بلغ حد الكتابة عنه في الصحف الرسمية والبعض هدّد باللجوء للقضاء
في حال تكرار الخروج عن المألوف القطيقي المتوارث.

ولم يخلُ الأمر من إبداعات شعرية حُبكت على وقع الإشتباك العنيف ومنها هذه الأبيات المقتطعة من قصيدة طويلة:

يا بحرا مات من الظمأ — والماء بساحله أثرى
يا شعبي المنغلق الفكر — يا شعبي المنفتح الحرّا
هذي تاروت تحدّثها — سيهات وصفوة والزارة
عن أسود عانق غيداء — وجنين نام بها سِرّا
الشعب تَقَاتَل في الحفر — فتَركنا الشارعَ مصفرّا
مُضر قد هاجم جارتَنا — والمُنذر يزأر كالفأرة
صوحانٌ يشتم سيحانا — وربيعة هاجر للبصرة
وبنات الحي بأمريكا — ورجال الله لها تترى
ماضينا شُتّت ماضينا — وأمضّ الحاضرُ من يقرا
تاروت الجدة إن تبكي– فالشعب بدمعك قد سُرّا
اقرأ دقاتك في قلبي — واغزل أوتارك لي شعرا
واصنع من جرحك أغنيتي — واحفر في قبرك لي قبرا

السابق
ألمانيا للتعويض… وبولندا لتأكيد الإنطلاقة
التالي
عبدالله بن عبدالعزيز يستقبل تميم بن حمد آل ثاني